ومنحت الشابة دعاء الزامل ثلاثة آلاف يورو "للبطولة والمثابرة" اللتين أبدتهما حين بقيت على مدى ثلاثة أيام، تحمل الطفلة الرضيعة التي تبلغ من العمر 17 شهراً بين ذراعيها لدى غرق مركبهم في البحر.
يعود الحادث المأساوي إلى يوم 10 أيلول (سبتمبر)، عندما اصطدمت سفينة مجهولة الهوية بسفينة المهربين التي كانت تحمل دعاء وأكثر من 500 شخص آخرين، بمن فيهم العديد من النساء والأطفال، وسرعان ما غرقت السفينة قبالة الساحل الشرقي لمالطا، ولم ينجُ منهم سوى 11 شخصاً فحسب.
وأشارت تقرير مترجم نشرته صحيفة الغد الأردنية، إلى أن دعاء الزامل من مدينة درعا السورية، حيث فضّلت وعائلتها الهرب إلى الأردن المجاور في العام 2012، بعد الحرب التي شنّها نظام الأسد ضد المحافظة المنتفضة ضدّه، قبل أن تواصل طريقها إلى مصر، وكان عمرها 16 عاماً فقط.
وتروي دعاء حكاية غرق القارب، بعد أربعة أيام من إبحار السفينة من دمياط في دلتا النيل، عندما أوقفهم قارب آخر، ورمى ركابه تجاههم قطعاً من المعدن والخشب، ثم صدموا القارب وانتظروا حتى غرقه ثم غادروا.
وتتابع دعاء: "كان معظم الركاب في الطوابق السفلى، بعض الناس تمسكوا بالحبال المتدلية من سواري السفينة حتى ينقذوا أنفسهم. بعضهم تمزقوا إلى أشلاء بسبب مروحة المحرك تحت القارب عندما سقطوا في الماء، والمعظم غرقوا.
وجدت دعاء نفسها في الماء مع 100 أو نحو ذلك من الناجين، وتمسكت بطوق نجاة وأخذت تبحث عن خطيبها بين الناجين حولها. ثم أدركت أنه لا بد أن يكون قد غرق مع القارب. ولثلاثة أيام، عام الناجون في البحر الأبيض المتوسط بلا طعام أو ماء للشرب.
فأخذ الناس يطلبون من دعاء أن تعتني بأولادهم. سلم رجل حفيدته البالغة من العمر سنة واحدة فقط لدعاء، فوضعتها في طوق نجاتها، ثم جاءت أم مع طفلتها البالغة من العمر ثمانية عشر شهراً وابنها البالغ من العمر ست سنوات، وطلبت منها أن تعتني بالرضيعة، فاحتفظت بها في طوق نجاتها أيضاً. ثم بعد ذلك شاهدت الجد والمرأة وابنها وهم يموتون.
قالت دعاء أن هدف إنقاذ الرضيعين زاد من تصميمها على النجاة. ثم أنقذتها سفينة ترفع علم ليبريا في بقعة تقع على بعد نحو 90 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من جزيرة كريت يوم 13 أيلول (ديسمبر). "ماتت الطفلة ذات السنة الواحدة من العمر تماماً عندما كانوا على وشك التقاطنا" وأخذونا إلى خانيا. أما الطفلة الأخرى فتم إنقاذها وتعافت.
التعليقات (5)