وسط مئات الحالات: داء (الكَلَبْ) ينتشر في أحياء مدينة حلب

وسط مئات الحالات: داء (الكَلَبْ) ينتشر في أحياء مدينة حلب
في حلب التي كان لها حصة الأسد من القتل والتهجير،لم يسلم الأهالي من أي نوع من أنواع المعاناة الناتجة عن الحرب.فبالاضافة لانتشار البطالة وارتفاع الاسعار وغياب المياه والكهرباء ونقص الأدوية برزت ظاهرة مؤخرا وهي انتشار داء (الَكَلَبْ) نتيجة انتشار الكلاب في شوارع المدينة بشكل ملحوظ.

وداء الكلب هو مرض فيروسي ينتقل للانسان عن طريق تعرضه للعض من كلب مصاب ويسبب بعد ذلك التهاب حاد في الدماغ.وغالبا ما يؤدي للوفاة اذا لم يتلقَ المريض العلاج اللازم.

لكل حي كلبان على الأقل

يتحدث ياسر وهو بائع متنقل للملابس مستعملة عن ملاحظته لكثرة الكلاب في شوارع حلب.وخاصة في الاحياء التي تكثر فيها النفايات. وفي بعض الاحيان قد يقوم الكلب باللحاق بأحد المارة الى أن يقوم الاخير بابعاده عنه بطريقة ما. ويضيف ياسر قائلاً:

"حسب تقديراتي الشخصية لانتشار الكلاب فأستطيع القول أنه يوجد كلبان على الاقل في كل حي, وهذا أمر ينذر بخطر كبير".

لم يستطع أحمد ذو العشر سنوات أن يتجنب عضة الكلب في حي الجابرية الذي يسكن فيه وذلك حسب ما حدثتنا أمه التي روت لنا القصة قائلة:

"تعرض ابني لعضة كلب اثناء لعبه في الشارع مع ابناء الحي، وهو بحكم طفولته كان يظنه كلبا عاديا وبدأ هو واصدقائه بمحاولة اللعب معه، وانتهى الامر بتلقيه عضة في ساقه اليسرى. وقمت فورا بالتوجه للصيدليه حيث قام الصيدلاني بحقن ابني بابرة كزاز ونصحني بأخذه للمشفى". وتتابع أم أحمد قائلة:

"المفاجأة هي عند ذهابنا لمشفى الرازي، اكتشفنا أن ابني هو الحالة رقم 645 التي دخلت المشفى لنفس السبب. يتلقى حاليا ولدي العلاج على أمل أن يتحسن كون العضة سطحية وتم اسعاف الحالة فورا".

حالات تؤدي إلى الموت

حاولنا التواصل مع أحد الاطباء في المشفى بمساعدة أم أحمد للوقوف على مخاطر انتشار هذه الظاهرة. واستطعنا الحديث مع أحد الأطباء في قسم الاسعاف الداخلي والذي رفض الكشف عن اسمه،وعن سؤالنا عن مدى انتشار ومخاطر هذه الظاهرة أجابنا قائلا:

"منذ ثلاثة أشهر بدأت تتوارد الينا حالات لاشخاص تعرضو للعض من قبل كلاب ضالة في الشوارع, وحتى الآن فاق عدد الحالات الـ600 حالة, بعضهم لم يتمكن من النجاة بسبب نقص اللقاحات المضادة للمرض أو لمجيئ الحالة للمشفى بوقت متأخر لاتنفع معه العقاقير الطبية في العلاج".

ويستغرب الدكتور من عدم قيام المعنيين في مدينة حلب من اتخاذ أي اجراء لوقف انتشار هذه الكلاب قائلا:

"لا أعرف بالضبط من الجهة التي يجب أن تحارب تلك الظاهرة، ولكني تحدثت كثيرا عن ضرورة اطلاق حملة لمكافحة هذه الكلاب لأن القضاء عليهم هو الحل الوحيد، فالامر لا يتعلق فقط بتوافر اللقاحات والادوية المعالجة، بل لابد من القضاء على المشكلة من جذورها".

الكلاب البيتوتية مصدر خطر أيضاً:

لم تكن تتخيل رويدة الشابة العشرينية أن مداعبتها لكلب منزلي سوف تعرضها لخطر الاصابة بداء (الكَلَبْ), وهذا ما جعلها تكتشف الأمر بمحض الصدفة. وعن قصة اكتشافها للمرض تتحدث رويدة قائلة:

"بدأت القصة عندما كنت أمشي في حي العزيزية وصادفتني امرأة تجر كلبا صغيرا وجميلا، وبسبب ولعي بالكلاب وقفت ألاعبه وأمسح على رأسه بيدي، فما كان منه إلا ان عض يدي ولكني تمكنت من سحبها بسرعة. وبعد يومين بدأت أعاني من ارتفاع في الحرارة وصداع خفيف مترافق مع تقيؤ لأي شي أتناوله، وذهبت للمشفى ظنا مني أني تناولت طعاما فاسدا تسبب لي بتسمم. وهناك سألني الطبيب ان كنت تعرضت لاي حادث غريب خلال اليومين الماضيين، فقلت له لقد عضني كلب صغير في الشارع".

رويدة لم تكن تتوقع أن تتعرض لخطر الاصابة بهذا المرض نتيجة أن الكلب الذي عضها ليس من كلاب الشوارع الشاردة. ومن المعروف حسب قولها أن الحيوانات المنزلية تتلقى فحصا سنويا لدى الطبيب البيطري بالاضافة للقاحات اللازمة.

لقاحات للحيوانات

الدكتور البيطري حسام نويلاتي يستهجن فكرة استمرار البعض في تربية الحيوانات في منازلهم دون أن يكون هذا الحيوان محصن من أي مرض معدي للانسان. ويضيف قائلا:

"تربية الحيوانات في هذه الفترة أمر خطير جد,. فالكل يعلم حجم أزمة نقص الادوية التي تعاني منها مدينة حلب, فاذا كانت الحكومة عاجزة عن تأمين الادوية واللقاحات للبشر فهل ستتمكن من تأمين اللقاحات الخاصة بالحيوانات؟!!"

ويتابع: "في الوضع الطبيعي لابد لكل شخص يمتلك حيوان أن يراجع العيادة البيطرية مرة كل 6 أشهر أو سنة لاجراء الفحوصات للحيوان واعطائه اللقاحات المضادة للفيروسات, أما ونحن نعيش في هذه الظروف المأساوية فلم يعد يكترث أحد لهذا الامر، بالاضافة الى أن الحكومة لا تقوم بحملات مكافحة للكلاب المنتشرة بالشوارع والتي تتغذى على اي شيئ تجده في النفايات، ولا نعرف فترة احتضانها للفيروس".

تضيق دائرة المعاناة يوماً بعد يوم على أهالي حلب، والبقاء على قيد الحياة بات أمرا يتطلب المعجزات، فمن لم يمت قتلا أو بردا أو جوعا سيجد كلاب الشوارع تتربص به.

التعليقات (1)

    المخضرم ( هذا هو سبب إنتشار داء الكلب )

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    السبب الرئيسي في إنتشار داء الكلب هو إنتشار كلاب المحتل حول حلب حيث تنتشر جثثهم ودائهم المحتوية جيناتهم على هذا الداء المتأصل في هذه الطائفة اللعينة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات