اللاجئون والعاصفة-1 لا وسائل تدفئة ولا أغطية في مخيم البقاع

اللاجئون والعاصفة-1 لا وسائل تدفئة ولا أغطية في مخيم البقاع
لم تصب سكان المخيمات السورية في دولة لبنان حيرةً في اختيار اسم العاصفة التي أفقدتهم حتى اللحظة طفلة حمصيّة في العاشرة من عمرها تدعى "هبة عبد الغني", فالاسم الوحيد الذي أجمعوا عليه هو "عاصفة الموت".

وكيف لا تكون موتاً إذ أن سرعة الرياح عندهم تصل في عاصفة الموت إلى أكثر من 80 كيلو متراً للساعة الواحدة, ودرجة الحرارة انخفضت لنحو عشر درجات تحت الصفر.. حسب مواقع الأرصاد الجوية.

آخر الأخبار التي وصلت لـ "أورينت نت" من مخيم سهل البقاع الواقع في منطقة (بر الياس) اللبنانية تقول إن ثلوجاً غزيرة بدأت تتساقط على المنطقة عند الساعة الواحدة صباحاً في السابع من كانون الثاني, وبعد 7 ساعات أي عند الساعة الثامنة صباحاً تقريباً, غطّت الثلوج كامل المنطقة, واقتلعت الرياح بعض الخيام وعرّضت سكانها لخطر الموت برداً بسبب درجة الحرارة المنخفضة التي تصل للتجمد.

الصور المأساوية التي تصل من هناك كافية على إيصال صوت السوريين الممنوعين من التجول في لبنان, والذين تفرض عليهم السلطات اللبنانية مضايقات أمنية بشكل مستمر. وبحسب الناشط الإعلامي جلال الدين الذي زار مخيم سهل البقاع صباح اليوم الأربعاء وأرسل لـ "أورينت نت" نسخة من الصور التي نشرها في المواقع الإلكترونية, فإن معظم سكان الخيام لا يمتلكون أي نوع من المدافئ نهائياً, وبعضهم يفتقر حتى للأغطية والملابس الشتوية بسبب تجاهل المنظمات العالمية لمعاناتهم, والتذرع بتوقف الدعم عنها.

عشرات الأمهات في سهل البقاع اللبناني يركضن بأطفالهن إلى المستوصفات الطبيّة لتأمين دواء لهم يحافظ على حياتهم المهددة بخطر الموت نتيجة البرد, لكن هذه المستوصفات لا تقدم لهم أي علاج ولا دواء بالمجان, بل تشترط عليهم دفع الأجور لاستقبال حالات الأطفال وجميع المرضى.. حسب جلال الدين.

ويضيف أن حالة إفلاس اقتصادي يعانيه اللاجئون في مخيمات لبنان, تمنعهم من الوصول إلى تلك المراكز العلاجية غير المجانية, أو تأمين قطرات من المازوت لتشغيل مدفئة تحفظ الأولاد من أمراض البرد القارص.

ورغم أن الناشط فرَّ سابقاً من بلاده بسبب نيران الأسد التي دمّرت معظم المدن السورية, إلا أنه أصرَّ على أن ترافقه كاميرته, فقد سجّل علاء الدين مجموعة فيديوهات بعدسته تُظهر معاناة إخوته السوريين بسبب عاصفة الموت التي حلّت عليهم في منطقة سهل البقاع التي يسكنها حالياً. لكن الغريب في الموضوع, أن أكبر المنظمات المعنيّة بحقوق اللاجئين في العالم, وهي المفوضية السامية للأمم المتحدة, تجاهلت معاناة السوريين في سهل البقاع اللبناني, لدرجة أنها لم تنشر أي خبر على موقعها الرسمي أو صفحاتها في مواقع التواصل الإجتماعي, تقول فيه إنها ساعدت المحتاجين هناك أو حرّضت فيه على مساعدتهم, كما أنها لم تنشر أي تطلق أي تحذير بهذا الشأن!

والحال بالنسبة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري الأردني ليس أفضل أبداً, فقبل قليل بدأت تتساقط عليهم الثلوج مع وصول أخبار اقتلاع عشرات الخيام بسبب الرياح القوية, ويبدو أن الساعات القريبة القادمة ستكون حافلة بأخبار معاناة السوريين في مخيمات الأردن ولبنان وتركيا, في ظل تقاعس المنظمات عن مساعدتهم.

التعليقات (1)

    من خيرات المشنوق وحماسة الحريري

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    لقد افرزت التجارب السياسية التي هطلت على الامة المنكوبة بتسلط من لا تعرف لهم اصلا ولا مبدئا وخاصة تلك التي اطلقت وتدثرت بوجهة الصمود وااتصدي افرزت فكرا لا احساس واناسا في سدة المسؤولية اكدب من مسيلمة فكان هدا النفاق في ادعا' الاخوة ةوالوطنية الزائفة مما اثمر مشنوقا وامثالهمما مزق التراث والقيم فلا غيرة على ارض او عرض بل تبعية وخيانة معاناة النازحين حذاء على وجه وكرامة هؤلاء الاوغاد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات