السؤال المر: متى ستنتصر الثورة؟

              السؤال المر: متى ستنتصر الثورة؟
يتسائل الجميع بعد اقتراب الثورة من إتمام عامها الثاني لماذا لم تصل الثورة السورية إلى تحقيق أهدافها حتى الآن، رغم كل ما قدمه الشعب السوري من تضحيات وعطاء قل مثيلها في " شبه الثورات " التي قطعت الذيل وأبقت الرأس (بنفس التفكير الاستعماري القديم)، كما نرى في اليمن على سبيل المثال لا الحصر!

يكثر المحللون والتحليلات حول المستقبل القريب و"البعيد" للثورة خصوصا و"سوريا الوطن" عموماً، وتتدافع صور الانتصارات التي حققها الجيش الحر بموازاة صور الدمار والخراب التي انتشرت في شتى المدن، وبين الصورتين ثمة فسحة من الانتظار حبلى بالتفاصيل، وفي التفاصيل الصغيرة تكمن الإجابة عن سؤال: متى ستنتصر الثورة؟!

- دوليا:

يريد العالم أجمع للثورة السورية أن تكون " نصف ثورة " حرصا على مصالحه التي رسخها طيلة مئة سنة بين استعمار واستبداد، وخوفاً من أن تكون ثورة ملهمة للآخرين... (وهي كذلك رغما عن كل دروسها القاسية) ولأن الثورة السورية كانت صادقة أكثر من اللازم بالنسبة لمن اعتاد النفاق " قلبت الطاولة " على الجميع وهذا ما يعمل عليه المجتمع الدولي حاليا " إعداد طاولة " جديدة تتسع لأطماعهم " بناذل " لايقل وضاعة عن سابقه لم يجدوه الى الأن حتى في اسوأ المعارضين.

- داخليا:

الشعب السوري الذي كان يخشى التكلم عن " غلاء البندورة " في سوق الهال ولو همساً، أصبح اليوم بأعلى صوته يتكلم عن "الفيتو الاسرائيلي" في مجلس الأمن لصالح من يقلته ويقصف مدنه وقراه، تحت أنظار مجتمع دولي حريص على حياة الانسان بكل مكان إلا سوريا مدنية, ديمقراطية , تعددية وقوية تشكل خوف حقيقي " للعدو الصهيوني " و " حلف الشيطان المستتر " كما تعيد سورية الى عمقها العربي.

تأتي قوة الثورة و زخمها الحقيقي من الداخل الثائر الأمر الذي أدركه العدو قبل الصديق وعمل على التصدي له بكافة الوسائل تارة بإستخدام حجج النظام " أسلمة وعسكرة " الثورة فكانت النتيجة مخيبة لاماله بثورة شارك بها كل السوريين ولو بنسب متفاوتة مع انضباط كبير لمن يمسك السلاح لدفاع عن شعب اعزل لا حول له و لا قوة .

- وجدانياً:

ما بين ما تراه دولياً وداخلياً ثمة أنا ونرجسية كبيرتين لمن يفكر بالمستقبل "البعيد" أو "القريب" وعدم القدرة على العمل الجماعي شكل " الهوة " بين من يزرع اليوم الحرية و لايهمه من سيحصد مستقبلا والذين أرادوا الحصاد الباكر، واستعجلوا مواسم الحصاد والخير القادمة إن شاء الله.

الثورة المستمرة التي لا يهمها من عاداها، تكشف يوما بعد يوم " الغث من السمين " في الاتجاهات والمسارات والمعارضات كافة... ومن أراد الخير للناس وللوطن او لنفسه قال تعالى " كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال" ‏(‏الرعد‏:17)‏

سيذهب كل من يتاجر بدماء الشهداء وبدموع أمهاتهم الى مزبلة التاريخ التي لم ولن تنس أحداً... حتى ولو بعد نصف قرن.

* من أسرة تلفزيون (الأورينت)

التعليقات (6)

    أحمد

    ·منذ 11 سنة 5 أشهر
    تحليل ممتاز لثورة السورية. الأنا و النرجسية اامراض خطيرة

    وائل الشهابي

    ·منذ 11 سنة 5 أشهر
    رائع استاذ همام مقال جميل يصف ألمنا و أملنا نحن السوريين

    سوري حر

    ·منذ 11 سنة 5 أشهر
    " إعداد طاولة " جديدة تتسع لأطماعهم " بناذل " لايقل وضاعة عن سابقه لم يجدوه الى الأن حتى في اسوأ المعارضين....... وين راح هيثم مناع و هيئة التنسيق ؟؟؟؟؟؟

    اعيش في المدينه ولكن قلبي في سوريا

    ·منذ 11 سنة 5 أشهر
    والله يا بشار راح نجي لعندك وراح يصير فيك اكثر من اللي صار بالقذافي سترى ذلك ايها المجنون الخارج عن الحضاره الانسانيه لساتك تعيش بالاوهام تبعتك ولا مصدق حالك من مجلس الشعب (التصفيق) انك بدك تقود العالم ايها المعتوه اقتربت النار منك ومنك اذنابك وسترى الاسود الاشاوس المجاهدين يلتهمون دمشق شيءا فشيءا وحشرك في الزاويه وعندها ستذوق النار التي اشعلتها بنفسك وستذهب لمزبلت التاريخ عذرا للتاريخ لانه هو الوعاء او الكتاب او الذاكره التي ستحتويك

    اه سوريا المدينه المنوره

    ·منذ 11 سنة 5 أشهر
    شكرا لك سوريا رغو الالم فقد كشفت خيانة العرب والغرب والشرق والعالم والمسلمين والميسحيين واليهود والعالم لم يبقى الشرف الا في الحرار من سوريا والمجاهدين لانها اول ثوره يراها العالم اجمع مباشرة ثوره مسلحه كثر فيها الشهداء و7 مليار ينظر ولا يحرك ساكنا ما هذا العالم ما في ضمير مافي دم ما في احساس مافي اسلام مافي اخوه مافي انسانيه ما فيه احرار مافيه شرفاء تبا للعالم لقد اثبتت سوريا للعالم ان اي ثوره تاتي م نبعدها ان تعتمد على نفسها لا تعتمد على غيرها وهذا درس من حزمة دروس تقدمها سوريا للعالم كل يوم تعلمهم ن الهمه اكبر من الاساطيل والطاءرات والمدمرات والكيماوي والنووي والعالم كله لقد انقذت سوريا الابيه شرف الامه من الشرف والعار باساطير البطوله والرباط والمعارك ضد هذا النظام الباغي الفاشي البعثي الرجعي الدموي الخارج عن التاريخ والحضاره سوريا لو اكتب لبكره مبقدر اوفي حقك لاكن اقول لكي شكرا من كل اعماق قلبي التي لن نراها الا في سوريا شكرا ايها الابطال

    د سامي

    ·منذ 11 سنة 5 أشهر
    ما كل ما يتمناه الغرب يدركه تجري الرياح بما يشتهي الشعب ....... الثورة مستمرة لا يهمها من عاداها افضل ماقيل و اجمل ما كتب
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات