الخدمات الطبية في ريف إدلب: بين قصف المشافي ونقص الأجهزة!

الخدمات الطبية في ريف إدلب: بين قصف المشافي ونقص الأجهزة!
بعد قصف الطائرات الحربية التابعة لنظام الأسد لعشرات المشافي في ريف ادلب، ومعاناة الناس من هذا الأمر كان لابد لبعض المنظمات الخيرية والمؤسسات الإنسانية من بناء مشافي لمعالجة المصابين والمرضى مجاناً، فتم تجهيز مشفى إدلب الخيري في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي وكذلك قامت مؤسسة أورينت الإنسانية ببناء مشفى في مدينة كفرنبل يخدم عشرات القرى المجاورة يتوافد عليها مئات الحالات يومياً ومع ذلك عاد نظام الأسد واستهدف مشفى ادلب الخيري ببرميلين متفجرين وكذلك مشفى أورينت بأكثر من أربع غارات جوية حتى تضرر جزء كبير من المشفى!

 العلاج ليس لكل الحالات!

"هدفنا التخفيف عن الناس بعد أربع سنوات من القتل والتهجير".

هكذا يتحدث يعرب أبو عبد الله (30عاماً) وهو أحد الممرضين في مشفى إدلب الجراحي، مشيرا إلى تمكنهم من استقبال مئات من الحالات في المشفى، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لكل حالة والقيام ببعض العمليات الجراحية لبعض المرضى إذا لزم الامر، وكذلك تجهيز سيارة إسعاف لنقل المصابين إلى المشافي التركية فوراً إذا كانت حالة المريض حرجة وخصوصا المقاتلين الذين يأتون من الجبهات، ويقوم المشفى بالمعالجة المجانية للجميع وكذلك إعطاء بعض الأدوية المتوفرة لبعض الوصفات مجاناً.

الطبيب مؤيد (40عاماً) هو طبيب يعمل في إحدى المشافي في ريف إدلب المحرر ويعمل في معالجة الأمراض القلبية وتصلب الشرايين يعرب عن سعادته في استمرار هذه المشافي بالعمل ويرى بأنه قد تنظيم العمل وتقسيم المشفى إلى عدة اختصاصات كل طبيب لديه غرفة معاينة وكذلك تم تجهيز غرف للعمليات ولكن ليس لكل الحالات وجلب جهاز تصوير للكسور ومخبر تحليل بالإضافة إلى تعيين طبيبات للنساء لعدد من الاختصاصات وكل تلك الخدمات يتم تقديمها مجانا للمواطنين".

فقر في الأجهزة!

يضيف الطبيب مؤيد: " بالرغم من هذه الخدمات ولكن ينقصنا بعض الأجهزة وأهمها "الطبقي المحوري" وتعود أهمية هذا الجهاز ودوره في تخفيف معاناة المصابين التي لا نستطيع أن نعمل لها أي شيء دون صورة طبقي محوري فموضوع الطبقي هو موضوع متشابك ومهم، فهو ضروري جداً للتشخيص في إصابات الرأس، وكذلك لا يقل أهمية في تشخيص إصابات العمود الفقري والنزوف والجلطات الدماغية، وتوفره يخفف الحالات المحولة إلى تركيا وما يترتب على هذا التحويل من صعوبات وخطورة النقل وتفاقم الاصابة وتدهور وضع المريض، باختصار إن كل جهاز تشخيصي أو علاجي عند توفره يخفف معاناة كبيرة، فالكثير من الحالات يتوفون على الطريق إلى تركيا بسبب صعوبة نقلهم.

قصف مشافي الأورينت فاقم المشكلة!

يتفق معه الطبيب علي الداني(33عاماً) أحد الأطباء في مشفى أورينت في مدينة كفرنبل على أن المشافي تؤمن العلاج المجاني من لعشرات البلدات المجاورة، حيث هناك بعض الناس يأتون من سهل الغاب التي تبعد حوالي 25كم وهناك بالإضافة الى صيدلية مجانية لتسليم الدواء للمحتاجين، ولكن هناك نقص في بعض الأجهزة والمعدات يقول الداني: "في كل يوم تأتينا العشرات من الحالات المرضية وأحيانا الأسعافية تتم معالجتهم، ولكن بعد قصف الطائرات الحربية للمشفى لعدة مرات تضرر جزء كبير من المبنى وتعطل جزء من الأجهزة، ولذلك ينقصنا بعض الاجهزة لنتمكن من معالجة المرضى فوراً وخصوصا جهاز التصوير الطبقي محوري".

الطبقي المحوري... ضرورة وليس ترفاً!

يعبر حمزة هزاع (37عاماُ) رئيس مكتب إدلب في هيئة شام الاسلامية يعبر عن معاناتهم بعد إصابة احد كوادر الهيئة في رأسه وعدم وجود جهاز للتصوير في المشافي الموجودة بالمنطقة وخصوصا" الطبقي محوري" ووفاة المصاب في المشافي التركية يقول الهزاع: "حصل مع صديقي الحادث 7 صباحا نقلناه الى اقرب مشفى ولكن كان بحاجة الى صورة طبقي عاجلة ونقلناه الى سراقب وباب الهوى حيث كانت الاجهزة متعطلة وتم نقله فورا للمشافي التركية حيث توفي بعد يومين رحمه الله".

رغم أنواع القتل المتعددة للشعب السوري من قبل نظام الأسد إلا أنهم أصبحوا يموتون بسلاح أخر وهو قصف المشافي و نقص الأجهزة والمواد الطبية، لذلك ناشد عدد من الأطباء في المناطق المحررة الجهات الداعمة بإرسال عدد من المعدات والأجهزة اللازمة لمعالجة المرضى في المشافي بدلاً من إرسالهم الى المشافي التركية وتخفيف معاناتهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات