"فرحة" متأخرة!
فيما يبدو أن إعلان "الانتصار"، جاء متأخراً، إذ بعد ساعات قليلة، من شن "جيش زهران" أمس الأول هجومه المٌنسق على مقرات "عدوه اللدود" في دوما. كتب "بنفسه" أدمن صفحة جيش الأمة – القيادة العامة: " لم يعد هناك شيء اسمه جيش الأمة، نتيجة خيانة وتواطئ جيش الإسلام مع فصائل من الغوطة".
لا أحد يعرف، عدد الضحايا، والخسائر. التي خلفتها حرب زهران علوش على أحمد طه "أبو صبحي"، بينما لا يزال مصير الأخير مجهولاً. إثر اعتقال جماعة زهران له، ولابنه سارية، ولمدير المكتب الإعلامي في جيش الأمة.
فصائل في القيادة الموحدة تُكذب علوش!
حاول علوش، من خلال المواقع والصفحات التابعة له، التدثر برداء " مجلس القضاء الموحد في الغوطة الشرقية"، والضرب بسيف القيادة العامة لتبرير حملته العسكرية ضد منافسيه، لكن القضاء التزم الصمت تماماً. في حين أكد بيان لكبريات فصائل القيادة وهي، أحرار الشام، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وفيلق الرحمن، عدم علمها مسبقاً، أو مشاركتها بأحداث الغوطة الشرقية.
البيان اعتبر، "أن القضاء على المفسدين هو واجب شرعي وثوري، تحت مظلة المجلس القضائي الموحد". أي أن الفصائل تشترط صدور قرار (لم يصدُر) عن القضاء، كما امتنع المجلس حتى اللحظة، عن دعم عمليات "زهران"، إن ببيان، أو من خلال أحد المتحدثين باسمه.
بدت الفصائل المذكورة خجولة في بيانها "الرسمي"، حيث اكتفت بإدانة وتكذيب مُبطنين "لعلوش". على عكس ما جاء في تغريدة "تويترية" لأحد قادتها "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" أبو محمد الجولاني، الذي غرد ساخراً "بأنه يخشى من أن يصبح مصطلح "مكافحة المُفسدين" مثل المصطلح الدولي حول مكافحة الإرهاب.
صراع بنكهة الحشيش!
ذهب "إعلاميو" جيش الإسلام إلى حد أقرب للتصريح، بأن لمقاتلي "جيش الأمة" علاقة ما بالحشيش والمخدرات، لذا ليس مٌستغرباً أن يخضع عناصره، ممن سلموا أنفسهم وأسلحتهم، إلى دورة شرعية في أقبية "جيش الإسلام". لتلقينهم "آداب الجهاد، وحرمانية المخدرات، وبعض الأحكام الشرعية"، قبل الإفراج عنهم، ويُقدر عدد هؤلاء بنحو 300 مقاتل، بحسب "أحدهم"، الذي طلب عدم ذكر اسمه.
لم تقتصر الحملة "الإعلامية" على جيش الأمة وقائده، إنما طالت أمين سر المجلس العسكري لدمشق وريفها "سليم حجازي"، والتهمة هذه المرة "تلقي أموال من رجل الأعمال محمد حمشو الموالي لبشار".
الفضائح تتفجر!
دفعت التهمة حجازي، للرد عليها، بنبش بئر من الوقائع ، بالأرقام والأسماء. وذلك عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، نوردها دون أي تدخل، باستثناء بعض العناوين الفرعية، والفواصل بين بعض الجمل.
(تناقل بعض اعلامي جيش الاسلام. أني سليم حجازي، والحاج ابو صبحي طه، قد تعاملنا مع المدعو عميل النظام محمد صابر حمشو، والحقيقة كما يلي:
قائدا جيش الإسلام وجيش الأمة يقبضان من حمشو!
إن اول مبلغ مالي دفع من قبل العميل محمد حمشو في الغوطه الشرقيه، على وجه التحديد هو ٢٠٠ الف دولار. تسلم منها ١٠٠ الف زهران علوش، بيد نائبه أبو محمود الحسيني (( الزيبق )). ووقع وصل الاستلام زهران علوش، بختم جيش الإسلام في مقر أبو عبدو مكيف.
و ١٠٠ الف دولار ابو صبحي طه، بيد أبو حسن هارون. وكان انذاك المسؤل المالي في لواء شهداء دوما، واليوم مدير منطقه دوما في بيت،ه وقد تم قبض هذا المبلغ، بناء على اتصالات جرت بينهم وبين حمشو. وقبل ان يجتمع حمشو بقاده الغوطه الشرقيه ب ١٠ ايام.
اول اجتماع كان للعميل محمد حمشو في مزرعه ((الاسدين)) المعروفه في الشيفونيه، وحضر الاجتماع ابو صبحي طه قائد شهداء دوما، ابوعمار صعب قائد كتائب اسود الله، ابو حسن هارون مدير منطقه دوما، سليم حجازي امين سر المجلس العسكري الثوري لدمشق وريفها، و ابو حمزه القابوني قائد اللواء الاول، ابو صلاح الشامي قائد لواء سيف الشام، والدكتور امجد الفرخ احد القياديين في اللواء الأول انذاك، وياسر العاسمي الذراع اليمنى لمحمد حمشو.
"القائدان" نسقا معاً في التواصل مع حمشو!
جرى بعد هذا الاجتماع. (4) اجتماعات حضرها زهران علوش، أحمد طه ابو صبحي، ابو حسن هارون، وسليم حجازي تناقشنا فيها موضوع محمد حمشو بالكامل وكيفيه التعامل معه وما نعطيه وما نأخذ منه، وكل قرارت التعامل مع محمد حمشو وحيثياتها، كانت بأمر وحكمة ( ابو صبحي طه، وزهران علوش).
حمشو ينصب كميناً للمقاتلين!
الاجتماع الثاني بمحمد حمشو في مزرعته، بعد ان طلب حمشو من زهران علوش، وابو صبحي طه. ارسال مندوب من كل فصيل عسكري، لمناقشه خطته لدخول دمشق (( وهذه خطه ملفقه للقضاء على الثوار، وطبعا الامر كان معلوما للحجي ابو صبحي طه وزهران علوش )) حضر الاجتماع النقيب ابو راتب قائد عمليات جيش الاسلام، النقيب ابو فراس الحرستاني مندوب ابوصبحي طه، وابو عزام، وسليم حجازي، وقبل مغادرتنا الى مكان الاجتماع، اجتمع بنا زهران علوش وابو صبحي طه. واوصونا بما نقول وبالحرف: قال زهران (( قولوا عنا خلايا نائمه في دمشق دون تحديد المكان جاهزين باشاره منا )) وعندما عدنا في اليوم التالي بعد صلاه الجمعه استقبلنا الشيخ زهران علوش في احد مقرات جيش الاسلام، وكان ابو صبحي طه وطلب منا ان ندلي بما ارتأه، في الاجتماع وان يكتب كل منا على ورقه ما وجد (( طبعا الكل قال انه هناك لعبه كبيره ويجب الحذر ))، ويومها قلت انا بالحرف الواحد ان خطته تحتاج الى مصباح علاء الدين كي يتم تنفيذها، ومستحيله.
4 ملايين دولار من حمشو لمقاتلي دمشق وريفها!
تقرر ان نعامل حمشو على مبدأ (( هات وفقط ))، ومنه استلم زهران علوش بعدها عدة مبالغ، عن طريق ابو عزام، بالاضافه الى قاذف بي ١٠ في لبنان، بثمن ١٠٠ الف دولار، استلمه مندوبه ابو عمر. وعلمت انه ارجعه لعطل فيه، وايضا استلم ما لا يقل عن ٩٥ ٪ من كتائب دمشق وريفها (( لا مجال لذكرها ليس موضوعنا )) من حمشو مبالغ ماليه كدعم بمجموع مبلغ لا يقل عن (٤ مليون دولار). كان جيش الاسلام حينها صاحب نصيب الاسد، لانه الاقوى ويجب كسب وده.
علوش يحمي حياة حمشو!
تناقشت مع زهران علوش بموضوع حمشو من خلال اجتماعي به مرتين, مرة في مقره بالريحانيه في تركيا، ومرة في مقر ابو ياسر مدلله اثناء حل المشكله العالقه بيني وبين احد العناصر المنتسبين اليه. وحضر الاجتماع زهران علوش، بلال طالب، وعمار الاجوه ابو محمد من جيش الاسلام، والحاج ماهر علايا من جيش الامه، وابو ياسر مدلله من تجمع جند دمشق، والناشط ابو الياس. وقال زهران عندما فتحنا موضوع حمشو (( انا تعاملت معو ولكن تركتو بعدين بس ما بعرف اب صبحي اذا تابع )). رديت عليه وقلت له (( حتى ابو صبحي ترك قبلك)).
وقال ايضا ( انه حدد اكثر من مره عن طريق ابو عزام بناء على طلب من حمشو الاجتماع الشخصي بزهران علوش )) وقال بالحرف الواحد اعطيت كلمه لابوعزام انو ما حدا يمس محمد حمشو مع انه مطلوب للتوبه)).
تناقشت مع ابو ياسر مدلله. في اني قادر على استدراج حمشو الى تركيا الريحانيه ((الحدود))، ويمكن خطفه هناك وادخاله الى سوريا ولكنه اشار علي انه "حرام ولا يجوز تأمينه ثم الغدر به من جهة، ويجب احترام السياده التركيه من جهة اخرى).
ربما، يرى البعض، أن قبض المال، أو حتى مجرد اللقاء والتواصل مع حمشو، هو بمثابة الفضيحة. فيما يراها آخرون "شطارة"، وصحة على قلوب الثوار. طالما كان دون مقابل. وفقاً لما قيل، ويُفترض.
لكن، أن يمنحه "القائد" زهران علوش الأمن والأمان على حياته. عندئذ، يحق لنا أن نرفع تشكيلة، من اشارات التعجب والاستفهام .. ، الصحفية، على اعتبار اننا من مدمني السلمية، ولا نفقه بالعلوم الشرعية، والمطلوبين "للتوبة".
الأغرب، أن يؤمن زهران حياة "خصمه" حمشو، ولا يفعلها مع أخيه في "الجهاد" للاطاحة بنظام الأسد الظالم. قاتلا معاً. فاوضا أو راوغا حمشو معاً. واجها مجموعات تجارة المخدرات معاً. ثم اكتشف الأخ أن أخيه "مفسد"، وكأن "الخصم حمشو" من المبشرين بالجنة.
ليست المرة الأولى التي يقع فيها صدام دام بين "جيش الإسلام" و"جيش الأمة"، ففي منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، اندلعت اشتباكات دامية أوقعت قتلى وجرحى بين الطرفين على خلفية رغبة كل طرف بالاستيلاء على المركز الثقافي في "دوما"، ليتطور النزاع إلى مواجهات دامية بينهما، انتهت بنزع فتيل الأزمة عبر لقاء جمع قيادات من الفصيلين.
إلا أن الأمر لايقف عن هذا الحد، فلهذا الحادث خلفيات بدأت مع الإعلان عن تشكيل "جيش الأمة" بقيادة "أحمد طه-أبو صبحي" في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، والذي يضم نحو 10 ألوية وكتائب منها لواء "أسود الغوطة" ولواء"شهداء دوما"، حينها جاء الرد سريعا من قائد "القيادة الموحدة للغوطة" "زهران علوش" بالقول: "لن نسمح أن يكون لجسد واحد رأسين"، في دعوة واضحة لجيش الأمة بالانضواء تحت هذه القيادة، الأمر الذي رفضه الأخير لعدة أسباب وتبريرات كان أساسها الخلاف على موضوع القيادة.
لتنطلق بعدها حملات من الاتهامات المتبادلة والتخوين بين الطرفين حول عمالة كل منهما للنظام تارة وبالمتاجرة بالمخدرات وبقوت الناس تارة أخرى، عبر صفحات ومواقع إعلاميين ومؤيدين لكل طرف منهما.
التعليقات (32)