هنا لندن (أخبار سوق الزبلطاني اللندني)!

هنا لندن (أخبار سوق الزبلطاني اللندني)!
هنا لندن... الصوت الذي يدوّي في ذاكرتنا، حتى درج بين العوام أن لا أخبار صحيحة إلا إذاعة لندن، وبالتالي ليس مستغرباً أن تأتينا منها ترددات وذبذبات صوتية على الموجة الطويلة، والقصيرة على حدّ سواء. وقد انتشر فيديو لهاني السباعي على شبكات التواصل، ينظّر ويخطط فيكفّر وينفّر، والموضوع هو الثورة السورية اليتيمة التي تحولت لسبيّة تُسبى جهاراً نهاراً وما من شرف عروبي هنالك يخلّصها من السبي!

والآن من سوق الزبلطاني في لندن وعبر خطبة من على منبر سوق لندن، هذا المنبر المخصّص لصياح الباعة على بضاعتهم البائتة والمجرثمة الضارة والفتّاكة بالصحة وخاصة بخلايا الدماغ؛ يتحفنا (هاني السباعي)، ويحذّرنا قائلاً: إياكم والانقطاع عن الجزر فهو مخصص لتقوية النظر.

كم بقي من فصائل الجيش الحر على الساحة ليأتيه دور التكفير والعمالة والخيانة؟

إن الصمت في حرم الجريمة جريمة، وهاني السباعي لم يفوّضه أحد ليفتي بتخوين هذا أو ذاك، وما يبثّه من فتنة من على منابر لندن لهو أشدّ وقعاً من صواريخ الأسد.

التهمة السياسية طبخة بائتة (التعامل مع الغرب الكافر وخاصة أمريكا)، والتهمة الدينية أكثر من السياسية، فالذرائع أكثر من أن تحصى، وكأن الشعب السوري عندما خرج بثورة كان يشك للحظة واحدة بعدم انخراط الفساد والمفسدين في الثورة، خاصة إذا نظرنا إلى عامل الوقت والزمن، فهذا الزمن مع كلّ صعوباته المعاشية والحياتية من الطبيعي أن يصدّر لنا بعض الغوغاء هنا وهناك، أما وأن يكون اجتثاثهم وسيلة لاجتثاث مشروع بأكمله وشعب بأكمله مع ثورته وأحلامه فذلك مالن يقبل به الشعب السوري العظيم، وما لم يرد البعض تفهّمه، فالشعب الثائر لن يقبل بأن تصدر فتاوى لندنية تُحبط الثورة وأهدافها الرئيسية.

(حزم) ومن قبلها جبهة ثوار سوريا مصادر تمويلهم أمريكية، مصادر كافرة فاسقة فاجرة، أما داعش والقاعدة فمصادر تمويلهم من السماء، هناك مزراب من السماء يمتد للأرض و فيه كل أنواع الأسلحة، هذا المزراب للمؤمنين فقط ، ونحن معشر الكفّار لا نراه فهو محجوب عن أعيننا.

ثوار حلب أسقطوا مؤامرة دي مستورا وكسروا زمامير حسن زمّيرة، لم تدم الفرحة طويلاً، فهذه الانتصارات لم ترق لهاني السباعي ، وشيخنا الفاضل لديه مفاتيح الجنة، والإذعان لفتاويه بقتلنا وقتل أحلام الشعب السوري هي فرض، تلك التي يستقيها من العلامة الفقيه خنفور بن شحرور الطنبربجي ، أما المعارضة المتعرّضة والعارضة يميناً وشمالاً فهي في واد آخر، فالسباعي من سوق الهال بلندن يفتي ويحرّك وينظّر وحوله البدي جارد من اللندنيين والإسرائيليين والأمريكيين، وهم عينهم حسب فتاوى معامل الكونسرة التي تخرّج منها السباعي (الكفّار الفجرة الفسدة....) ومعارضتنا النزيهة والمتنزّهة والصادقون والصادقات والطاهرون والطاهرات، والمنخرطون والمنخرطات، والفاشلون والفاشلات.... هم في ليالي السمر غير مدركين – في أغلبهم – المأزق السوري الكبير المُنجَّر للثورة و الذي يديره (هاني السباعي) وغيره من الأسوق الغربية.

انتظروا وانشغلوا واشتغلوا بنا وعلينا، فالخطبة القادمة لهاني السباعي ستكون من مركز معمل الكونسرة للمعلّبات، القاعدة الرئيسية لتصدير الأطعمة الجاهزة للشعوب، أما نحن فما علينا سوى الأكل، لا خيار أمام الضعفاء المظلومين الجائعين إلّا ما تقدّم:

1 – بيع العقول وشراء البرسيم والشعير كغذاء رئيسي للعقول المُصادرة (لن يكون ولن يُذعن له الشعب).

2 – الانبطاح مجدداً لنظام الجريمة الإرهابية من آل الأسد وملالي إيران (لن يكون ولن يقبل به الشعب تحت أي ظرف).

فالمنظّر (هاني السباعي)، صاحب أكبر النظريات التكفيرية للغرب وللشرق، ومن حضن لندن وبرعايتهم وحمايتهم، يفتي وينظّر على الثورة السورية فيأمر بسحق هذا وهدر دم ذاك.

حركة (حزم) مشبوهة وممولة أمريكياً وكرازايات، وكأن السباعي وأمثاله ليسوا هم أحد أدوات تخريب وتدمير أفغانستان ليتم بعدها فرض كرازايها. يحذّر السباعي من الندم إن لم ينسفوا حركة (حزم) من جذورها، قبضت (حزم) من المخطط الأمريكي، إنها كالجبهة الإسلامية وغيرها من الفصائل شرٌّ غربيّ يدير الثورة وهاني السباعي الرجل النزيه يحذّركم، ولو كان لديه الوقت لجاء للجهاد معكم، فهو منشغل بسوق الهال في لندن، ويتقاضى ما يسدّ الرمق، ويجاهد بصوته العذب فقط، وهذا جلّ ما يستطيع فعله هذا العملاق، وبالكاد يستطيع حمل البندقية وظهره منحنٍ من حمل أكياس الجزر والبطاطا والخضراوات والفواكه ليل نهار في سوق الزبلطاني اللندني، في لندن ليس في سواها!

صدّقْ أو لا تصدّقْ، إن السباعي يتحدث عن الجهاد وعمّن ينشر الفتن من قلب لندن الكافرة (حسب فتاويه)، فهو يكفّر لندن ويعيش في أحضانها الدافئة، يتحدث عن الجبهات والثوار ويطالب بالتفكك من حبالها فهم عملاء وخونة وكفرة وفجّار، فتنبّهوا يا معشر المؤمنين وباقي اللحى الطاهرة المُطهرة، فالفتنة كبيرة، ويا سبحان الله فالسباعي كلامه عسلٌ مصفّى لا تشوبه شائبة من فتنة أو سواها!!

هل بقي مُنظّر فتّان لم ينخرط ويتدخل بالثورة أو لم يخرطه النظام الأسدي راعي الإرهاب والإرهابيين قسراً؟ ألا سحقاً لبشار الأسد وعصاباته القذرة... نعم لقد أحرقتم البلد وجعلتموها عرضة لكلّ مجرمي ومفسدي الأرض!

ملاحظة هامة

سوق الزبلطاني اللندني: يقع في لندن، على مدخل مركز المدينة، وأنت قادم من الغوطة الشرقية (تبع لندن) يكون مجمّع 8 آذار على يسارك، وأمامه حدثت أول مجزرة في تاريخ الثورة السورية، في 21 نيسان 2011 ، حيث كان عناصر (هاني السباعي) من أفرع المخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن العسكري وباقي أصناف وصنوف الشبيحة يتمركزون أعلى برج الثامن من آذار، فأمطروا رصاصهم الغزير على أجمل شباب خرجوا بكل سلمية يطالبون بحريتهم وكرامتهم، وارتقى العشرات من الشهداء حينها، والثامن من آذار هي نسبة للخرافة البعثية القائلة بتفجير ثورة عام 1963، كان من رموزها القائد الخالد العتيد إجراماً وفساداً، ومن منجزاتها إنشاء معامل كونسروة ومعلبات من كافة أصناف الأطعمة الجاهزة السّامة للأدمغة والمُسبّبة لإسهال مرعب، والتي تخرّج منها شيخنا المبجل، البلبل الصيّاح (هاني السباعي) قدّس الله سرّه ولا خفي صوته من الوجود.

التعليقات (2)

    التعامل مع الغرب كفر؟

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    فإذا قال تعالى اُحِلَّ لكم طعام أهل الكتاب شو يعني؟؟؟؟؟ فالأكلُ من طعامهم هو دليل على مخالطتهم إذن مخالطتهم حلال إلا إذا كان عَدِيمِي الكرامة والنخوة ـ الأسد ـ و ذوي اللحى يُفضّلون أكل طعام أهل الكتاب بدون مخالطة ـ يعني أكياس غذائية يقدمها الصليب الأحمر للمساكين وأبناء السبيل من أهل البلد يتسلّطون عليها مثل علي بابا وعصاباته

    القطيع يلزمه كبش

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    كبش يقود القطيع للمسلخ يدخل من الباب الأمامي وخلفه القطيع ـ فيخرج لوحده من الباب الآخر ويبقة القطيع في المسلخ أكباش العرب وما أكثرهم يلزمهم خميني ـ الناس في إيران كانت هائجة على تعذيب مخابرات الشاه ـ السافاك ـ بينما إنشغلت صحافة الغرب بتسليط الأضواء على شيخ مستأجر شُقّة في مدينة ليون بفرنسا تعمل معه مقابلات وتُنشر أقواله عالكاسيتات بين القرويين الإيرانيين وهكذا اليوم بالنسبة للسنة الصحافة تبحث عن شيخ ليقود القطيع ولتشويه تطلّع الناس لحرية الفكر والتعبير والإجتماع ـ والسباعي وغيره كبش قيد البناء
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات