بعد عام على الاختطاف: أين رزان زيتونة ورفاقها؟!

بعد عام على الاختطاف: أين رزان زيتونة ورفاقها؟!
بتاريخ 9/12/2013 قامت جهات مسلحة بإختطاف النشطاء السلميين (رزان زيتونة وسميرة خليل وناظم حمادي ووائل الحمادة ) العامليـن في مركز توثيق الإنتهاكات في سورية، من مكان عملهم في مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق..

في مثل هذه الأيام يمر عام على حدث الاختطاف الذي أرّق الثورة السورية، دون أي معلومات واضحة حتى الآن عن مكانهم ، أو إن كانوا أحياء أم شهداء...

لمن يعرف رزان الثورة هي كل حياتها. كانت تتمنى دائما أن يأتي اليوم لتخرج هي ورفاقها ليهتفوا بصوت واحد : ( واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ). وقد تحقق الحلم في آذار من عام 2011 وتفجرت الثورة ، لترددها هي ورفاقها مع الشعب السوري الثائر، الذي طالما أراد وحلم بأن يكون لهم صوت واحد ، بل وطالما أرادوا أن تشاركهم إمرأة ثورية بقوة رزان زيتونة ، لتقودهم نحو الحرية.

لجان التنسيق المحلية!

أسّست رزان زيتونة مع مجموعة من الحقوقيين والناشطين لجان التنسيق المحلية في سورية، التي تحوّلت بسرعة إلى شبكة إعلامية إغاثية في كل المحافظات والمدن والبلدات السورية، وقد ضمّت لجان التنسيق المحلية عدداً كبيراً من الناشطين من داخل سوريا وخارجها.

انتقلت رزان زيتونة وفريق عملها من دمشق المحاصرة من النظام وشبّيحته إلى الغوطة المحررة، فتنقلوا من دوما إلى عدد من المدن والبلدات المحررة في الغوطة الشرقية، ثم عادوا إلى دوما مجددا، وأطلقوا هناك ما بدؤوا بعمله منذ بداية الثورة "مركز توثيق إنتهاكات حقوق الإنسان في سورية" .

توثيق الانتهاكات وجائزة الشجاعة الدولية!

إن عَمل رزان وفريقها في الغوطة الشرقية لم يقتصر فقط على توثيق الإنتهاكات، بل قاموا أيضاً بمساعدة العديد من الناشطين بتأسيس مؤسسة خاصة لدعم المشاريع الصغيرة والمبادرات، وأسّست مع"منظمة سوريات من أجل التنمية"، ثلاثة مراكز في الغوطة للنساء، تحمل إسم " النساء الآن "، كما عملوا على تنفيذ مشاريع ثقافية، فأنشؤوا مكتبة عامة وقاعة مطالعة في عربين وحمورية.

تم اختطاف رزان ورفاقها في منطقة غير خاضعة لسيطرة النظام... ما طرح سؤالا مريرا عن هوية الخاطفين... فقد غدا صوتها هي ورفاق الدرب الثوري قد أصبح قويا ووصل إلى العالمية ، ففي عام 2011 اختارت مجلة "فورن بوليسي الدولية " رزان باعتبارها واحدة من المؤثرين، وفي العام ذاته تم منحها جائزة "آنّا بوليتكوفسكايا " للنساء اللواتي يناضلن من أجل حقوق الإنسان في مناطق النزاع ، وفي نفس العام منحت "جائزة ساخاروف لحرية الفكر" التي تمنح لتكريم الأشخاص أو المؤسسات الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر ، وفي عام 2012 حصلت على جائزة "ابن رشد " للفكر الحر ، وبعد عام تم تكريمها بمنحها "جائزة الشجاعة الدولية " لعام 2013.

أيضا قدمت لها منظمة الأصوات الحيوية " فيتال" الجائزة العالمية للريادة لعام 2014 ، ثم أخيرا ومنذ أيام منحت «مؤسسة هنريش بول» الألمانية جائزة الدفاع عن حقوق الإنسان جائزة «بترا كلي» أحد مؤسسي حزب الخضر في ألمانيا التي اغتيلت عام 1992، إلى رزان وسميرة والمحامي وائل حمادة والشاعر ناظم حمادي...

ثوار لا خاطفين؟

لكن هذه الجوائز التي تشكل رصيدا للثورة التي تمثلها رزان، لا تغني عن حضورها، ونحن لا نعلم بعد عام على غيابهم ما هو مصيرهم وأين هم ... أين تلك المنظمات العالمية، وأين ذهبت مناشداتنا لها لمعرفة مصير زيتونة ورفاقها، هل هذا جزاؤهم.. التكريم فقط، لماذا لم يعملوا على حمايتهم منذ البداية ، لماذا لم يتم إخراجهم أو مساندتهم بعملهم الثوري والوطني المشرف لسوريا ولشعب سورية الحر، هل نسوهم كما نسوا هم وغيرهم آلام الشعب السوري بأكمله ...

أن إختطاف رزان زيتونة ورفاقها من مناطق سيطرة المعارضة، يزيد التساؤلات الأخلاقية أيضاً... فما كان الخطف يوماً ضمن أخلاق الثوار، ولا من ضمن سياستهم الثورية ، ولابد من أن الخونة والعملاء الذين يدعون حبهم وتأييدهم للثورة والذين كانوا متواجدين في دوما بريف دمشق منطقة اختطافهم ، كان لهم الدور الأكبر لاختطاف رزان ورفاقها الثلاثة ، وخاصة أننا بتنا نسمع كثيرا في هذا العام ، عن إلقاء الثوار القبض على خونة وجواسيس لنظام الأسد ، وهذا ما كلفنا حتى الآن أن نخسر رزان زيتونة ورفاقها وشهداء راحوا منا ضحية الخيانة.

لكن الأمل بعودة رزان مازال قائماً... وسواء كان اختطافها من عملاء النظام أو بفعل "انحرافات ثورية" فإن الثورة مستمرة بنضالها حتى النصر، وستنظف نفسها من الخونة والمنحرفين، ومن يساعد نظام الإجرام على اختطاف النشطاء والإعلاميين والحقوقيين المساندين للثورة.

وتبقى سيرة رزان وإنجازاتها عنوانا من عناوين حضورها... الذي يفرض نفسه بعد اثنتي عشرة شهرا من الغياب... وإذا ما أذن فجر النصر قريباً... فثمة الكثير مما يقال عن فرحة النصر بالثورة التي تكتمل بغياب رزان ورفاقها

التعليقات (1)

    دوماني

    ·منذ 9 سنوات 4 أشهر
    رزان ورفاقها أمانة في عنق زهران علوش وجيش الإسلام. رزان تخيف بصوتها كل حملة السلاح الذين يريدون فرض سياساتهم وإيديولوجياتهم المتطرفة على الذين خلقهم ربنا أحراراً، إبتداءً من نظام الوريث القاصر في دمشق وليس إنتهاءً بمن رفع أعلاماً سوداء باسم الدين وصار يحلل ويحرم على مايفهمه من الدين وأقام سجن التوبة وهيئة شرعية تحكم أيضاُ بحسب فهمها للدين فضاعت الحقوق وانخطفت رزان ورفاقها وصارت الإغتيالات شعار المرحلة، والحبل على الجرار.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات