في كفرنبل:أورينت الإنسانية تنقذ حرفة سورية نادرة من الاندثار

في كفرنبل:أورينت الإنسانية تنقذ حرفة سورية نادرة من الاندثار
يعتبر فن الموزاييك او صناعة الفسيفساء أحد أهم الحرف النادرة التي اشتهرت بها سوريا عامة ومدينة كفرنبل على وجه الخصوص، والتي تعتمد عليها في اقتصادها، ويعمل بها أغلب الأهالي فيها متخذيها كمصدر رزق لهم.

ومع بداية الثورة السورية توقفت هذه الحرفة كما هي حال باقي الحرف الأخرى في سوريا، الى ان تم إعادة تفعيلها من جديد من قبل مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية والتي قامت بفتح مشغل للموازييك في المدنية وذلك بعد ما لاحظته من رغبة لدى الأهالي في العودة لممارسة الحرفة التي لطالما أحبوها.

كما أن صعوبة صناعة لوحات الموزاييك والمراحل العديدة التي تمر بها اللوحة من الرسم الى القص وصولا الى التنسيق والتركيب تتطلب أبداعاً فنياً.

من جهته تحدث عبد الله البيوش مدير المشغل عن دور مؤسسة أورينت الإنسانية في إعادة هذا الفن من جديد قائلاً: ان حرفة الموزاييك تحتل أهمية كبيرة لديهم، وذلك لدورها في توفير فرص العمل لعدد كبير من السكان من جهة ودورها في نشر فن وإبداع الشعب السوري الى باقي الدول من جهة أخرى.

وأوضح ان مشغل أورينت الإنسانية للموازييك يؤمن حالياً فرص عمل لحوالي الـ "25" عامل، بالإضافة الى وجود إمكانية للتوسع عن طريق فتح مشاغل أخرى في المدنية وما حولها مما يساهم تامين فرص عمل لأكبر عدد ممكن، أو توسيعها من خلال ممارسة الحرف في المنازل الامر الذي يجعل من دخول العامل النسائي إليها أمر ممكن.

بدوره تحدث المشرف الفني أحمد البيوش عن تاريخ صناعة الموزاييك في كفرنبل قائلاً: أن المدينة بدأت العمل فيها منذ العام 1994، وأن الذي دعم فكرة الرسم بالاحجار عوضا عن الزيت، هو موقع المدينة الجبلي وكثرة ألوان الحجر فيها، الأمر الذي ساهم في تكاثر اللوحات الفسيفسائية التاريخية فيها.

كما أشار الى ان حرفة الموزاييك قد تم تطويرها مما ساهم في دخولها عدد كبير من المجالات، كتلبيس الفخار والخشب بالموزاييك هذا من جهة، ودخولها الى الديكور من خلال اللوحات الجدارية والأرضية وتلبيس المسابح من جهة أخرى.

وأضاف أن مؤسسة أورينت الإنسانية تعمل على تأمين مواد الخام المطلوبة لصناعات اللوحات، منوهاً بوجود مشروع متكامل مع المشغل يتمثل بمنشرة حجر لقص أقلام الحجر لصالح المشغل، مما سهم في تحسين المواد الأولية وتأمين المزيد من فرص العمل.

وأكد فنان الموزاييك أحمد حاج حميدو على أن سبب تعلقه الكبير في هذه الحرفة يتجلى في نظرتها إليها على أنها فن يخالد يحاكي الحضارات القديمة، من جهة ويساهم في إيصال حضارتنا للأجيال القادمة من جهة أخرى.

وأشار الى أن النجاح في هذه الحرفة يتوقف على مدى توفر الإمكانيات والمواد الأولية لها والتي قامت مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية بتوفيرها، ولا ينقصهم الآن سوى إيجاد سوق يمكنهم من إيصال هذا الفن الى كافة انحاء العالم.

وفيما يتعلق بآلية رسم لوحة الفسيفساء أوضح فنان الموزاييك طلال فشتوك: أنه يتم طباعة اللوحة المطلوب رسمها بالقسام المطلوب كخطوة أولى، ومن ثم يتم انتقاء الأحجار واختيار الوان شبيهة بألوان اللوحة موضوع الرسم، وتاـي المواد اللاصقة كخطوة أخيرة، حيث نواجه صعوبة في تأمينها كونها يتم استيرادها من الخارج، الى أن قامت مؤسسة أورينت للاعمال الإنسانية بتأمين كل المواد المطلوبة لرسم تلك اللوحات.

وبحسب القائمين على العمل فإن تأمين اكبر عدد ممكن من فرص العمل ونقل فن الموزاييك الى العالم والحفاظ عليه كان من أهم أهدفا مؤسسة اورينت للاعمال الإنسانية، في أمل التوسع لتصل الفائد الى كل المنازل وتشغيل كل من هو قادر من النساء والأطفال.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات