الجغرافيا والمناخ والسكان
هولندا دولة تأسيسية تشكل الجزء الأوروبي من مملكة الأراضي المنخفضة، التي تتكون رسمياً من جزء أوروبي يضم اثنتي عشر مقاطعة ويقع شمال غرب أوروبا، وجزء كاريبي يتكون من ثلاث جزر في البحر الكاريبي.
20 ٪ من مساحة هولندا تقع حوالي تحت مستوى سطح البحر، بينما يقع نصف أراضيها في أقل من متر واحد فوق مستوى سطح البحر. وهذه السمة الجغرافية هي التي أعطت للبلاد اسمها: (الأراضي المنخفضة) التي أصبحت كذلك بفعل الإنسان، ونتيجة عمليات استخراج للخث (وهو نوع من النباتات المتفحمة) التي كانت جائرة وعلى نطاق واسع امتدت لقرون، ما أدى إلى انخفاضها عن مستوى سطح البحر.
تطل هولندا من ناحيتي الشمال والغرب على بحر الشمال، بينما تحدها بلجيكا من الجنوب، وألمانيا من الشرق. نظام الحكم في هولندا ديمقراطي برلماني، وعاصمتها الرسمية هي أمستردام في حين يقع مقر الملك والحكومة في لاهاي، التي ترتبط في أذهان الكثيرين باستضافتها لمقر محكمة العدل الدولية.
بالقياس إلى مساحتها (حوالي 41 ألف كيلومتر) تعد هولندا واحدة من أكثر دول العالم كثافةً سكانية، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 16 مليون نسمة، (معدل الكثافة السكانية 389 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد) ما يجعل هولندا واحدة من أكثر بلدان غربي أوروبا ازدحاماً بالسكان، بل أنها من أكثر مناطق العالم كثافة بالسكان.
في الأماكن القريبة مباشرةً من الساحل الهولندي يكون اتجاه الريح السائد في هولندا (جنوب غرب) ما يعطي مناخاً محيطياً معتدلا، مع صيف بارد وشتاء معتدل. بأكثر من 10 درجات مئوية من الأماكن التي في (جنوب) شرق البلاد على وجه الخصوص. فالمناخ في هولندا معتدل ورطب، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى وقوع البلاد تحت مستوى البحر. وفي الشتاء لا يكون البحر باردًا مثل اليابسة، كما لا يكون الطقس في الصيف شديد الحرارة.
الوصول
يصل السوريون الراغبون باللجوء إلى هولندا عن طريق البحر والبر، بعد أن أقفل بوجههم الطريق الجوي إلا لمن كان معه تأشيرة. ولا يخلوان الطريقين من مخاطر حقيقية على حياة اللاجئين.
تعتبر إيطاليا نقطة انطلاق لطالبي اللجوء، وينطلق السوريون للوصول إلى شواطئ إيطاليا بحراً من سواحل ليبيا ومصر بشكل أساسي، بينما المغادرون من شواطئ تركيا فهم يذهبون إلى اليونان حيث يبدأون من هناك مشواراً آخر للوصول إلى أوروبا.
الرحلات البحرية!
المخاطر تتلخص بشكل أساسي بمشكلة تقيّد المهربين بأي من قواعد السلامة، فالقوارب غالباً قديمة وحالتها الفنية سيئة. كما يتم تحميل المركب بأعداد ضخمة، تتجاوز كثيراً العدد المسموح به للركاب.
والقوانين التي يضعها المهربون، كقلة الأمتعة التي يحملها المسافرون، تؤدي إلى عدم توفر كميات مناسبة من الطعام والشراب. كما أن معظم المسافرين هم من المناطق الداخلية في سوريا ممن لم يعتادوا ركوب البحر.
"أبو سالم" من الشباب السوريين الذين قاموا بهذه المغامرة واستطاعوا الوصول بنهاية الامر إلى هولندا والحصول على اللجوء، يقول "أبو سالم" أن معظم الذين كانوا معه على القارب لم يروا البحر من قبل في حياتهم، فكيف بركوبه "كانوا خائفين ويشتكون من آلام مختلفة بسبب الدوار للتقيؤ". كما أن الركاب كان بينهم عدة عائلات "أطفال صغار ورجال ونساء كبار بالسن ... من الصعب وصف هذه الرحلات ففيها من المعاناة الكثير".
بعد وصول المسافرين إلى شواطئ إيطاليا يصبح بامكانهم التنقل بين دول أوروبا باستخدام وسائل النقل العامة والقطارات.
الطرق البرية!
أما براً فيتم الانطلاق من حدود تركيا البرية مع اوروبا، وتستهلك هذه الرحلات أحياناً شهران حتى الوصول إلى دول أوروبا الغربية، حيث يتم التنقل بين حدود عدة دول للوصول إلى الهدف.
ويتعرض أحيانا المسافرون للاعتقال في بعض الدول التي يجتازونها لعدة أيام، قبل وضعهم من جديد على الحدود، وقد روى بعض اللاجئون أنهم اضطروا في رحلتهم البرية للمسير على الأقدام لمدة 48 ساعة بين الغابات وفي المناطق الوعرة.
تقديم طلب اللجوءَ!
بعد الوصول إلى هولندا يمكن للراغب باللجوء أن يتقدم بطلب اللجوء عند الوصول إلى الحدود الهولندية،
أو تقديم الطلب فى أحد مراكز الشرطة، أو أي شرطي يراه.
ويقول أبو سالم "الأفضل أن يتقدم بطلب اللجوء فور دخوله هولندا أو على الأقل خلال 48 ساعة من دخولها، فالتأخير سيثير الشكوك ويضعف من قضيته، كما أن هناك العديد من المنظمات التي تعنى باللاجئين ويمكنه الحصول على أرقامها من الانترنت، ويفضل أن يحتفظ بأرقام الهواتف والعناوين معه، فاذا احتاج لأي مساعدة أو اعترضته أي مشكلة عليه الاتصال بهم فوراً، فهم دائماً في صفه كطالب لجوء".
كما قد يتجه بعض الراغبين باللجوء مباشرة إلى "تير أبل"، وهو يعتبر مركز استقبال للراغبين بالحصول على حق اللجوء، وهناك سيتم تسجيل البيانات الخاصة بطالب اللجوء (الاسم، تاريخ الميلاد، الجنسية) ويتم تفتيشه وتفتيش أمتعته ومن ثم يتم تصويره وأخذ بصماته.
وفي "تير أبل" سيتم استلام أي أوراق ومستندات رسمية مع طالب اللجوء والتذاكر إن وجدت معه، وسيخضع لتحقيق مبدئي، حيث يتم سؤاله عن طريقة الوصول إلى هولندا وأسباب طلب اللجوء، ويتم الخضوع للفحوص الطبية والأمراض المعدية.
((ومن خلال سؤال عدد ممن نجحوا في اللجوء بهولندا، وبالعودة لبعض المواقع التي تعنى باللجوء، فقد أجمعوا أن هذه المرحلة من أهم المراحل.
حيث أن القصة التي يقدمها طالب اللجوء يجب أن تكون مقنعة، وأن يتمسك بها لأنه لا يستطيع تغييرها لاحقاً عند خضوعه لتحقيقات أخرى والمحاكمة، فأي تناقض أو تغيير بالرواية سيؤدي لإضعاف موقفه.
كما أن من المهم هنا، حسب اللاجئين، عدم التحدث عن أي مرور بدول الاتحاد الأوروبي قبل الوصول لهولندا، لأنه بهذه الحالة ستتم اعادته لأول بلد أوروبي دخله حسب اتفاقية دبلن.))
بداية رحلة اللجوء
بعد الانتهاء من الإجراءات، سيحصل طالب اللجوء على عدة خدمات، وأهمها المأوى والدعم القانوني المجاني والرعاية الصحية المجانية.
