هل غادر حضن الوطن ليعود إليه؟!

هل غادر حضن الوطن ليعود إليه؟!
أحد العقلاء قال لي يوماً: "حكمة الله قضت أن تأخرت الثورة السورية ولم تسقط النظام بسرعة كبقية ثورات الربيع العربي وإلا لامتطاها وتسلم قيادتها رجال حزب البعث ومخابرات النظام المتخفية في صفوف الثورة وكنا عدنا وكأنك (يا أبو زيد ما غزيت) وختم بالقول: ما تأخيرها إلا لأمرٍ يعلمه الله".

ومع تتابع الأيام بدا لنا صدق نبوءة هذا الحكيم وظهر أن هناك الكثير ممن خَدعوا أعيننا ومسامعنا بخطابات ثورية ومواقفٍ وطنية كانت عبارة عن تمثيلية مدروسة و(طقم كلام) يقال ويرمى في ساحات الإعلام أو خلال المؤتمرات كصائد فرائس وليعلق به ما يعلق المهم أن يصنف صاحب هذا (الطقم) ضمن قائمة المعارضة ليمارس المهمه الموكلو له في تخريب الثورة من الداخل واستخدام تلك الشخصيات من قبل من جندهم كحصان طروادة يعيد الثورة لمربعها الأول ويمنعها من الانتصار.

انطلق قطار الثورة, وتسارعت خطواته, وقفز من قفز ليمتطي ظهره, والجميع ينشد قيادة هذا القطار والظهور بمظهر المخلص للشعب السوري, منهم من أخلص النية, ومنهم من اعتبر الثورة مطية العبور لمبتغاه الشخصي وبعيداً عن مصلحة الثورة, لكن الأخطر كان فيمن دفعهم النظام ليكونوا ضمن عربات القطار يمارسون تخريباً منظماً وفق أجندات مخابراتية غايتها حرف الثورة عن مسارها وترسيخ أفكار وأجندات النظام ومن داخل جسم الثورة.

الدكتور (رحال), ابن بلدة مرعيان في ريف إدلب (جبل الزاوية) تلك البلدة التي عرفت بأنها من أولى البلدات التي شاركت بالثورة, و(د. رحال) أيضاً هو الصديق الوفي للعميد الركن حسام سكر الضابط في القصر الجمهوري والمقرب من مكتب أبو سليم (مدير مكتب بشار الأسد) وهذا العميد اشتهر بتوليه مهمة جلب وجهاء الأحياء والمناطق الثائرة لمقابلة بشار الأسد في بداية انطلاق الثورة السورية, ومن ثم تابع (العميد) مهمته بعلاقات مخفية مع بعض الذين تم تجنيدهم من هؤلاء الوجهاء ليمارسوا دورهم المرسوم لهم مع إبقائهم في داخل الثورة.

الدكتور (رحال) هو أول من تحدث عن إدخال السلاح للثورة وسلح الثورة إعلامياً (توافقاً مع ما كانت تبثه وتفبركه وسائل إعلام النظام) حتى قبل أن يكون في يد الثورة قطعة سلاح واحدة, وبعد أن تم إبعاده ومنع ظهوره عبر القنوات التلفزيونية, غادر مقر أقامته في السويد وتنقل في تركيا ما بين (عنتاب واستانبول وإنطاكيا) ليكون قريباً من الحدث, وحاول الدخول إلى الداخل بين الفينة والأخرى والتقاط الصور مع بعض المقاتلين ومن ثم أعلن نفسه قائداً للثورة بل ورئيساً مستقبلياً بديلاً لبشار.

أحلامه التوسعية والسلطوية عادت مع ترشيحات لرئاسة الحكومة المؤقتة ولنجده من ضمن المرشحيين بعد تمثيلية قام بها في مدينة أنطاكيا وفي مقر الجامعة السورية الحرة عندما قام بجمع بعض السذج من القادة المغمورين ومن ثم يعلن نفسه مرشحاً عن الحراك المسلح بالداخل وليشن هجوماً شنيعاً على أعضاء الائتلاف في جلسة الترشح ومهدداً إياهم من الدخول للداخل السوري عبر خطاب تشي غيفاري في الشكل لكنه مشككاً بشرعية الثورة بالمضمون.

وفجأة يطل علينا (رحال) من بيروت قادماً من مصر وخاتماً مسيرته "النضالية" بخروج على وسائل إعلام ليست بعيدة عن النظام وبكلامٍ غايته التشكيك بالثورة, طارحاً الحوار مع النظام بأسلوب خفي, مانحاً النظام صك براءة من كل مجازره وداعياً لحوار داخلي يطمح أن يكون (رحال) جزءاً منه ولتلتقطه شبكة (أو تي في) وتصنع منه سبقاً إعلامياً وكأنها (شالت الزير من البير)

لمن اعتبر ما حدث تصدعاً في جسم الثورة وتشققاً في بنيانها نطمئنكم: أن الدكتور (رحال) لن يعود إلى حضن الوطن لأنه لم يخرج منه أصلاً.

* عميد ركن منشق

التعليقات (8)

    سوري حر

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    كل الشكر للكاتب على هذه المقالة وأريد أن أعقب : لمن ينتقدون الثورة، كلمة واحدة: متسلقوا الثورة وتجار الحروب موجودون في كل ثورة وفي كل حرب وهو أمر طبيعي ، فلا تخلطوا الحابل بالنابل وتدعوا أن كل ثوارنا من المتآمرين ، لهون وحاج فهمنا ؟؟

    نجم سحور

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    في متلو كتيرين لسا ما كشفو عن وجهن الحقيقي متل قدري جميل مثلا ومناف طلاس وغيرو وغيرو ومتل ما بيقولو الحبل عالجرار والنظام من اول لحظه دس كتيرين من ازلامو بصفوف الثوره حتى اغلب الموجودين بالمعارضة الداخلية هم من اتباعو وحاول بشتى الوسائل يظهرن بمظهر الشرفاء ويتفاوض معن بالنهاية ويمكن بكرى يطلع رامي مخلوف من المعارضة الشريفه

    اللاعنف

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    د. رحال يعود الى حضن السفاح بشار الاسد لكي يكون معه في نار جهنم في الدنيا قبل الاخرة. يكفي انه منذ البداية اراد المنافق رحال تحويل الثورة السورية السلمية المنادية بالديمقراطية والحرية الى مسلحة كما يريد لها النظام السوري الارهابي السرطاني الخبيث ليلصق فيها تهمة الارهاب. (الدكتور (رحال) هو أول من تحدث عن إدخال السلاح للثورة وسلح الثورة إعلامياً (توافقاً مع ما كانت تبثه وتفبركه وسائل إعلام النظام) حتى قبل أن يكون في يد الثورة قطعة سلاح واحدة,). فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.

    حر من حوران

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    الثوره لم تتوقف على شخصيات تعتريها الامراض النفسيه وليعلم الجميع عندما هب اطفال درعا بشعاراتهم لم يكن رحال او راحلون مستشارا لهم ان الحريه لاتمتطي الا الاحرار واما الاقنان فان الحريه تؤذيهم ..انا ماضون لتحقيق شعار لن نركع ما دام فينا طفل يركع((يا الله مالناغيرك))عاشت الثوره السوريه ورحم الله شهداء ثورتنا والخزي والعار للخونه الانجاس؟؟؟

    عبد القادر

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    من الخطأ ان نعتمد على بيان في مؤتمر دون الاستماع لمحتوى المؤتمر ومن سعى الى نشر البيان دون الشرح او الاشارة لما دار من حوار في المؤتمر عمل على الوصول لهذه النتائج والاعلاميون المحترفون يعلمون هذه الطرق في توجيه الخبر الاعلامي اكثر مني ومنكم للاسف تعودنا على ان نحكم بسرعة دون دلائل مؤكدة ونحن في هذا معذورون فقط تعبنا من شاشة التلفاز وقصص الف ليلة وليلة فرج الله هم سوريا وشعبنا الحر الابي

    الصقر الحلبي

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    في كل الثورات هناك متسلقين ومدسوسين ومغموريين وكل واحد منهم يبحث عن هدفه فمنهم من يريد ان يتسلق للقيادة والمناصب ومنهم من يريد اظهار نفسه لبطل ومنهم من يريد ان يشوه ويخرب خدمتا لاسياده وكل هؤلاء يسقطون بالتتابع مع تقدم الثورة بالعمر

    عبد الله السوري

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    رحال افندي والله ﻻانت وﻻ امثالك مثل الدغيم وكثيرون ممن تسلقو على الثورة من امثالكم تأخر النصر غربال لن ولن تبقو انتم والنظام على وجه اﻻرض نفوق ان شاء الله تعالى

    mousa

    ·منذ 9 سنوات شهر
    رحال عبارة عن شخص لايمثل الا نفسه حتى *** لايمثلها
8

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات