مروان حمادة: الشهيد الحي.. عاش ليفضح جرائم الأسد

مروان حمادة: الشهيد الحي.. عاش ليفضح جرائم الأسد
من تحت رماد كل الوثائق التي تدين الأسد في اغتيال رئيس الورزاء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والتي أحرقتها عصبته القابضة على لبنان بالتواطؤ مع منظومة السياسة العالمية وفن (المصالح)، يفجّر النائب اللبناني غضبا شعبياً لبنانيا مكبوتاً، منذ سنوات، حيال ملف اغتيال (الحريري)، أمام المحكمة الدولية، وليزلزل الأرض مرة أخرى من تحت الأسد وحزب الله، طغاة العصر في لبنان وسورية.

يدلي النائب اللبناني الحالي، والوزير السابق (حمادة) بشهادته للمحكمة الدولية عبر الشاشة بلغة مجردة، يستعيد فيها ذاكرة لا تنتهي عن (استبداد) آل الأسد وذراعه الميليشيوي في لبنان، مستحضراً مشاهد حية عن (الموت) في عهد الوصاية الأسدية على لبنان، ليكشف انه "بعد تهديدات بشار الاسد كانت عملية تعديل الدستور للتمديد للحود معلبة بدءا من جلسة مجلس الوزراء في 28 آب التي كانت مقتضبة، مضيفا أن الرئيس الراحل الحريري كرر مرارا الطلب من الرئيس فؤاد السنيورة على أهمية حضور الجلسة لافتا الى غياب جان عبيد عن الجلسة رغم الضغوطات المباشرة التي مارسها عليه رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان رستم غزالة ".

يكتب (بول شاوول) في صحيفة (المستقبل) اللبنانية عن (مشهدية) شهادة حمادة أمام المحكمة الدولية: "هنا صورة، تستعيدها من "فلاش باك" حمادة! ثم الصراخ.. ثم الدمع.. ثم الفاجعة التراجيدية.... تأخذك إلى الوطن كله. إلى جلجلة الحريري مع نظام الأسد والجلجلة صورة أيضاً. لكن بأبعاد عديدة: الطاغية بجنونه وأمراضه وعنف وجوهه ويديه الموتورتين والكراهية المجلجلة بصوته :الآمر" الناهي، الخشبي: وأمامه الحريري.. هنا الجلاد وأمامه الفريسة في لعبة القتل والسادية والعدوانية والكراهية والتعطش إلى الدم".

مارس (حمادة) العمل الصحفي قبل أن يتم تعيينه نائبًا عن المقعد الدرزي في جبل لبنان في عام 1991 بعد اتفاق الطائف، وشارك بمجلس الوزراء لعدة مرات كوزير، فعين وزيرا للسياحة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية الصحة 1996 والمهجرين، كما عين وزيرا للاقتصاد في العام 2003 واستقال عام 2004 مع استقالة أعضاء الحزب التقدمي الاشتراكي رفضًا لتعديل الدستور وتمديد الفترة الرئاسية للرئيس إميل لحود. ثم عين وزيرا للاتصالات عام 2005 .

ويعتبر مراقبون شهادة (حمادة) بأنها فتحت ذاكرة سوداء من مسلسل (فرائس) الأسد وضحاياه، ويتحدث (شاؤول) عن شهادة (الشهيد الحي) حسب وصفه: "حمادة ما زال في حلقاته يستحضر الوقائع، بتلك الدقة، والموضوعية بلا انفعال أو تأثر او عاطفة.. . مستبطنة خلف جروحه الملتئمة، وخلف شهادته الثابتة. مستعرضا صور الشهداء الذين نحروا بعد الحريري: سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، انطوان غانم، وليد عيدو، سامر حنا... ووسام الحسن".

يتحدث سياسيون وإعلاميون لبنانيون وسوريون عن شهادة (حمادة) بأنها تعرية (صادقة) لجرائم نظام الأسد، القابض على السلطة في في سورية منذ أكثر من أربعة عقود والمفكك الأبرز للدولة اللبنانية طوال تلك الفترة سياسياً وطائفيا ومذهبياً.

انتخب (حمادة) عضوًا في البرلمان اللبناني بدورات أعوام 1996 نائبًا عن قضاء الشوف، 2000 و2005 نائبًا عن جبل لبنان عن المقعد الدرزي في الشوف، كما انتخب بعام 2009 نائبًا عن دائرة الشوف، ويستعرض أمام المحكمة بجرأة وهدوء يتخلله صمت أبلغ من الكلام قرأه اللبنانيون جيدا، وقائع ما قبل الثمن الذي دفعه (رفيق الحريري) جرّاء وقوفه مع لبنان في مواجهة الوصاية الأسدية التي فككت نسيجه الدولة الاجتماعي وأطلقت العنان لهيمنة عصابة (الضاحية الجنوبية) على الدولة ومفاصلها وشوارعها في محاكاة لعصابة القرداحة التي هيمنت على دمشق.

النائب (حمادة) الذي كان قد تعرّض لمحاولة اغتيال قبل أربعة أشهر من جريمة تفجير موكب رفيق الحريري، أكد للمحكمة الدولية التهديدات المباشرة التي وجّهها الديكتاتور بشّار الأسد إلى رئيس الوزراء الأسبق الحريري قبل اغتياله، يقول خير الله خير الله بمقال له في موقع (إيلاف) تحت عنوان (شهادة من أجل لبنان... وسوريا أيضا): "كشفت شهادة مروان حمادة أنّ ليس لدى النظام السوري طريقة أخرى يتعاطى بها مع لبنان سوى القتل...الوسيلة الوحيدة للبقاء في السلطة هي إلغاء الآخر من دون محاولة التفكير في النتائج التي يمكن ان تترتب على ذلك.. كشفت أنّه لا يمكن لهذا النظام ان يتعلّم شيئا. الدليل على ذلك أنّه يحاول في مواجهة الثورة الحقيقية التي اندلعت في سوريا، إلغاء الشعب السوري. يفعل ذلك معتمدا على الأدوات نفسها التي استخدمها في التخلص من رفيق الحريري..".

يعتبر من أسرة إعلامية سياسية، فوالده الدبلوماسي (محمد علي حمادة)،وشقيقه الإعلامي (علي حمادة) وشقيقته الشاعرة (ناديا حمادة تويني) زوجة الاعلامي (غسان تويني)، وابن شقيقته الإعلامي (جبران تويني).

تحدث النائب حمادة، (مواليد 1939 والحاصل على إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف في لبنان عام 1963، وشهادة في العلوم الاقتصادية)، كشاهد على وقائق وملاباسات وحيثيات ما قبل عملية (اغتيال) الحريري، والتي وصفتها المحكمة الدولية بالعمل الإرهابي، وهذا الوصف جاء بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، وهنا تكمن أهمية شهادته وخطورتها، حيث لا مجال للمحكمة بتجاهل "الأيّام التي كان فيها نظام الأسد يقتل ويرتكب الفظائع بطرقه المافيوية ولا يجد من يحاسبه"، ولكن هل يمكن فتح ملفات الأسد الإجرامية السوداء في لبنان، وإحراقها في سورية!

التعليقات (9)

    سوري حر

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    بارك الله بالبطن الذي حملك يا مروان ، فانت تصبح بمقام القديسين و الاولياء ، حين تفضح الطغاة و تعري مجرمي العصر ، الاسد و حزب الله و من لفهم ، شهادتك ليست لكشف المجرم فقط ، انها كلمة الضمير الانساني لكل البشر ، انها كلمة الحر النبيل ، و ما عهدنا بجبل الشوف الا الاحرار و النبلاء و الاشراف

    عبدالحميد

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    نعم انت سياسي وقانوني ومتحدث ومفكرمثقف من الدرجة الممتازة وتستحق كل تقدير نعم انت من الاحرار القلائل في العالم العربي اليوم وتستحق كل تقدير نعم انت من احد احرار العالم القلائل اليوم وتستحق كل تقدير نعم انت مناضل في بلدك ولبلدك وتستحق كل تقدير نعم اظنك ستكون جسر العبور لحقيقة ماجرى من اجرام في بلدك وعلى يدي مجرمين منحرفين خلقيا" وسياسيا" ---- نعم لقد قدمت في المحكمة اهم محددات القضية تحية لك ولامثالك

    سورية حرة

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    كل الوثائق والادلة على جرائم النظام السوري في لبنان وسوريا بين ايدي المحاكم والمنظمات الدولية والغرب كله .. ولم يفعلوا شيء لردعه بل يدعموه .. انه زمن جديد بكل المعايير .. ضربوا بعرض الحائط كل المعايير الاخلاقية والانسانية ... في انتظار غودو

    ثابت لم يتحول

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    كان مروان حمادة ومازال من السياسيين اللبنانيين النادرين الذين لم يغيروا موقفهم من نظام الأسد على الإطلاق.

    السوري الحر

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    والله لو اجت كل الدنيا وشهدت على بشار ما في حدا راح يحاسبو لحتى يخلص دورو وعندها امريكا وايران هما من سيقلق رقبته بالمشنقة اما دوره فهو المساعدة في اعادة هيكلة المنطقة وتقاسمها بين اسرائيل وايران اسرائيل ستتحكم بحنفية المي وايران ستتحكم بحنفية الطاقة وهات المجوز يا عبوووود ورقص ام عيون السود (انا راعي غنم جاهل غير متعلم)

    غنم الراعي

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    طيب وهي عرف العالم انو اﻷسد هو اللي قتل الحريري...شو صار؟ على اساس يعني العالم ما كان يعرف...؟ وهي قتل اﻷسد فوق الحريري مليون واحد ... وشرد 10 ملايين ودمر سوريا... شو صار؟ وضرب كيماوي وعمل مجازر... وجاب داعش وماعش و فتح مسلخ بسوريا...شو يعني؟ عادي... واقل من عادي عند العالم... بتعرف ليش؟؟؟ أسأل راعي الغنم ههههههههه

    ابو جانتي

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    الله ينصركون على بشار المستبد القاتل المجرم ولا بد للحق ان ينتصر

    رزوق

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    مهما حاول القتلة إخفاء معالم الجريمة فالحقيقة ستظهر مشرقة جلية على أيدي اصحاب الضمائر الحية.. اللعبة لم تنته بعد. والمجرم مازال حراً طليقاً. والعدالة الدولية لابد ستأخذ مجراها ولكن ببطء.. من يضحك أخيراً يضحك كثيراً.. أحييك أيها الشهيد الحي وأحيي شجاعتك في زمن الخسة وروكلام بيع الضمير بأبخس الأسعار..

    احمد سعيد

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    ماقيمة الشاهد عندما لاتوجد عدالة تاخذ تلك الشهادة وتبني عليها قرارها فالجرائم المشهودة لم ينظر فيها لانهم ينتظروا تعيين قائمة من الشهود ثم يصبح للمحكمة حق التقدير للاخذ بالشهادة التي تقتنع بها .لان العدل قناعة وليس حق.طالما ان الحاكم هوالجاني وهو الشاهد الذي ستاخذ به المحكمة فان سماع الشهود لاظهار عدالة المحكمة وبالتاكيد ان المحكمة لن تقتنع بشهادة حمادة ربما يسمع مرة اخرى عند اعادة المحاكمة.
9

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات