حواجز النظام بدمشق .. أيادي الشبيحة تمتد إلى جيوب المواطنين

حواجز النظام بدمشق .. أيادي الشبيحة تمتد إلى جيوب المواطنين

تتقاسم مخابرات النظام وشبيحته من لجان ودفاع وطني الحواجز في مدينة دمشق، وبدلاً من أن تكون هذه الحواجز، كما قد يوحي اسمها، سبباً لاستقرار العاصمة وحارساً على أمنها وأمن أهلها، تعتبر هذه الحواجز المسبب الأول لانعدام الأمن وانتشار السرقة والاختطاف وكل مظاهر الانفلات الأمني.

وتنتشر كثيراً ظاهرة سرقة الهواتف المحمولة والمال من السكان عند الحواجز، باختلاف مسميات أصحابها. وبحسب مكتب دمشق الاعلامي، يقوم بتلك السرقات، على سبيل الذكر لا الحصر، ميليشيات "الدفاع الوطني" و "اللجان الشعبية" و عناصر "الفروع الأمنية" وجنود النظام المنتشرين في شوارع العاصمة، وذلك بحجة التفتيش، دون تمكن صاحب المال أو الجهاز المسروق من الاعتراض خوفاً من الاعتقال أو الضرب المبرح كما حدث مع البعض.

سرقة وتهديد

وقام مكتب دمشق الاعلامي بجمع الكثير من الشهادات حول هذه الظاهرة، التي لوحظ أن الكثير من حوادث "التشليح" تتم في ساعات المساء. فإيقاف مدني من قبل "عنصر مسلح" بات أمراً اعتيادياً في الآونة الأخيرة، طالباً إبراز البطاقة الشخصية أو ثبوتيات تأجيل الخدمة الإلزامية العسكرية، أو تفتيش الأجهزة المحمولة الخليوية، لتبدأ بعدها الابتزازات و التهديد بالسلاح مالم يعطوا ما يريدون.

"أبو النور الشامي" أحد الذين تعرضوا لعملية سرقة من قبل عناصر مسلحة يقول: " أثناء مروري في محيط حديقة التجارة بدمشق ظهراً، أوقفني عنصران مسلحان من عناصر مايسمى "الدفاع الوطني" بعد ملاحظتهم لامتلاكي جهازاً محمولاً مرتفع الثمن نسبياً، وطلبوا مني تفتيشه بحجة أني كنت أقوم بالتقاط صور به، وعندما بدأت بإخراج بطاقتي الشخصية، أخذوا محفظتي و سرقوا كل المال منها إضافة للجهاز المحمول، وهددوني بالاعتقال إن تكلمت بحرف".

التقينا بالحاجة "أم محمد" من أهالي حي الميدان، تحدثنا عن عملية سرقة قد تعرض لها منزلها من فترة قريبة فتقول : " استيقظنا صباحاً على أصوات طرق الباب بقوة، لنجد عدة عناصر باللباس العسكري يحملون السلاح ويريدون تفتيش المنزل بحجة أنهم يملكون أوامر بالمداهمة من قبل الحاجز، ومن ثم قاموا بسرقة كل الأموال والذهب وبعض المقتنيات ثم خرجوا، وعندما حاولنا أن نشتكي للحاجز القريب، أخبرونا بعدم إعطاء أية أوامر بالمداهمة، وأن ما دخل علينا هم عصابة سرقة".

الشاب "عامر" له تجربة مشابهة يقول :" تعرضت للسرقة من قبل حاجز مؤقت، أخذوا كل ما أملك إضافة لسرقة جهازي المحمول والذي كان يحوي معلومات مهمة بالنسبة لي تخص عملي، واستطعت أن أتواصل مع سارق الجهاز بعد رؤية رقم لوحة سيارته، والوصول إليه عبر أشخاص في فرع المرور، وطلبت منه أن يعيده إلي مقابل أن أعطيه ما يريد، وبالفعل قمت بدفع مبلغ كبير من المال واستعدت الجهاز منه".

الخطف

وإلى جانب ظاهرة السرقة في دمشق، برزت خلال السنوات الثلاث الماضية ظاهرة أخرى اعتبرها أهالي العاصمة الأكثر خطراً من غيرها، وهي ظاهرة "الخطف" التي بدأت تطفو من جديد على أحداث دمشق في الأشهر الماضية. و أكد ناشطون أنها تتم بتسهيل من حواجز قوات الأسد، ويقوم بها عناصر وميليشيات مسلحة بهدف الابتزاز المادي، وطلب فدية من أهالي المختطف مقابل الإفراج عن المخطوف.

في الوقت الذي يدعي النظام أنه يسيطر على العاصمة دمشق، تعيش العاصمة حالة من الانفلات الأمني، من فساد ومحسوبيات إلى تزوير بات شائعاً في الوثائق الرسمية والشهادات وتخطي القوانين، ناهيك عن حالات القتل والجرائم هنا وهناك في ظل فوضى السلاح المنتشرة في أيدي عناصر النظام وميليشياته الشيعية والعاملين تحت جناح النظام من مؤيديه،وكما يقول المثل الذي يتداوله أهالي دمشق " حاميها، حرميها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات