وبالإضافة إلى ميثاق اللاجئين، انضمت الدنمارك أيضاً إلى الاتفاقات والمعاهدات الدولية الأخرى، على سبيل المثال الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، ميثاق الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب، والذي يُلزِم الدنمارك بحماية الأجانب ضد الإعادة والتعرض للإعدام، والتعذيب والعقوبة أو المعاملة اللاإنسانية أو المُذِلة.
الموقع والنظام السياسي
تعتبر (مملكة الدانمارك) من الدول الإسكندنافية شمال أوربا، وتقع جنوب غرب السويد، وجنوب النرويج، وتحدها من الجنوب ألمانيا، كما تطل على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال،
تشترك الدنمارك بحدود برية مع ألمانيا يبلغ طولها 68 كيلومتراً في الجنوب وعدا ذلك تمتلك 7314 كيلومتراً من السواحل. ويحكم الدنمارك نظام ملكي دستوري برلماني، وتمتلك حكومة على مستوى الدولة، وحكومات محلية في 98 بلدية، وهي هي عضو في الاتحاد الأوربي منذ عام 1973 على الرغم من أنها لم تنضم إلى منطقة اليورو. وكذلك عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي.
الوصول والتسليم!
كل مهاجر يدخل إلى الدنمارك بطريقة غير شرعية ويقدم لجوء على أراضيها، تعامله الحكومة الدنماركية تحت بند spontan asylansøger وهو spontaneous asylum seeker، أي "طالب اللجوء بشكل طوعي"، وعند الوصول إلى الدنمارك ينبغي أن يسلم الشخص نفسه بأقصى سرعة ممكنة، إما بالتوجه إلى أقرب مركز شرطة أو إلى مركز "ساندهولم" لاستقبال اللاجئين شمال كوبنهاغن وهو المركز الأول الذي يجب التوجه إليه والذي يدار من قبل الصليب الأحمر الدانمركي.
وعن طريق تقديم طلب خطي إلى دائرة الهجرة أو الشرطة، إما شخصياً أو بمساعدة محام أو ممثل آخر ولا يوجد أي صيغة رسمية للطلب الخطي ولكن يجب أن يذكر فيه هوية مقدم الطلب والإقامة الحالية بشكل واضح.
بعد عملية التسليم يقوم كل من "قسم خدمات الأجانب" National Aliens Division والشرطة Politi بتولي مسؤولية التحقيق بالملف، والتنسيق فيما بينهما لمعالجة طلب اللجوء، حيث تتواجد مكاتبهما في قسم استقبال اللاجئين "Sandholm".
التحقق من الهوية!
وتتمثّل مهمة الشرطة في تسجيل طلب اللجوء في الدنمارك والتأكد من هوية وجنسية وطريق السفر،
وعند الوصول إلى مركز الشركة على الشخص أن يسلّم كل ما لديه من وثائق شخصية ورسمية والتي تثبت هويته كجواز سفر، هوية، شهادة ميلاد، دفتر العائلة، رخصة قيادة، أوراق عسكرية، أوراق مدرسية أو أي وثائق أخرى تثبت الهوية.
ثم تقوم الشرطة بتفتيش الشخص اللاجئ بعد الطلب منه التوقيع على بيان يعطي الشرطة تصريح الموافقة على تفتيشه وتفتيش الأمتعة، علماً أنه ووفق معايير محددة من القانون الدنماركي يحق للشرطة تفتيش الشخص دون الموافقة على ذلك. وتحتفظ الشرطة بأوراق اللاجئ لفترة مؤقتة للتأكد من هويته، ثم تقوم بعدها بتصويره وأخذ بصمات أصابعه.
وبعد ذلك، يتم التقاط صورة للاجئ وتسجيلها في سجلات الشرطة لمقارنتها مع صور تم تسجيلها بملف الجرائم في الدنمارك، أو مقارنتها مع المعلومات التي تتلقاها الشرطة في إطار بحث دولي عن شخص ما.
بطاقة اللاجئ
يتم إخراج بطاقة لاجئ دنماركية، وتعدّ بمثابة هوية شخصية تعطي اللاجئ الحق في البقاء في الدنمارك بشكل قانوني كطالب لجوء، لكن لا تعطي الحق في العمل، وأي محاولة لمزاولة العمل بطريقة غير قانونية، ستعرض اللاجئ إلى تعثّر إجراءات اللجوء أو إلى إلغاءه.
البصمة
تؤخذ بصمة الأصابع للاجئ، إذا كان عمره أكثر من 14 سنة، وتسجل في قاعدة بيانات خاصة ببصمات الأصابع في الدنمارك، بالإضافة للمعلومات الشخصية وتاريخ البصمة.
كما وتقوم السلطات الدنماركية بجمع بإرسال البصمات وتاريخها ومعلومات اللاجئين، وإرسالها إلى قاعدة بيانات الأصابع الأوروبية المشتركة "يوروداك" Eurodac system، لمقارنتها مع بصمات الأصابع المسجلة في البلدان الأوروبية الأخرى المشمولة باتفاقية دبلن، التي تقر على أن الدولة التي يحق لها معالجة الطلب هي أول دولة تم البصم فيها، وبغضون يوم واحد فقط يتم إخبار السلطات الدنماركية من قبل الاتحاد الأوروبي عن النتيجة.
الاستجواب في مركز الشرطة!
يجب أن يحضر اللاجئ في مقابلة الاستجواب بالتاريخ والوقت المحددين، حيث تبدأ المقابلة بحضور مترجم فوري خاضع لواجب كتم الأسرار.
أما إذا كان الشخص تحت سن ال 18، فبالإضافة الى المترجم سستواجد مستشار من قبل الصليب الأحمر الدنماركي من أجل المساعدة عند الاستجواب.
يتمحور الاستجواب بشكل أساسي حول إثبات الهوية والجنسية وطريق الوصول إلى الدنمارك، ويجب التزام المصداقية، لأن هذا يسرع من معالجة الملف، ويساعد في دعمه عند تحوله من قسم الشرطة إلى مديرية خدمة الأجانب التي تعطي القرار النهائي في اللجوء، وفي حال عدم التعاون يرفع تقرير بذلك إلى مديرية الأجانب، الأمر الذي يعرقل سير الطلب.
أما في حال الإدلاء بمعلومات كاذبة وتم كشف ذلك بعد الحصول على الإقامة الدائمة ولو بعد حين فتسحب الإقامة على الفور ويسفر الشخص خارج البلد.
هذا بالإضافة الى أن هنالك أسئلة تتعلق بالعائلة والأقارب، وذلك لدعم ملف لم الشمل، وهنالك أسئلة أيضا عن الوضع الاقتصادي ومصادر الموارد المالية.
وينصح دائماً الإدلاء بالمعلومات الصحيحة، لأن السلطات الدنماركية تتقصى وتتحرى عن اللاجئ من خلال التواصل مع منظمات ومصادر في بلد اللاجئ تم الموافقة عليها من خلال وزارة الخارجية الدنماركية وهذه المنظمات ملزمة بالسرية ولا يوجد أي تواصل لها مع سلطات البلد.
مراكز إيواء اللاجئين!
بعد انتهاء الاستجواب في مركز الشرطة، يتم فرز اللاجئ من قبل الصليب الأحمر الدنماركي إلى مراكز إيواء اللاجئين المنتشر في الدنمارك، والمسؤول عن معظمها الصليب الأحمر، والفرز يتم بناءاً على الأماكن المتوفرة، وليس بناءً على رغبة اللاجئ.
أما اذا كان دون سن الثامنة عشر وأتى إلى الدنمارك بمفرده دون أهله أو معيل، فسيفرز إلى مركز لجوء خاص بالأحداث والشباب دون سن الـ18 وسيعين له مستشار شخصي لمساندته من أجل معالجة طلب اللجوء.
تقوم مديرية خدمات الأجانب بالتكفل بدفع تكاليف الإقامة من نقود وطعام و توفير الرعاية صحية والتدابير الاجتماعية الضرورية وتوفير التعليم الإلزامي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-16 عاما.
وتوفير المال كبدل مواصلات من أجل التنقل من وإلى المقابلات مع السلطات أو الفحوص الطبية في المستشفيات وتنقلات الأطفال إلى المدارس.
أما بالنسبة إلى الحقوق والواجبات المترتبة على اللاجئ، فهي القيام بالخدمات الاجتماعية على سبيل المثال ترتيب وتنظيف المناطق المشتركة والغرفة الخاصة بك والحفاظ على النظافة العامة.
شروط اللجوء في الدنمارك
من أجل الحصول على اللجوء في الدنمارك، يجب على مقدم الطلب استيفاء الشروط الواردة في
اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين United Nations Refugee Convention، أو ان يحقق شروط تأمين الحماية كما هو محدد في المادة 7 من قانون الأجانب الدنماركي Danish Aliens Act، ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، فإن اللاجئ هو شخص تواجد خارج بلده الأصلي، بسبب خوف له ما يبرره، من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة، أو الرأي السياسي.
بالإضافة إلى ذلك، الدنمارك تمنح الحماية في الحالات التي تكون فيها ملزمة كدولة أن تفعل ذلك من أجل الامتثال للإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها، على سبيل المثال: يتم منح تصاريح الإقامة لطالبي اللجوء الذين يواجهون خطورة عقوبة الإعدام والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة أو العقاب، في حال لو عادوا إلى بلدهم الأصلي.
خصوصية اللاجئ السوري
اتخذت سلطات الدنمارك تسهيلات لاستقبال اللاجئين السوريين، لكن هذا لايعني أنها ستسلك نهج السويد والنروج في إعطاء كل سوري وطأ أرضها حق الإقامة الدائمة.
حيث أفصحت مفوضية اللجوء الدنماركية أنها ستتعامل مع قضايا لجوء السوريين بشكل فردي وكل حالة على حدا، أي أن النزاع المسلح في سوريا بشكل عام لايعتبر دافعاً لمنح كل سوري تواجد في الدنمارك بعد الأحداث حق الاقامة.
وأن حق الإقامة يمنح للسوريين الذين جاؤوا من مناطق الاشتباكات والمناطق الساخنة والمتضررة والمناطق المستهدفة في سورية.
علما أن نسبة قبول لجوء السوريين في الدنمارك هي 90% من المتقدمين، أما الـ 10% المتبقية ممن رفضت طلبات لجوئهم فلا يرحلون إلى سوريا بشكل قسري بسبب الأوضاع السيئة.
وفي الفصل الأول من العام 2013، تقدم 713 سورياً بطلبات لجوء في الدنمارك, مقابل 822 طلباً لمجمل العام 2012. ويتم قبول حوالى 90% من طلبات اللجوء المقدمة من لاجئين سوريين، بحسب متحدث باسم المفوضية الدنماركية للاجئين.
أسعد شعب
تعتبر الدنمارك من أكثر دول العالم تقدماً، حيث تقدم خدمات اجتماعية ضخمة، وتحقق نظام عدالة ومساواة، وتصنف من ناحية مستوى دخل الفرد بين أكثر وأعلى البلدان في العالم، وتصنف كذلك على أنها الدولة الثانية الأقل فساداً استناداً إلى مؤشرات الفساد العالمية.
وحسب مؤشر السلام العالمي "Global Peace Index"، تحتل الدانمارك المرتبة الثانية كأكثر بلد آمن ومسالم بعد نيوزلندا.
الجدير بذكره، أنه تم اختيار الدنمارك في الأعوام 2006 و 2007 و2008 اعتماداً على معايير الرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم العالمية (أنها أسعد بلد في العالم).
وكان حزب الشعبي الدنماركي المعارض للهجرة، قد ندد في أكثرة من مناسبة، بقرارات منح اللجوء، معتبراً أن من شأن ذلك إنشاء معازل ورفع نسبة البطالة ومشاكل أخرى مرتبطة بالاندماج.
التعليقات (21)