نقلت مصادر عديدة من داخل مخيمات أطمة للاجئيين السوريين أن الوضع الإنساني يتجه نحو التدهور أكثر وأكثر، وتحدثت المصادر عن اقتلاع عدد كبير من الخيم وغرق أخرى نتيجة السيول والأمطار الغزيرة، الأمر الذي دفع القوى الثورية من مجالس محلية ومراكز الشرطة الحرة في كل من ريف إدلب وحلب الغربي وكتائب مسلحة للتوجه إلى المخيمات الحدودية مع تركية وخاصة مخيم أطمة لإغثة ومساعدة اللاجئيين في المخيمات.
فيما تحرك عددٌ من الناشطين من مدينتي معرة مصرين والدفاع المدني في مدينة بنش وسراقب بالتعاون مع أفراد من فصيل حركة أحرار الشام، وتوجهوا أمس للمخيم، حيث تم نقل عدد من أهالي "مخيم أورينت" على الحدود التركية إلى مدينتي معرة مصرين وحزانوا، وتم تأمينهم في عدد من منازل المدنيين بالإضافة إلى تجهيز بعض المدارس الصالحة لإيوائهم.
وكانت العاصفة المسماة "هدى" قد ضربت منطقة الشرق الأوسط، وزادت حدتها في بعض المناطق مثل شمال سورية، وهو ما نتج عنه غرق عدد كبير من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية- التركية، وخاصة تجمع مخيمات الكرامة وتجمع أطمة.
إجراءات تركية
اتخذت الحكومة التركية إجراءات عديدة لمواجهة الأخطار الحتملة من العواصف الثلجية التي تضرب المنطقة، لا سيّما في مخيمات اللجوء، حيث استنفر الجيش التركي على الحدود لنجدة المتضررين من اللاجئين السوريين في المخيمات الواقعة على الحدود، واتخذت قرارات عاجلة بإدخال المتضررين إلى الأراضي التركية.
في سياق متصل، خصصت بلدية اسطنبول الرقم (153) للإستفسار أو نجدة أي سوري متواجد في مدينة إسطنبول ولا يملك مكان يلجأ إليه، كذلك خصصت البلدية صالة رياضية في منطقة "زيتن بورنو" داخل المدينة، وتقديم العناية طبيية الكاملة لكل من يلجأ إلى الصالة مع الإستعداد لنجدة أي سوري بأي مكان داخل إسطنبول أو المناطق المحيطة بها.
نزوح بالاتجاهين
وحسب الهيئة العامة لشؤون المخيمات واللاجئين، يبلغ عدد المخيمات في "أطمة" حوالي 46 مخيم، تحتوي على 80000 نازح، وتمثّلت الأضرار الناجمة عن العاصفة، بـ: طوفان نتيجة دخول المياه إلى المخيم وتسربها إلى الخيم، وحدوث تلف بالأثاث نتيجة المياه النافذة. حيث يعاني اللاجؤون في المخيمات من نقص كبير بـ"البطانيات" والأغطية، كما أن معظم أرضيات الخيم هي من الطين. وقد نقل مصدر لـ"أورينت" أن العديد من الخيم اقتلعت من أرضها وطارت بسبب التيارات الهوائية القوية.
وأوضح المصدر أن معظم الخيم القريبة من الشريط الحدودي، قام الجيش التركي بإدخالها داخل الشريط الحدودي من ناحية تركيا، لوجود جدار كبير قد يحمي ويصد بعض الموجات الهوائية والثلجية الباردة، لا سيّما بعد أن امتلأت أراضي المخيمات بالطين والسيول.
وعن أوضاع اللاجئين في المخيمات، ذكر المصدر لـ(أورينت نت) أن الناس بالمخيم بدأت بالنزوح نحو القرى والمدن المجاورة مثل بنش وغيرها، في حين توجه العديد من السيارت من مدينة بنّش نحو المخيمات القريبة لنقل الناس إلى مناطق آمنة.
وأضاف المصدر، أن الحكومة التركية عقدت اليوم اجتماعاً لدراسة أوضاع المخيمات والأضرار التي أصابتها، من أجل اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجه أي أخطار محتملة.
التعليقات (2)