يتم توزيع طالبي اللجوء على عدة مراكز، وفي هذه المراكز يتم اخضاعهم لفحوص طبية شاملة، كما يتم عرضهم على أطباء نفسانيين، ويحصل طلاب اللجوء على محامي لمساعدتهم في اجراءات المحكمة بشكل مجاني.
بعد ذلك يتم عرضهم من جديد للتحقيق، لكن هذه المرة بوجود مترجم ومحامي، وبعد انتهاء اجراءات المحكمة، وبحال نجاح طالب اللجوء بالحصول على حق اللجوء، فسيحصل على بطاقة إقامة مؤقتة (مدتها 5 سنوات).
ثم يتم ارسال اللاجئ، بعد الحصول على الإقامة أصبح اسمه القانوني لاجئ، لإحدى المدن او البلدات، حيث ستؤمن له البلدية بيتاً، وسيتم منحه راتب لجوء، كما سيتم اخضاع اللاجئ لدورة لغة قد تدوم لمدة ثلاث سنوات.
في هولندا تساعد الكثير من المنظمات الغير حكومية والحكومية اللاجئين، من ناحية مساعدتهم على اتمام تعليمهم وارتياد الجامعة وتأمين عمل ما أو حتى تعلمه، كما أنها تقدم قروض ميسرة بحال أراد البدء بمشروعه الخاص. وبالعودة لأبو سالم فهو يقول بأن راتب اللجوء مناسب جداً للبلد ويضمن للاجئ حياةً كريمة.
ما هي حالات رفض طلب اللجوء بهولندا؟
يتم رفض الطلب بحال تم اثبات وجود طالب اللجوء بدولة أوروبية من دول اتفاقية "دبلن"، قبل الوصول لهولندا، كأن يكون له بصمة، أو أن يقول أنه جاء عن طريق دولة اوروبية.
عدم اقتناع المحكمة بقصة طالب اللجوء، وجدية الخطر الذي يتهدد حياته يؤدي إلى رفض الطلب.
التناقض بين أقوال طالب اللجوء وتغيير قصته بين تحقيق وآخر، أو بالإجابة على بعض الأسئلة حيث يتم طرح عدة أسئلة على نفس الموضوع بطرق وصيغ مختلفة.
أن يتم اكتشاف تزوير في الجنسية او أن يكون طالب اللجوء قد ارتكب جرائم كبرى. وبحال رفض طلب اللجوء يمكن تقديم استئناف وتحديد موعد جديد للمحاكمة مرة أخرى.
أبو سالم يروي قصته!
كانت رحلة "أبو سالم" محفوفة بالمخاطر، حيث تعرض لعمليات النصب مرتين، بالإضافة لرحلته بالقارب والتي يصفها بـ"الكابوس". لكنه كما يقول، كان مستعداً لكل ذلك أو على الأقل متوقعاً حصول الأسوأ:
"قبل أن أباشر رحلتي قمت ببحث في الانترنت عن المواقع التي تتحدث عن اللجوء ومشاكله، وتكلمت مع العديد ممن سبقوني، بحيث أني عند وصولي إلى إيطاليا كان مخطط تحركاتي مطبوعاً في رأسي ... لم أترك شيئاً للمصادفة، كانت الصعوبة الكبيرة هي في الوصول إلى إيطاليا أساسا".
وبتوجيه ذات السؤال إلى عدة لاجئين سوريين في هولندا حول ما ينصحون به لمن يحاول طلب اللجوء جاءت أجوبتهم متشابهة " الثقة بالنفس، معرفة حقوقه كاملة والمطالبة بها، التعامل مع الهولنديين بهدوء فهم لا يعرفون الكثير عن سوريا وظروفها، تحضير الرواية التي سيقولها قبل اللقاء بأي مسؤول اذ أن الكذب في التحقيقات يصعب الأمور كثيراً".
التعليقات (25)