بي بي سي محتارة
لم تجد هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي BBC" عنواناً للقائها مع بشار الأسد، فكل ما قاله مكرر ومعاد، إلا في قوله عن رسائل أمريكية غير مباشرة (الأسد لبي بي سي: نتلقى رسائل غير مباشرة من أمريكا بشأن الغارات الجوية على تنظيم "الدولة") أما العناوين الفرعية فجاءت : "لا حوار"، "لا أسلحة غير مميزة".
إلا أن الفضيحة في هذا السياق أن الجهة الأساسية، التي أجرت اللقاء، قامت باختصاره في 500 كلمة بينما، نشرته (سانا) التي يفترض أن تنقل عن البي البي سي، وليس من مكتب القصر الجمهوري، بـ 4400 كلمة في موقعها.
والملاحظة على الصفحات التابعة للنظام أن معظمها لم ينشر نص المقابلة ولم يشر إليها.
ففي صفحة (دمشق الآن) والتي تضم (433000) متابعاً لم يحظ الخبر بأكثر من 102 "إعجاب" وفي صفحة (أخبار جبلة) التي تضم (بـ 42350) متابعاً لم تستطع بعد مضي ساعة على نشر الخبر أن تحصل حتى على "اعجاب" واحد (!!) ناهيك عن اختفاء شبه كامل للتعليقات، بينما تفردت الصفحة المسماة (رئاسة الجمهورية السورية) بـ 690 "اعجاب" على خبر المقابلة بعد ساعتين من نشره بالرغم من أن عدد متابعيها (238000).
"نفطر ونتغدى كلور"!
على صفحات السوريين المعارضين على (فيس بوك)، تحولت المقابلة إلى مناسبة للسخرية من كلام بشار الأسد، حيث يقول "Loai Al Thani": " قال غاز الكلور موجود بكل معمل وكل بيت بسورية يخربيتو شو كذاب، بكل بساطة وطبيعي جداً نحن بسورية نفطر كلور ونتغدى كلور، نتعشى كلور، وقبل النوم بندحش بـ... تحميلة كلور".
صاحب صفحة (أخبار ثورة سوريا الحرة) علق على انكار الأسد لاستخدامه البراميل المتفجرة في قصف المدن: "الأسد يسخر من البراميل المتفجرة : لم أثمع باثتخدامنا "أواني الطهي" لقصف المعارضة".
كما ظهر نقاش حول الغاية من هذا اللقاء: هل هو لإعادة تسويق بشار أم أنه كما رأى Wajih Baroudi بأن "المقابلات مفيدة جداً عم تثبت انو سيادتو مهستر والصحفيين بعد المقابلة عم يعملو ندوات عن مغامراتهم مع هالمعتوه ...... متل مقابلات القذافي بزامنو." بينما رأى Waddah Arafat أن هناك جملة وحيدة مفيدة في كل ما قاله بشار من لقاءات وخطابات "من أول الثورة ما حكى غير جملة وحدة مفيدة " اكذب اكذب حتى يصدقك الناس"!.
كاذب أو واهم!
أما على (تويتر) فقد ظهرت تغريدات عدة غاضبة وساخرة من هذا اللقاء، لاسيما بسبب إنكار الأسد استخدامه البراميل المتفجرة، كما أن اللقاء - كما عبر الكثيرون- جاء فارغاً لا جديد فيه.
المدون الأشهر "إليوت هيغنز" نشر عدة تغريدات حول إنكار الأسد لاستخدام البراميل المتفجرة، حيث وضع رابطاً لعدة فيديوهات عن جرائم الأسد وقال ساخراً " لا شك أن السوريين سيشعرون بالسعادة حين يعلمون أن هذه الفيديوهات لم تحصل في سوريا.. كما قال الأسد"
وفي تغريدة اخرى يقول إليوت "عندما يتعلق الأمر بنفيه إلقاء البراميل، أعتقد أن السؤال المهم هو هل الأسد واهم أم كاذب، أم هو واهم كاذب".
بينما يذكر "تشارلز ليستر" الباحث في معهد "بروكينغز"، بالمجزر التي حصلت يوم أمس في دوما، ويقول (تشارلي وينتر) الباحث في شؤون الجماعات الأصولية في سوريا بأن "هذا الإنكار الصارخ للأسد يجعلني أشعر بالغثيان، اليكم هذا الرابط لتعرفو لماذا أشعر بذلك" ويضع رابط اللقاء على موقع البي بي سي!.
أما الباحث والمحلل (جيمس دينسلو) من المجلة الشهيرة (فورين بوليسي) فقد قال "لقاء بشار الأسد هو في العناوين الأولى فقط لأن لقاءته الاعلامية نادرة، اما من النواحي الأخرى فهو لم يقل فيه أي شيء جديد".
التعليقات (1)