اللاجئون والعاصفة-5:تشريد العشرات بجبل التركمان بسبب الرياح

أعلن نظام الأسد توقف حركة الملاحة في ميناء طرطوس لعدة ساعات يومي الأربعاء والخميس، بسبب ارتفاع الأمواج الناتجة عن العاصفة هدى التي تضرب شرق المتوسط، كما أغلق الميناء النفطي في بانياس مؤقتا للسبب ذاته.

وأفادت الأخبار الواردة من طرطوس أن الأمواج تجاوزت الصادات الإسمنتية، واجتاحت الكورنيش الدائري، ودخلت بعض المنازل، دون الإشارة إلى حدوث إصابات.

الثلوج تقطع الطرقات في طرطوس

وأكد الناشط الإعلامي نورس طرطوسي أن ارتفاع الأمواج تجاوز سبعة أمتار ظهيرة يوم الأربعاء، "الأمر الذي لم يحدث من زمن طويل" حسب تعبيره، وأشار إلى أن سرعة الرياح تشتد وتنخفض بين ساعة وأخرى، وهذا ما أوقف حركة الملاحة عدة مرات.

ولفت في حديث هاتفي مع أورينت نت إلى أن درجات الحرارة انخفضت إلى الصفر في كثير من قرى طرطوس، وتساقطت الثلوج على كثير من القرى متسببة بقطع الطرقات في عدد منها.

وأشار إلى أن الثلوج تسببت بعزل عشرات القرى في ريف المحافظة، حيث تجاوزت سماكته النصف متر في قريتي الشيخ بدر وبرمانة المشايخ، وهذا ما أوقف المواصلات تماما في القرى التي يزيد ارتفاعها عن 700 متر.

انقطاع الكهرباء

وتسببت العاصفة بانقطاع التيار الكهربائي عن أغلب مناطق الساحل السوري ومدنه، حيث سقطت أعمدة الكهرباء في القرى المرتفعة، كما تسببت الأمواج العاتية في اللاذقية وجبلة بتدمير الشبكة في الشوارع المحاذية للبحر.

وأبدى سكان المدينة استياء كبيرا من انقطاع الكهرباء، لا سيما أن الكهرباء لا تصلهم إلا ساعات قليلة في الأيام العادية، وزادت العاصفة ليليهم عتمة حيث عطلت شبكة الكهرباء، وأوقعت عشرات الأعمدة.

وقال جوني –من سكان اللاذقية- للأورينت نت: إنها فترة امتحانات جامعية وانتقالية، وطلابنا وأطفالنا بأمس الحاجة للتيار الكهربائي والإنارة ليتمكنوا من الدراسة والتحضير للامتحانات.

وحمل جوني نظام الأسد مسؤولية انقطاع الكهرباء لعدم اتخاذ الاستعدادات المناسبة لمواجهة العاصفة، رغم معرفته بموعد وصولها قبل أيام، وتوجهت إلى الله بالدعاء أن لا تطول مدتها، فتستنزف مؤونة الشتاء من مازوت التدفئة، حيث لا يزال الشتاء في نصفه الاول.

أزمة مواد تموينية

وعانت مدينة اللاذقية يومي الأربعاء والخميس من نقص في مادة الخبز وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية والتموينية، وشوهد تزاحم كبير لسكان المدينة على المخبز الاحتياطي الوحيد الذي عمل يومي الأربعاء والخميس في حي الصليبة المحسوب على الأحياء المعارضة لنظام الأسد.

وفي ريف اللاذقية اقتلعت الرياح العاتية عددا من خيم النازحين في جبل التركمان، وتسببت بتشريد العشرات، وبدأ تساقط الثلوج في وقت متأخر من ليل الأربعاء وفجر الخميس، على قرى جبلي الأكراد والتركمان.

ويتخوف السكان من استمرار سقوطه وانقطاع الطرقات حيث يصعب نقل الجرحى والحالات الإسعافية إلى المشافي الميدانية، إضافة إلى عدم امتلاكهم مؤونة غذائية تكيفهم لوقت طويل.