من القصص التي رصدتها (أورينت نت) عن المسنين في صفوف الثوار، حكاية محمد الطيب اسماعيل، من مدينة الباب، الذي يتجاوز عمره الـ 70 عاماً، ومع ذلك اندفع بالحماسة الثورية قبل أكثر من عامين، للانضمام إلى الكتائب الثورية المقاتلة،حيث حاول لمدة ثلاثة أشهر إقناع الجيش السوري الحر أن يقبلوا انضمامه إلى صفوفهم، ولكنهم كانوا يرفضون خوفاً على حياته نتيجة التقدم في العمر، ومع الألحاح المستمر للرجل المسن، وافقوا على ضمه إلى صفوفهم، وفي أحد الفيديوهات على موقع يوتيوب يقول الرجل المسن أنه التحق بالقتال من أجل رفع حماسة وهمم الشباب المتقاعسين عن القتال.
(أبو علي) أكبر المقاتلين
في نفس السياق، يعتبر (صويلح العنزي) من عشيرة عنيزة في دير الزور، المعروف بـ أبو علي، أكبر المقاتلين في صفوف الجيش الحر، حيث يبلغ من العمر (84) عاماً، وقد أشيع بعد انتشار صورته الشهيرة على مواقع الأنترنت والتواصل الاجتماعي في العام الماضي أنه من المملكة العربية السعودية وتداول عدد كبير من المتابعين ذلك الخبر، إلا أن مصادر عديدة أكدت أن أبو علي من محافظة دير الزور السورية، الذي نشرت صورته في صحف عدّة عام 2013 وهو بالزي العسكري معتمراً كوفيته البدوية وحاملاً سلاح (الكلاشينكوف) وهو في وضعية الركض على أرض المعركة. واعتبر أبو علي مثالاً لبث الحماس لدى الشباب كي لا يتسلل الملل إلى نفوسهم.
(كتيبة الختيارية)
وكان (تلفزيون أورينت نيوز) قد نشر في وقت سابق تقريراً عن إحدى الكتائب العاملة في ريف حلب الشمالي والتي تجمع عدداً من المقاتلين من كبار السن، أحدهم كان يعمل (راعي غنم) ويبلغ من العمر 55 عاماً، ولديه ثلاثة أبناء في الجيش الحر، ومع ذلك أصرّ على أن يكون له دوره في الثورة، وانضم إلى (كتيبة الختيارية) ليكون عوناً للشباب في الجيش الحر، حسب قوله. وترابط (كتيبة الختيارية) في ريف حلب الشمالي على جبهتي نبل والزهراء المواليتين لنظام الأسد.
(المشايخ المتطوعون)
من جانب آخر نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور، قالوا إنها لمجموعة من كبار السن في ريف حلب، شكّلوا حديثاً كتيبة تحمل اسم (كتيبة المشايخ المتطوعين)، وتضم حوالي الـ 30 شخصاً، تتراوح أعمارهم ما بين 50 و70 عاماً من بينهم محامين ومهندسين ومعلمين ومهنين. حيث تنشط تلك الكتيبة في منطقة الجوية، التي تعدُّ على خط النار في مواجهة ميليشيات الأسد، بقريتي النبل والزهراء.
وحسب تصريحات أدلى بها مؤسس الكتيبة "أبو براء الخرفان" لـ (وكالة الأناضول) فإنَّ تشكيل الكتيبة تمَّ، بعد استشارات قام بها مع أصدقائه في المنطقة، مضيفاً أن جميع أعضاء الكتيبة هم من المسنين الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً، وبينهم من بلغ سن الـ 70، مؤكداً أنهم متطوعون للقتال حتى إسقاط النظام".
ومن جانب آخر قال أحد المقاتلين في الكتيبة وهو (محامي) فقد ثلاثة من أبنائه؛ في الاشباكات مع النظام: "بالرغم من كبر سننا، إلا أنَّ كتيبتنا تتناوب مع بقية الشباب من الفصائل الأخرى، على الخطوط الأمامية للجبهة، وأريد أن أقول للشباب الذين تركوا سوريا، وغادروا إلى الخارج، ازرعوا الإيمان في قلوبكم مكان الخوف، وتعالوا لمحاربة نظام بشار الأسد".
التعليقات (13)