كيف سمحت التقاليد المهنية لفرانس برس بتسمية قتلى إيران "شهداء"؟!

كيف سمحت التقاليد المهنية لفرانس برس بتسمية قتلى إيران "شهداء"؟!
استخدمت وكالة فرانس برس يوم أمس الثلاثاء في خبر وزعته على مختلف وسائل الإعلام كلمة "شهيد" كوصف لـ 7 قتلى من المرتزقة الأفغان الذين تستأجرهم إيران في حربها على سوريا.

وبالرغم من أن الوكالة وضعت كلمة "شهيد وشهداء" ضمن قوسين فان استخدام فرانس برس لهذا التعبير غريب ومناقض لسياستها التحريرية، حيث أنها تعتبره، هي وغيرها الكثير من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام، تعبيراً يحمل مضامين دينية وانحيازاً، لذلك تبتعد عادة عن استخدامه.

تقول فرانس برس في خبرها (ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الصلاة ستقام مساء الثلاثاء في مدينة مشهد الشيعية المقدسة شمال شرق إيران، على أرواح سبعة "شهداء" بينهم "قائد لواء الفاطميين" قتلوا في سوريا.)

هل كانت تنقل من المصدر فقط؟!

وهنا يأتي استخدام كلمة "شهيد" كأنه جاء بسبب النقل عن وسائل الاعلام الإيرانية، ولكن الوكالة، وغيرها، لم يستخدموا هذه الكلمة عند نقلهم مثلاً عن وسائل اعلام الثورة السورية، بالرغم من أنها جميعا تستخدم تعبير "الشهيد"، كما أنها وبشكل عام لا تستخدمه في نقل الحدث الفلسطيني، بالرغم من استخدام كافة المؤسسات والهيئات الفلسطينية لهذا المصطلح، فلماذا، لقتلى مرتزقة إيران، يتم منح هذا الحق؟

خبير إعلامي يقول لـ "أورينت نت" إن الهدف دفع الكلمة إلى وجدان القارئ بشكل تدريجي... لأن ورودها في وكالة مثل "فرانس برس" ولو موضوعة بين قوسين، له تأثير أكبر بمئات المرات من قراءتها في وكالة أنباء فارس، أو وسائل الإعلام الإيرانية المؤدلجة والمضجرة، والغارقة في أيديولوجيات لطمية!

لماذا.. مصطلح الشهيد في الإعلام؟!

مصطلح "شهيد" الذي استخدمته فرانس برس في خبرها السايق، بالاضافة لمعظم وسائل الاعلامية التي نقلت عنها الخبر، بما فيها بعض المواقع العربية مثل "رأي اليوم" لصاحبها عبد الباري عطوان، هو مصطلح ديني بالأساس، وأطلق تاريخياً على ضحايا الحروب الدينية، وبالتالي فكلمة الشهيد لها ترجمة بكل اللغات، ولها الكثير من الاحترام والتقدير عند مختلف الشعوب والثقافات.

ويعبر المصطلح في الاعلام عن موقف الوسيلة الإعلامية من الحدث، وبالتالي فاستخدام مصطلح "شهيد" يعني أن الوسيلة الاعلامية تؤيد وترى أنه يستحق هذا اللقب، بينما استخدام مصطلح "قتيل" فيدل على الحيادية بشكل عام، ولكن تبقى صياغة الخبر هي من تحدد موقف الوسيلة الاعلامية.

ويبدو أن فرانس برس تتعامل مع المرتزقة الذين تستأجرهم إيران في حربها على سوريا، سواء كانوا أفغان أم عراقيين أو لبنانيين، كمقاتلين "شيعيين دينيين" يقاتلون دفاعاً عن "مقدسات" وبالتالي فهم شهداء طالما أن معركتهم دينية! بالرغم من أن ذات الوكالة لم تمنح هذا "الشرف" لضحايا أي من الحروب الأخرى.

إن استخدام فرانس برس لمصطلح "الشهيد" يعني أنها تقدم دعماً معنوياً لقطعان المرتزقة الذين يجتاحون سوريا والعراق، وتتجاهل حقيقة أن هؤلاء المرتزقة وإيران، بمدينتها مشهد وسواها التي تصفها فرانس برس بالمقدسة، قد قتلت حتى الآن أكثر من 200000 مواطن سوري تحت حججها الوهمية والخرافية عن أماكن مقدسة وأساطير مهترئة.

المصطلح الاعلامي

يقول الدكتور "فهد بن عبد الرحمن" في كتابه "التربية الاعلامية. كيف نتعامل مع الاعلام؟" عن المصطلح الاعلامي " إن المصطلحات المستخدمة في الخطاب الإعلامي ليست كلمات عشوائية، أو جمل مرصوصة تقال كيفما اتفق، بل هي كلمات مفتاحية، تحمل مضامين عميقة، ومفاهيم محددة، وأفكار مركزية، وهي ذات أهمية كبيرة، ومكانة مؤثرة في صلب الخطاب الإعلامي.

إن قضية المصطلح في الإعلام، تعد من أخطر الجوانب التي يمكن من خلالها بناء المفاهيم أو تغييرها، وكسب المواقف أو تبديلها، كما أنها قد تكون باباً من أبواب الاختراق والتضليل الإعلامي. "

التعليقات (2)

    محب الشام

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    الله أكبر الله أكبر هاقد أوقعنا بهم يا شيخنا العرعور قال تعالى / ولتعرفنهم في لحن القول / ما فعلته هذه الوكالة هو حقيقة الاعداء الصامتين الساكتين عن الحق المظهرين لخلاف ما يبطنون وما يبطنون هو العداء لديننا و أمتنا ووضع اليد في يد أعدائنا المجاهرين بعداوتنا و هم الذين يدندن حولهم شيخنا العرعور بالنقط نقط نقط هم أمريكا و بريطانيا وفرنسا واسرائيل و غيرهم من طواغيت الأرض هم الذين يودون أن يكفر المسلمون كما كفروا و يشقوا كما شقوا لأنهم يعلمون أن مدنيتهم ما هي الا شقاء و كفر مغطى ببريق خداع

    محب الشام

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    ومن قبل هذه الوكالة صرح هولاند أن تكسير داعش للتماثيل الآشورية عمل وحشي لكن قتل نصف مليون سوري ومليوني عراقي و مليون جزائري لا يستحق عند هولاند وأوباما وكاميرون الا الاسد فقد شرعيته و أمثالها وهل من أعطاه وخميني والسيسي وغيرهم الشرعية إلا أنتم و اليهود هذه هي مدنيتهم و حضارتهم و فنهم و مسرحهم و لوحاتهم و احاسيسهم المرهفة فاحذروها يا أورينت نيوز فهي القذارة في باطن القمامة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات