الثلوج تغطي اللاجئين في لبنان.. مقتل 5 ونداءات استغاثة!

الثلوج تغطي اللاجئين في لبنان.. مقتل 5 ونداءات استغاثة!
قتل 5 لاجئين سوريين في لبنان، بينهم 3 أطفال، في موجة الصقيع التي تضرب ساحل المتوسط، جراء الصقيع القارس، وسط نقص في مواد التدفئة، فيما تحاصر الثلوج مخيمات اللاجئين ما يمنعهم من التحرك خارجها.

وقال مسؤول محلي في بلدة شبعا في جنوب لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن 3 سوريين، بينهم طفل، قتلوا «أثناء عبورهم من بلدة بيت جن السورية في ريف دمشق الحدودية مع لبنان، باتجاه بلدة شبعا الحدودية مع سوريا». وأوضح محمد هاشم، وهو مختار الحارة الشرقية في شبعا، أن الطفل مجد خير (6 سنوات) وعمار فهد، قتلا على الفور بعد أن علقا بالثلوج أثناء محاولة عبورهما باتجاه لبنان، فيما قتل محمد أبو ضاهر «متأثرا بمضاعفات الصقيع بعد وصوله إلى بلدة شبعا»، لافتا إلى أن شخصا رابعا كان معهم «نجا من الموت».

وتبعد بيت جن السورية عن شبعا اللبنانية، نحو 12 كيلومترا، وغالبا ما يسلك الفارون من بيت جن باتجاه لبنان، طرق تهريب تقليدية، ركوبا على ظهور بغال أو أحصنة، نظرا لتعذر سلوك السيارات من المنطقة. وتمنع القوى الأمنية اللبنانية عادة الهاربين من تلك المناطق، الدخول بطريقة شرعية، ما يدفعهم للجوء إلى سلك طرق التهريب. وذكرت تقارير أن الناجي الوحيد بين المجموعة «يتنقل عادة بين لبنان وسوريا، فيما يعتقد أن الـ3 الذين قتلوا، يسلكون الطريق للمرة الأولى».

وقال هاشم لـ«الشرق الأوسط» إن هؤلاء قتلوا «نتيجة نقص في معلوماتهم عن أحوال الطقس»، علما بأن السوريين اللاجئين إلى شبعا، وإلى مناطق العرقوب بشكل عام «لا يعانون من مشاكل كثيرة، نظرا لأنهم يقيمون في البيوت، وليس في خيام، ويتلقون مساعدات من جمعيات إنسانية، إضافة إلى مفوضية اللاجئين».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بوفاة راع سوري في منطقة الرشاحة في شبعا جراء العاصفة، كما توفي طفل سوري (8 أعوام) كان بطريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا. وذكر مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرجل والطفل لاجئان يعيشان في لبنان وغالبا ما يجتازان الحدود إلى سوريا ويعودان إلى لبنان عبرها، وهو ما لم تؤكده مصادر أخرى.

وفي البقاع في شرق لبنان، قتل طفلان سوريان في مخيمات اللاجئين في عرسال وبر آلياس، نتيجة الصقيع. وتبلغ الطفلة هالة محمد الكيكي التي قتلت في مخيم بر آلياس في البقاع الأوسط، من العمر، 4 سنوات، فيما تبلغ الطفلة التي قتلت في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، نحو 6 سنوات.

وتسببت هذه العاصفة بقطع الكثير من الطرقات الجبلية في لبنان، ما صعب عملية الوصول إلى مخيمات اللاجئين السوريين في عدة مناطق.

وغطت الثلوج كامل مخيمات اللاجئين في البقاع وعرسال، بسماكة من الثلوج تراوحت بين 80 سنتيمترا، ومترا ونصف المتر في الجبال المطلة على عرسال. وقال مصدر محلي في البلدة لـ«الشرق الأوسط» إن الأهالي سمعوا إطلاق نار استغاثة من أحد مخيمات اللاجئين في الحارة التحتا في عرسال: «لكننا لم نستطع الوصول إليهم، لأن الطرقات مقفلة بنحو متر من الثلوج، ما حال دون الاستغاثة لنداء الاستغاثة».

وحذر مسؤول اتحاد الجمعيات الإغاثية في عرسال من تفاقم الوضع الإنساني في البلدة، واصفا الوضع بـ«الكارثي المميت»، موضحا أن «الناس داخل الخيم ليس لديهم مازوت للتدفئة ودرجة الحرارة تحت الصفر».

وبدأ تساقط الثلوج في الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء في عرسال، وتواصلت حتى مساء أمس من دون انقطاع، بعد 3 أيام من المطر الكثيف. ويعاني سكان أكثر من 30 مخيما للنازحين في عرسال وجرودها الحدودية مع سوريا، من فقدان مادة المازوت التي تستخدم للتدفئة، إضافة إلى فقدان المواد الغذائية والخبز «في ظل محاصرة الثلوج لهم». وأقفلت طرقات كثيرة تؤدي إلى تلك المخيمات، في حين أطلق اللاجئون في مخيمات البقاع الأوسط والشمالي في البقاع نداءات استغاثة، فيما باتت قرى الطفيل ومعربون وحام الحدودية مع سوريا شرق لبنان: «معزولة بالكامل»، كما قالت مصادر محلية، وتتضمن تلك القرى بعض العائلات السورية التي نزحت من بلدات في القلمون.

وأطلقت عشرات العائلات اللاجئة في مخيم الطيبة في بعلبك، نداءات استغاثة أمس، في ظل فقدانها لمادة المازوت والخبز، علما بأن جزءا من تلك العائلات التي نزحت من الرقة السورية، غير مسجلة في قوائم مفوضية اللاجئين. ويعمل هؤلاء كعمال مياومين. وقال لاجئ منهم لـ«الشرق الأوسط» إنهم «يعانون من انقطاع في المحروقات والخبز، ولم يتمكنوا من خزن المادتين نظرا لانقطاعهم عن العمل منذ 3 أيام نتيجة الصقيع».

وغطت الثلوج نحو 40 خيمة في مجدليون قرب مدينة بعلبك في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة بقطع المواصلات عنها.

وقال أحد اللاجئين السوريين: «نطالب المنظمات غير الحكومية بالتدخل»، مضيفا: «نخشى أن تنهار الخيم تحت الثلوج». كما حاول لاجئون في حوش الأمراء قرب مدينة زحلة حيث تدنت درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية، إزالة الثلوج عن خيمهم خوفا من انهيارها.

وقال محمد الحسين الذي يعيش مع زوجته وأولاده الـ5 في إحدى خيم المخيم وعددها 80 خيمة لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «بالكاد نستطيع المشي في الثلج»، مضيفا وقد عاد إلى المخيم بعدما نجح في الحصول على مازوت «أعيش هنا منذ عامين لكن هذا الشتاء هو الأقوى».

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية من جهتها أن مياه الأمطار والسيول دخلت خيام النازحين السوريين في بلدتي الشيخ عباس والسماقية في عكار شمال لبنان، و«أتت المياه على محتويات الخيم، وقد عانى النازحون طوال الليل من البرد القارس».

وأعرب مسؤولون في الأمم المتحدة أمس، عن خوفهم على اللاجئين السوريين المقيمين في مراكز الإيواء المؤقت، في حين جلبت عاصفة الشتاء ثلوجا كثيفة وبرودة تصل إلى التجمد في الشرق الأوسط.

ووصف رون ريدموند، وهو متحدث باسم وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يتخذ من بيروت، مقرا له، وضع اللاجئين بأنه «دراماتيكي للغاية». وقال مسؤولون إن الثلوج تراكمت حتى بلغ ارتفاعها 35 سنتيمترا على الأرض في وادي البقاع شرقي لبنان، حيث يقيم 400 ألف سوري مسجلون لدى الوكالة.

وقالت لورين جوني مديرة البرامج في وكالة أوكسفام للإغاثة التي تعمل في وادي البقاع «نخشى أن تغرق المياه الخيام. اللاجئون الذين ليس لهم مصدر للمياه النظيفة أو لا يخزنون مياه الشرب سيواجهون صعوبات بالغة إذا لم نصل إليهم في اليومين القادمين».

من جهة أخرى، يقول ناشطون: «داهمت السيول خيم النازحين بتجمعات أطمة، والكرامة، وقاح، شمال سوريا قرب الحدود التركية، وجرفت ما يقارب 300 خيمة، وشردت أكثر من 900 شخص من النازحين أغلبهم من النساء، والأطفال، أصبحوا دون مأوى، في حين حفر باقي سكان المخيم الخنادق لتغيير مسار السيول القادمة من المرتفعات». وأعلنت إدارة المخيمات حالة الطوارئ، وناشدت الحكومة المؤقتة، والائتلاف الوطني، والمنظمات الإنسانية، والأطباء والناشطين السوريين، التدخل السريع لتأمين خيم للمتضررين من السيول والفيضانات، لأكثر من 900 عائلة نزحت مؤخرا من ريف حماه الشمالي الذي يشهد معارك بين المعارضة وقوات النظام.

* العنوان الأصلي للمادة (

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات