فنانون سوريون لأورينت نت:تصريحات نقيب غير منتخب مثيرة للشفقة

فنانون سوريون لأورينت نت:تصريحات نقيب غير منتخب مثيرة للشفقة
لم تعد الساحة الفنية السورية هي ذاتها القديمة، الساحة التي تتحرك في أروقة السلطة وتتتبع أوامرها. الثورة السورية أنتجت أصواتاً فنية مختلفة، خرجت عن الصمت والإدعاء الفارغ، ليصبح لها مواقفها وآرائها التي حرموا منها لعقود، تاركين الساحة النقابية لحفنة من الهواة الذين ينقصهم الكثير من المعرفة ويفتقرون للنضج الفني ولا يدركون شيئاً عن الواقع، فالتيار الفني الحر، الذي أنتج صوتا فنيا ينتمي إلى زمن القيم، الذي يعبر عن الذات والانتماء إلى الناس والانتماء إلى العالم، بينما التيار الفني السلطوي، أنتج نقاشات وتجارب تشبيحية، لا تختلف عن الأساليب والطرق التي تنتهجها الفروع الأمنية لدى النظام.

وبينما التيار الفني الحر يؤكد حضوره عبر التجارب الناجحة، يواصل التيار الفني السلطوي تشبيحه، مؤكداً على لسان نقيب فنانيه، أن لا نقابة خارج أروقة السلطة، ولا مكان لصوت فني يعلوا على صوت التشبيح.

كمية التهديدات والتصريحات التي وجهت للموجة الجديدة "فن الثورة"، تؤكد انتماء النقابة إلى "سلطة الحذاء" وهو أمر يعرفه الفنانون جيداً بعلاقاتهم المخابراتية الاستزلامية التي زادت وتضاعف نفوذها عقب الثورة، ما يعكس عبثية الحياة الفنية اليوم، بقدر ما يعكس أزمة شاملة يعيشها النظام، ليس على الصعيد السياسي فحسب، وإنما على الصعيد الفني أيضاً.

صحيفة "أورينت نت" استطلعت آراء بعض الفنانين السوريين في فرنسا وخارجها، عقب التصريحات الأخيرة لنقيب فناني النظام والتي أعلن فيها نيته فصل أكثر من ثلاثين منتسباً للنقابة، متهماً إياهم بالتحريض على النظام، والإساءة لما أسماه: "رموز السيادة الوطنية"

فارس الحلو: تصريحات لتضخيم أدوات النظام!

الفنان السوري فارس الحلو، وفي معرض تعليقه على التصريحات الأخيرة لنقيب فناني النظام، تحدث لصحيفة "أورينت نت" قائلاً: "الذي يشغل أحاسيسنا ومشاعرنا كمشتغلين ومتذوقين للفن اليوم، الثورة السورية وشهداؤها ومعتقلوها، هنا مكمن الحكاية. لا يمكننا إنكار دور الفن، ولكن في البداية كان الفن ترجمةً لحياة الناس، وما يصدر من تصريحات لنقيب أو وزير..إلخ ليست سوى جزء من المشهد، المشهد الحقيقي، أن يرحل النظام ويرتاح الناس، لذلك لا أرى داعي للرد على هذه التصريحات المتجذرة بالعنف اللفظي والمادي"

النجم الحلو والذي يقيم في باريس قسراً عقب اندلاع الثورة، يرفض الظهورات الإعلامية ويعتبر الرد على تصريحات من هذا النوع: "تضخيما لأدوات يخوض بها النظام معركته"، لافتاً النظر إلى البيانات والسلوكيات ذات اللغة التخوينية والسلوك العنفي سواء عبر الاعتقال او التهديد.

الكاتب سامر رضوان: انتقام رخيص مدفوع الثمن!

"لا أعير الاستعراضات الحركية والثرثرة الكلامية في العادة أي اعتبار.. لكن عندما تتضمن هذه السلوكيات تحريضاً علنياً على القتل الجسدي في ظل العنف المريض الساكن في سوريا وما حولها، تخرج المسألة عن الخلل في البنية الشخصية وتصبح انتقاماً رخيصاً مدفوع الثمن يستوجب التوضيح لا الرد، إذا لم أكن أتخيل أن يبدأ السيد زهير رمضان دورته النقابية بالدعوة للقتل تحت حجج أرادها أن تبدو ذات نوازع وطنية- من وجهة نظر ما قبل عقلية" بهذه العبارات بدأ سامر رضوان كاتب السيناريو وعضو نقابة الفنانين في سوريا، حديثه لصحيفة "أورينت نت"، رضوان الذي أشتغل في النقابة لمدة تزيد على عشر سنوات، قضى أربع سنوات منها، أمين سر لفرع نقابة حمص، وعضو في المؤتمر العام لمدة ثمان سنوات، وعضو في لجنة تعديل القانون النقابي، يرد من وجهة نظر قانونية على هذه التصريحات: "ليس هناك من بند قانوني يستطيع السيد رمضان الاستناد عليه -لإصدار هكذا قرار- بل لمجرد التقول فيه"رضوان الذي يعرف مثل بقية السوريين، الجهة التي أملت على رمضان تصريحاته الأخيرة، لفت النظر إلى الطريقة التي وصول فيها رمضان لمنصب نقيب الفنانين، معتبراً أنها حادثة لوحدها كفيلة بخلق ثورة"بشار الأسد تعلم مما حدث..وصدر إلى الواجهة منافسين لمنصب الرئاسة ضمن تمثيلية رديئة التخطيط والتنفيذ".

رضوان تابع حديثه قائلاً: "النقابة أنشئت لحماية الفنان وصون حقوقه والدفاع عنه، ولديك يا سيادة النقيب أسماء فنانين كثر في المعتقلات، عليك التفكير جدياً أنك أصبحت نقيبهم (سمر كوكش، ليلى عوض، زكي كوديلو وابنه مهيار، عدنان الزراعي..) فقد كان الأجدى أن تفعل شيئاً من أجل طي صفحة اعتقالهم الأمني الرخيص، كونك من الواصلين لأصحاب القرار الأمني اليوم" رضوان يعتبر دعوات العودة إلى حضن الوطن مجرد كذبة، خاصةً في ظل هذه الاعتقالات بحق الزملاء، والمفردات الغير لائقة التي يستعملها النقيب الجديد.

زينة حلاق: النقابة لم تكن موجودة قبل الثورة لتكون موجودة اليوم!

"اشتغلت دوماً على تجربتي الفنية الصرفة، أي أني كنت غير معنية بالعمل النقابي المستلب من أيدينا لصالح النظام، وبالتالي من الصعب الحديث عن نقابة بمعناها المؤسساتي في سوريا، مجرد اقتباس التسمية من التجارب الأصيلة لتجربة غبر متأصلة، حال كل المؤسسات التي تفرغ من مضامينها لمجرد هياكل، النقابة الأصيلة تحتاج إلى عمل كبير ومجهود خارق، نتحرك فيه خارج أروقة السلطة، هذه المقدمة تقودني إلى أن التصريحات الفاشية الأخيرة تترجم آراء ومواقف الجهات الأمنية التي تترجم على أيدي موظفيها في النقابة"

الفنانة السورية زينة حلاق، تابعت حديثها لصحيفة "أورينت نت" قائلة: "بالنسبة لي النقابة لم تكن موجودةً أصلاً قبل الثورة، لتكون موجودة اليوم، على سبيل المثال لم أستفد أبداً من بطاقتي النقابية، وكنت أرفض الخروج بمهرجانات ولا شيء آخر".

حلاق تعتبر، أن لا تغييرات طرأت على النقابة منذ بداية الثورة، وبقيت على نهجها السابق كحاضنة للتشبيح الفني" الفن ليس مجرد اشتغال أعمال فنية، هذه العملية شكل من أشكال الصنعة، الفن الحقيقي أن نكون أخلاقيين، لذلك كشفت الثورة الزيف الأخلاقي لأناس تربوا في أحضان السلطة، وأظهرت العمق الأخلاقي لأناس تربوا خارج أروقة السلطة، ضمن لعبة الكبار والصغار التي كانت تكرسها الأجهزة الفنية، وتستمر بها اليوم".

فدوى سليمان: نقيب غير منتخب يشبه نظامه!

"هناك أزمة حقيقية يعيشها النظام اليوم، أزمة فنية لا تقل مقدراً عن أزمته السياسية، والدليل على ذلك هذه التصريحات غير المسئولة، حينما يتهم نقيب فناني النظام، المثقفين والفنانين أنهم يحرضون على الإرهاب، ينسى أنه هو من اعتقل وقتل المثقفين والفنانين لكي يشرعن العنف بخلق عنفه الخاص وتصديره للعالم" وفي معرض حديثها لصحيفة "أورينت نت" اعتبرت الفنانة السورية فدوى سليمان، أنه من المؤسف بمكان، أن يكون هناك أشخاص يشتغلون بالفن، ويناصرون نظام مجرم.

سليمان تابعت حديثها، قائلةً: "قبل الثورة كنا في النقابة كاليتامى، واليوم أنتجت الثورة جمهورها وفنها، ولا ينقصها سوى رحيل النظام، ووجود ناقصي الموهبة والكفاءة، وخروج غالبية الكفاءات، هو دليل انتخاب نقيب للفنانين بلا قاعدة انتخابية ومن نظام منتخب بنفس الشكل المثير للسخرية"

التعليقات (1)

    اللاعنف

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    النظام السوري الارهابي السرطاني الخبيث خلال 50 عاما عجافا قتل العلماء والدكاترة والمهندسين والمثقفين والوزراء والمخلصين او هجرهم او اعتقلهم او دمرهم مع 300 الف طفل وامراة ببراميله المتفجره وصواريخه وسرق الاثار او دمرها والعالم يتفرج على المجازر. وحتى دمر لبنان وصنع مع ملالي ايران المليشيات الارهابية اما مجلس الامن هو مجلس الظلم والشرك والديناصورات والفيتو القذر والاجرامي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات