أوباما وكذب روحاني!

أوباما وكذب روحاني!
منذ أن تولى باراك اوباما الحكم قبل ست سنوات، وهو يحاول مع ايران في عملية احتواء طويلة الامد. لكن هذا الاحتواء استولى على على اوباما بطريقة مرضية ولا اخلاقية حتى من وجهة نظر المجتمع الامريكي. حيث اعتبرها انجازه الأهم فيما لو تحقق. لهذا فعل من جديد وبطريقة هيستيرية قضية الاسلام فوبيا عبر داعش هذه المرة.

قبل ان نتحدث عن هذا الامر يجب أن نقر أن الاسلام السياسي رغم فشله لكن داعش والقاعدة ليستا اسلام سياسي بأي حال. إدخال الاسلام في السياسة لايعني ادخال العنف المنفلت من أية رقابة حقوقية أو اخلاقية، هذا الامر لا تفعله إلا اجهزة استخبارات وقوى منفلتة من المواضعات البشرية.

كتبت في هذا الموضوع كثيرا خاصة حول نموذج تنظيم القاعدة المصنوع أمريكيا وسعوديا في السابق، لكن الجديد هنا هو ظهور داعش. لداعش بحث يطول لكن محصلته أن داعش هجين قاعدي ومستقل عنها. بالمحصلة ما اردت قوله تفعيل داعش كتنظيم اجرامي بامتياز، كان هنالك مصلحة اوبامية واضحة، اهمها القضاء على الربيع العربي ومنجزاته، وجعل ايران تبدو كحمل وديع أمام الرأي العام الامريكي، وجزء من حرب أوباما على الارهاب.

لكن بالمقابل هنالك مقاومة شرسة داخل القوى الامريكية لمشروع أوباما. في الأسباب وراء سياسة اوباما حيال ايران ازعم أنه لايوجد سوى سبب واحد، هو أن الحزب الديمقراطي منذ ايام جيمي كارتر وحتى الآن ومنه جون كيري ايضا. توجه هذا الحزب يتوافق مع طروحات قديمة في عالم النخب الامريكية عموما والايباك المساند لاسرائيل خصوصا، تقول أنه أمام بحر من المسلمين السنة والعرب يجب استقطاب ايران والشيعة عموما ضد العرب السنة تكريسا لمصلحة اسرائيل الاستراتيجة. لكن بالمقابل أيضا هنالك داخل الايباك والحزب الجمهوري من يعتبر أن إيران خطر على أمريكا ومصالح أمريكا وامن اسرائيل. لهذا أوباما حاول ويحاول اللعب على هذا التناقض داخل النخب الامريكية.

مع ذلك ايران بحكم طبيعة نظامها ومشروعه، لا تستطيع ان تحفظ ماء وجه أوباما في اي اتفاق مستقبلي. عندما يتحدث أوباما عن انه يريد اعطاء فرصة لحسن روحاني كإصلاحي فإنه يكذب ويعرف أوباما انه يكذب. من الجهة الاخرى حسن روحاني أكذب من أوباما عندما يتحدث عن الإصلاح، وأن المتشددين داخل نظام الملالي هم السبب عبر سياساتهم في مشاكل إيران. لكن هل يمكن ان يكون هنالك إصلاحي يقف مع الاسد وهو يقتل شعبه باعتراف روحاني ورموزه؟ من أين اتى الاصلاح لروحاني؟ ما هي مؤشراته؟ هل روحاني يستطيع أن يفرض سلطته الاصلاحية على الولي الفقيه؟!!

من جهة أخرى بالنسبة لنخب امريكية أخرى ان استمرار نظام الملالي على هذه الشاكلة، وهذا السلوك يخدم المصالح الامريكية عموما. لأنه مصدر قتل وتدمير وتطييف في المنطقة، ويخدم أيضا سلطات النظام الرسمي العربي المهترئ. أوباما الذي شكل التحالف الدولي ضد داعش شكله لكي يقول أن مجرمي الحرب في سلطات سوريا وايران والعراق، هم ضد داعش!! علما أن جون كيري صرح ان الاسد مجرم القرن وهو حليف لداعش وداعش تخدمه كما يخدمها. مع ذلك أوباما مصر على سياسته تجاه ايران والحدث السوري والتي كانت وراء استقالة وزير دفاعه. ومعروف في اميركا انه عندما يستقيل وزير دفاع او خارجية او مستشار امن قومي وأمريكا في حالة حرب معناها ان هذه الادارة باتت عاجزة عن الاستمرار في نفس السياسة او على الاقل باتت ضعيفة ولا تستطيع اتخاذ قرار استراتيجي، خاصة ان ولاية أوباما ستنتهي وبسبب سياسته خسر حزبه انتخابات الكونغرس الاخيرة قبل شهرين تقريبا. بقي في علم التنجيم ان نقول أن إصرار أوباما ربما يتعلق بحنينه لأصوله الشيعية!!!

نكتة . وشعبنا السوري يدفع دما. لكن في النهاية أوباما وروحاني مجرد كاذبين لا أكثر ولا اقل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات