مع بداية أعياد الميلاد، رأت قيادة الحزب أن أفضل طريقة لاستمالة المسيحيين خاصة واللبنانيين عامة هي ليس مشاركتهم في هذه المناسبة المجيدة بل المزايدة على أبناء الطائفة المسيحية وبهذه الخطوات البسيطة والتي أصلا تعارض قناعته الدينية المتشددة، يمكن أن يكسب الشارع المسيحي والدرزي والسني حتى ويقول "إنظروا كيف ان حزب الله مسالماً مؤمناً ومحترماً لعقائد الآخرين فيما بعض السُنة هم إرهابيون يريدون قتلكم".
على الرغم من أن القاصي والداني بات يعرف بأن عقيدة أهل السنة لا تنسجم بتاتاً مع الفكر الداعشي، وان فكر الأخير هو من بنات أفكار البعث العربي وإيران لضرب (السنة)، ولكن الحزب ويإعلامه واموال إيران يلعب قدر الإمكان على هذا الوتر لشد الجميع صوبه...
في البداية وتزامناً مع حلول عيد مولد السيد المسيح (عليه السلام)، قام المكتب الإعلامي في الحزب بتزيين معظم شوارع الضاحية الجنوبية، وكلفة الزينة التي وضعت داخل أرجاء مناطق شيعية صرف كانت كفيلة جداً بمساعدة عائلات لبنانية او سورية نازحة، وربما هذه الأموال التي صرفت على زينة الميلاد والتي فاقت الزينة داخل مناطق المسيحية، لساعدت عدد كبير من الاطفال في الضاحية، كي لا نقول من مناطق أخرى، لدفع أقساطهم المدرسية أو شراء ثياب جديدة، لم يكتف إعلام الحزب الحربي بهذا الأمر قطّ، فقد هرع إلى تعليق يافطات "دينية" في كافة شوارع الضاحية تمجد بقدوم مخلّص البشرية، وهذا ما يتعارض مع فكر الحزب المتشدد والذي انتشر في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وكان يحرّم وضع الصور حتى داخل المنازل كونها من أعمال الشيطان!
لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد قامت (كشافة الامام المهدي) التابعة لـ"حزب الله" بالمشاركة مع راهبات العائلة المقدّسة في لبنان بتراتيل دينية خاصة بالميلاد، وهذه التراتيل وفحواها واضحة التعابير والفكر، وهنا يكمن السؤال الكبير لدى الكثير من اللبنانيين "كيف شارك ابناء الحزب بتراتيل هي أصلا تتناقض مع فكره المتشدد!"، وكي يخرج الحزب بأقل خسائر ممكنة من قبل جمهوره فقد بادر بذكر كلمة "الله اكبر" في إحدى الترتيلات ليجد مخرجاً لا يحرجه امام جمهوره وبالتالي كسب مودة وثقة المسيحيين الذين بات الكثير منهم في لبنان يعتبرون بان أهل السنة هم داعشيون يبتغون قتلهم!
والسؤال هنا كيف قبل الحزب، بمشاركة المسيحيين من أتباع 8 آذار وحلفائه في مناسباتهم الدينية، ولم يبادروا مرة بالمشاركة في إبتهالات دينية رمضانية او بمناسبة عيد المولد النبوي، ففي ذكرى ولادة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) لم تقم المناطق المسيحية بالمزايدة كما فعل الحزب، والسؤال الأكبر على أي فتوى إعتمد الحزب كي يشارك بهذه التراتيل ويضع كل هذه الزينة والتي قدرت بآلالاف الدولارات، والذي أصلاً يحرّم سماع أغاني السيدة فيروز والتي معظمها وطنية وإنسانية كما أنه رفض إذاعة أغنية لجوليا بطرس وهي موجهة للمقاومة الفلسطينية عبر قناته المنار بحجة ان الموسيقى والغناء حرام وتحديدا صوت المراة، فكيف يعتبر أغنية وطنية حرام فيما هو يشارك بتراتيل دينية، يتحدث الشارع اللبناني حول ما قام به الحزب من استمالة مكشوفة للمسيحيين في لبنان: "ليس من دافع الوطنية والتعايش كما يزعم بل فقط لتبييض صفحته اكثر واكثر وتوريط الجميع بجرائمه داخل لبنان وخارجها".
التعليقات (5)