وبهذا يكون تنظيم الدولة قد اقترب أكثر فأكثر من أبواب الغوطة الشرقية بعد سيطرته على الجبل القريب من منطقة بئر القصب التي تخضع لنفوذ التنظيم وبتقدمه أكثر باتجاه العتيبة تضاءلت الآمال المعقودة على فتح طريق إلى الغوطة من تلك المنطقة لانعدام هامش المناورة في المساحات الواسعة لدى الفصائل التي تقوم بمثل هذه المحاولات.
وفي هذه الأثناء اتهم الناطق باسم جيش الإسلام النقيب إسلام علوش تنظيم الدولة بالوقوف حائلاً دون نجاح عملية كسر الحصار عن الغوطة معتبراً أن التنظيم ساعد قوات الأسد في إحكام قبضتها على الغوطة، فيما نشرت مواقع جيش الإسلام بياناً شرحت فيه بعض مجريات ما حصل في المنطقة وأوضح البيان أن مشروعاً أطلقته قيادة جيش الإسلام لفتح طريق الغوطة-القلمون الشرقي, بالتعاون مع عدد من الفصائل سمي مشروع "بداية النهاية" وعند بداية التحضير الفعلي للمشروع وأثناء حشد القوات على أطراف المنطقة تعرض المقاتلون إلى كمين محكم مما أدى إلى أسر عدد من المقاتلين واستشهاد عدد آخر وانسحاب الباقي، كما خسر المشاركون خلال العملية عدداً من الآليات الثقيلة والذخيرة.
وفي تصريح له قال قائد العمليات بجيش الإسلام "إن قوة حشدت في تل دكوة لفتح طريق للغوطة انطلاقا من التلة وكانت العملية ابتدأت بارسال طليعة من المقاتلين عددهم سبعين مقاتل معهم 3 دبابات (دبابة من جبهة النصرة ودبابة من جيش الإسلام ودبابة من أحرار الشام) ومدفع من عيار 57 من كتيبة أسود الشرقية والعديد من المضادات، وفي هذه الأثناء جاء أحد قادة داعش الموجودين بمنطقة بير القصب يدعى المقدم أبو المعتصم من العتيبة يعرف عنه تلقيه تمويل من جهات خارجية، وهو منشق ولديه أخ قائد كتيبة دبابات في الحرس الجمهوري ولا يزال حتى الآن على رأس عمله، واستلم مهمة منع الدخول والخروج من وإلى الغوطة الشرقية وبسببه قتل أكثر من 300 مقاتل من الخارجين أو الداخلين للغوطة الشرقية".
وأشار إلى أن "أبو المعتصم، وبعد مبايعته للتنظيم، حاول فرض البيعة على الفصائل الأخرى ولكن بسبب اعلان جيش الإسلام الحرب عليه استعان بالنظام وهذا كان جلياً خلال المعارك الأخيرة بين الفصائل المتحالفة والتنظيم في منطقة بير القصب، وأوضح أن تل دكوة كانت منطقة تمركز المقاتلين واستعدادهم في حين تمركز أبو المعتصم مع باقي عناصر تنظيم الدولة في منطقة شديدة الوعورة تسمى (الصريخي) بالقرب من دكوة"، منوها إلى أن الكمين وقع ليلاً واستفاد عناصر التنظيم من استخدامهم لمناظير ليلة عالية الدقة تم استلامها من جهات غربية".
وفي تفاصيل الكمين قال قائد العمليات بمنطقة القلمون: "التنظيم نفذ الكمين البري فيما قامت قوات الأسد بالقصف الجوي المركز وهو مايدل على وجود تنسيق بين التنطيم والنظام أما الفصائل التي اشتركت في العملية فهي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة وأسود الشرقية وبعض فصائل القلمون الأخرى".
ولدى سؤاله عن أعداد عناصر التنظيم في المنطقة أجاب "إن للتنظيم في المنطقة 250 عنصر وهو عدد يفوق عدد الطليعة المرسلة بثلاث مرات ومسلحين بصواريخ من نوع (تاو) مضادة للدروع"، وعن احتمالية وجود اختراقات في صفوف المقاتلين أوضح أن "طريقة الكمين كانت مبنية على معلومات دقيقة جدا ولكن لم يتم التبين والتحقق من جهة الاختراق وكيف تم الاختراق" معتبرا في ختام حديثه أن "التنظيم يسعى إلى منع جيش الإسلام وحلفائه من فتح الطريق في الوقت الذي يتفق فيه مع النظام على السماح له بدخول الغوطة من أجل صرف جيش الإسلام وبقية فصائل الغوطة عن دخول دمشق".
وتحتل منطقة جبل دكوة أهمية بالغة بالنسبة للمحاصرين في الغوطة الشرقية منذ أكثر من عامين، حيث يطل الجبل الذي يقع غرب البادية وشرق الغوطة (شرقي الضمير والعتيبة) على مساحات واسعة جداً منها منطقة (بئر القصب) المجاورة والتي يبسط تنظيم الدولة سيطرته عليها منذ أشهر، وتعتبر هذه المنطقة إحدى المحطات الأساسية على طريق أي عمل عسكري يهدف إلى فك الحصار عن الغوطة من جهة القلمون الشرقي، قبل الوصول إلى بلدة العتيبة التي تسيطر عليها قوات الأسد كباقي مناطق الطوق المفروض على شرق الغوطة ومن شأن السيطرة على جبل دكوة رفع قيمة النفوذ الاستراتيجي والعسكري لأي جهة وتمكنها من التخطيط للاستيلاء على المنطقة في المدى البعيد.
التعليقات (11)