الائتلاف وداعش وحالش والبراميل

الائتلاف وداعش وحالش والبراميل
البراميل الأسدية التي كانت نموذجا لم يعرف التاريخ مثله، من حيث هو سلاح أعمى يتعلق بحجم التأثير الاجرامي الذي يخلفه كل برميل لا على التعيين. عدم التعيين هذا يعبر أيضا عن نظرة الأسد ومواليه للشعب السوري. كتلة غالبة من الشعب السوري طالبت بحريتها، يجب أن تباد.

الأسد لم يستخدم البراميل هذه إلا بعد أن تشكل ائتلاف قوى المعارضة، واطمأن على مشاركة حالش- حزب الله وميلشيات ايران- في قتل السوريين دون ردود فعل دولية تذكر. كل ذلك كان يجري في سياق دخول أو ادخال القاعدة وفروعها على خط الثورة، من أجل تعفينها وتزمين الوضعية السورية في القتل والعنف المتعدد المشارب والتمويل والاجندات، والتعامل مع آل الاسد بوصفهم ميلشيا تمثل قطاعا من الشعب السوري بالاخص الطائفة العلوية. القاعدة التي انتجت داعش والنصرة تحت الراية السوداء. هذه القوى وتوزعها فوق ارض المشهد السوري، الذي يغطيه دم السوريين ببساطة يمكننا تسميته" الامركة الاوبامية للوضعية السورية".

أمركة على طريقة ادارة اوباما- كيري، بعد أن حمى الايباك عدم التدخل لحماية المدنيين واعطاء الاسد فرصة قتل السوريين وتدمير البلد بلا توقف منذ 18آذار 2011 . الحديث هنا عن الدور الايراني والروسي هو كمن يتحدث عن دور، هذا اللواء او ذاك من قوات الاسد. التغطية الدولية الفعلية للجريمة كانت ولا تزال اوبامية بامتياز. هذه التغطية ليس دفاعا عن الاسد وان بدت كذلك لكنها دعما لخيار تحويل سورية من ثورة حرية إلى بؤرة تجمع للعنف المزمن والمتعدد الرؤوس. هذا القول ليس مؤامرة سرية، بل هو واقع كان فيه صوتنا موجودا لكنه غير مؤثر. منذ زمن بعيد لم تعد السياسة في أي بلد بالعالم تعبر عن تفاعلات الحالة الشعبية، بل تعبر عن وزن المصالح التي تمول القوى الشعبية ذاتها بهذا الاتجاه أو ذاك. ما يحدث من طفرات ثورية كالحالة السورية مثلا، تعبر عن مدى تغول المصالح وكلبيتها، لدرجة أنها تترك خلفها الغام متفجرة نتيجة لحجم النهب والفساد والجريمة وقلة الكرامة وهضم الحقوق. مثال هذا السلطة الاسدية. اربعة عقود ونيف من النهب والفساد والقتل وهدر كرامة السوريين وتطييفهم. كانت وحدها خلف هذه الثورة التي فاجأت الجميع بما فيها المعارضة. في حديث مع بعض قادة المجلس الذين اصبحوا قادة في الائتلاف ايضا اثناء انعقاد الهيئة العامة الوحيدة للمجلس في تونس اواخر 2011 تحدثت كغيري عن أن خياراتكم تذهب نحو الصوملة. لهذا يكذب اي واحد فيهم عندما يقول أنه لم يكن يعرف أين نحن ذاهبون؟ كنا نعرف اننا اقلية وكانت لحظة سقوط النظام وكأنها في جيوبهم!!! كما كانت لاحقا في جيوب من قاموا بتشكيل الائتلاف!!

هؤلاء جميعا بما فيهم نحن الاقلية ساهمنا بشرذمة التمثيل السياسي والعسكري للثورة. لم نكن كاقلية عباقرة في اكتشاف حالة التزمين الاوبامي، بل كانت لسان حال كل امريكي قابلناه، لكن الامانة العامة للمجلس الوطني ومكتبه التنفيذي آنذاك ولاحقا الائتلاف لم تكن تريد أن تسمع، رغم" البهادل التي كان مندوبي الدول يسمعونها لهم"!! عودة لمحاضر الجلسات مع روبرت فورد السفير الامريكي الاسبق مع قيادة الائتلاف. طبعا لم اذكر هيئة التنسيق لأنها كانت مندرجة في حركية المحور الروسي منذ البدء. الاوبامية السورية هي ما نعيشه اليوم كشعب سوري. الاسدية والداعشية والقاعدية والحالشية والائتلاف هي عناوينها التي ادمت ولاتزال تدمي وتدمر شعبنا وبلدنا. وليس ادل على ذلك ما يحدث في استنبول الآن اثناء كتابة هذه المادة تحت ما يسمى اجتماعات الائتلاف. لم نسمع كلمة سياسية واحدة كل ما نسمعه من سيتوزر ومن سيعطى حصة مقابل عدم توزيره!! هل يمكن الحديث عن شرذمة التمثيل السياسي للثورة أكثر مما يحدث الآن في استنبول؟

من جهة أخرى داعش لم تنتجها حاضنة شعبية سورية كما يحلو لبعض مثقفينا تصوير الأمر، داعش فرضت على السوريين بالقوة العارية، وبدأت تبحث عن جنود في سورية تماما مثلها مثل القاعدة عندما فرضت على الافغان ووجدت جنودا بينهم ورغم وجودها العلني فترة من الزمن هنالك لم تستطع ان تشكل حاضنة شعبية افغانية ذات وزن. داعش هي أحد أذرع الأوبامية في أمركة الحالة السورية.

الأوبامية هنا وفي هذا الخيار الداعشي بالذات شاركت فيها دول اخرى بما فيها سلطة الاسد هنالك من مول وهنالك من سهل وهنالك من تواطأ. شعبنا لا يتحمل مسؤولية داعش، واذا اردتم أن تخوضوا معركة مع الاسلام السياسي فمكانها ليس هنا.

فجأة أصبح لدى شعبنا عند بعضنا عقلية داعشية؟ الإسلام السياسي موجود فقط عند التيارت العلنية، وليس عند قوى لا أحد من مثقفينا يعرف حتى اللحظة مصادر تمويل داعش ولا الدول الداعمة لها، بما فيها كاتب هذه السطور. لذلك ارحموا شعبنا في تغريبته. فهل نجحت الأوبامية في وضعنا أمام خيارين: إما داعش وإما سلطات عسكرتارية فاسدة؟

التعليقات (1)

    ٌِARA

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    وأمريكا برئاسة أجبن وأسوأ رئيس لها وكيل أعمال للمسؤول عن الملف السوري دولياً صاحب المكتب الأول في تل أبيب يوزع الأدوار على المعممين المجوس والقتلة الروس والمرتزقة الدواعش و.......وعلى صبيان السياسة والمنتفعين الذين يخادعون أنفسهم قبل الشعب السوري ويأملون بغبائهم العون من أعدائهم .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات