كيف تمكن سوريون في ألمانيا من رفع علم الثورة بحضور ميركل

كيف تمكن سوريون في ألمانيا من رفع علم الثورة بحضور ميركل
تحمس الشباب السوري للمظاهرات التي عمت برلين منددة بالمجزرة الفرنسية، مظاهرات حشد لها المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، لتعلن موقفا محددا وواضحا من المجزرة التي حدثت ضد صحفية (شارلي ايبدو)، وتندد بالتعصب.

وقد تحمس الشباب السوري مثل تحمس أي أوروبي هزته المجزرة، دون مبالغة أو ادعاء، أحدهم قال لأورينت "أنا سأنزل للمشاركة، وسأرفع علم سوريا الحرة"، وآخر ألتقط صورة من بعيد وكتب تحتها "هذا رأس أنجيلا ميركل"، وأخر قال "يا الروعة أنها تقف بجانبي"، وأخر كتب "إننا نسمع القرآن في ساحة برلين وكلمة ميركل التي لا نفهم منها شيئا ولكننا نصفق بقوة".

حماس السوريين بهذا الشكل للتظاهر سواء في هذه المظاهرة أو في المظاهرات المضادة لـ (بيغيدا)، هو الحماس الثوري الذي لم يجد مكانه في سوريا، والذي لم ينجز مهمته هناك، ولكنه لم يخبو هنا، يريد أن يظهر في أية لحظة، ولكن ليس لأي سبب، أسباب الحرية والكرامة لازالت هي المحرض الأساسي. والتي إذا أحسن السياسين استغلالها فسيرسمون سياسة لاندماج السوريين في المجتمع الألماني مختلفة تماما عما سبق.

ومن جهة أخرى تفاعل السوررين مع الأحداث بهذه الطريقة، يبشر بالخير، لجهة قدرتهم على الاندماج في المجتمع والتفاعل معه وقدرتهم على إيجاد مكانا خاصا بهم ضمن مكوناته المتنوعة.

ليس لأغلبهم وقتا طويلا في ألمانيا، حتى تمكنوا أن يصبحوا جزءا من حراك الشارع ومعنين به، يخبرون بعضهم بأمكان التجمع وبأهمية الحضور، رمزية شارلي أصبحت قضيتهم دون أن يتسلقوا على هذا، هم القادمون من سوريا، يدركون معنى قهر الحريات وخاصة حرية الاعلام ولدينا مثل قريب على قهر رسام الكاريكتور علي فرزات، ونحن السوريين لدينا أمثلة لا تحصى عن قتل حرية التعبير و كسر الأقلام وتحطيم كاميرات التوثيق وحرق الصحف وذبح الصحفيين. ونحن قبل غيرنا من الشعوب نفهم مرارة تلك الجريمة، ونقدر حجم الألم.

يقول أحمد "مرت مواقف كثيرة في سوريا، كانت تتطلب تضامن العالم معنا، نعم العالم خذلنا، ولكننا لن نخذل أحد، سنتظاهر ضد الجريمة"، وآخر يعلق "التظاهر بحد ذاته فعل حضاري، خلال تظاهري للمرة الأولى مع اليسار الألماني ضد حركة (بيغيدا)، عاودتني جميع مشاعر الرعب التي كانت تنتابني حينما كنا نتظاهر في سوريا، وفي لحظة شعرت أن هذا هو الفرق الوحيد بين نظام الدكتاتور ونظام الديمقراطية، حرية التظاهر".

قد يعلق ساخرا أن السوريين يتظاهرون ضد الجريمة، وماذا عن الجرائم التي ترتكب في بلادهم؟ ليست تلك الجرائم أقل تعذيبا للضمير السوري، والسوريون في الخارج لطالما تظاهروا ضدها، حتى فقد التظاهر ضدها أي معنى. ولكن تظاهر السوريين ضد الجريمة في فرنسا، له معاني مختلفة، هي تأكيد على أن السوري ليس عنيفا، ولا يقبل العنف، وتأكيدا على أنه جزءا من المجتمع الجديد الذي أتى اليه، والأهم أن السوري قادر على التظاهر السلمي عندما لا يوجه المدفع في وجهه، لقضاياه العادلة وقضايا الآخرين، مشاركة السوريين في مظاهرات أوربا، هي تمثيل جديد له، فليحافظوا عليه ويتمسكوا به.

التعليقات (5)

    سعيد

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    ياأخواني انتم خلطتم بمقالتكم بين اشياء كثيرة! ربما لاتنشرو لي تعليقي, لكن الأهم ان تكونو قرأتموه! أخواني, أنا ضد كل شكل من أشكال التعصب الديني والإرهاب باسم الإسلام البريء منه, لكن مع حرية التعبير مع الحدود! كيف تكتبون بأن السوريون مع حرية التعبير ومع عدم كسر الأصابع وأنتم تعلمون سبب جريمة شارلي ابيدو!!! أخواني, لا مقارنة بين فرزات وبين رسامي شارلي ابيدو, فذاك هدفه الحرية, وهؤلاء تجرؤ على مشاعر المسلمين وعلى رمزهم الديني, لكن قتلهم حرام ويجب معاقبة الفاعل! لاتخلطوا المفاهيم!!!

    انا لست شارلي انا ابن الشام وشارلي عدوي

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    شيئ مخزي والله الذي فعله من يدعون انهم سورييون اذا كان هذا المقال صادق ولا اظنه لان هذه القناة ضعيفة المصداقية و موجه ولكن ان يتظاهر السوريون او غيرهم من المسلمين في اوربا تضامنا مع هذه الصحيفة الخبيثة التي تتطاول على مقدساتنا وتسخر من ديننا بحجة حرية التعبير في الوقت الذي تفرض على المسلمين القيود والتضييق على حرية التعبير والتدين ويطلب منهم الانسلاخ عن انتمائهم العربي والاسلامية والتجرد من عقائدهم والانسياق وراء الانحطاط الغربي الاخلاقي والشذوذ والتطرف العنصري وهذا تعاطف خزي وعار وخيانه للامة

    jim

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    خلي المجانين يتظاهروا ضد التحالف او ضد قضية عادلة لا تدعمها الحكومة الالمانية او الاوربية ولنشوف ماذا سيحصل لهم اوراقهم ستسحب حقوقهم ستهضم المضايقات سوف تحوفهم من كل فج تلفوناتهم ستراقب لك يا حبيبي قال اصدقاء الشعب السوري قال كفانا خداعا بشعارات الغرب الكاذبة لو ان شارلي ابيدو كذبت حدوث الهولكاست لاغلقها اليهود في ذات اليوم افيقوا يا مسلمين فكيف بالمسمين تتظار من من ساء وشتم واستهزئ بنبيها ومعتقدها

    أسعد

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    يا أخ سعيد ! أنت لم تفهم حتى الآن معنى كلمة حرية التعبير , و لا عجب بذلك . فأنت تتكلم بمنطق السوري أو العربي الموجه ليلاً نهاراً عبر ديانته الإسلامية و هذا ينفي معنى الحرية في بلاد الغرب . إفرض منطقك الإسلامي على شعبك المسلم في بلادك وإترك الآخرين يعبرون برأيهم الغربي في بلادهم . فهذا هو حقهم في بلادهم و ليس لك الحق بالتدخل بما يقولون أو يفعلون هناك .

    عمار

    ·منذ 9 سنوات 3 أشهر
    انا معك اخي مستحيل ان يفعل السوريين هذا لانهم خرجوا مظاهرات ضد طاغية الشام بسبب ظلمه فما بالك ماذا سيفعلونةمع من تمادى على سيد الخلق اجمعين صلى الله عليه وسلم وليس فقط السوري بل كل عربي شريف او مسلم لن يخرج مع هؤلاء السفهاء
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات