ما تسمونها "كوباني" اسمها عين العرب!
وفي معرض حديثه عن الدور التركي في "تسهيل مرور الإرهابيين" إلى سوريا - على حد زعمه- أعطى مثالاً للصحفي الذي أجرى اللقاء معه عن المعارك الأخيرة في (عين العرب- كوباني) فقال بأن:
"ما تسمونها في وسائل إعلامكم كوباني.. واسمها (عين العرب) استغرق تحريرها أربعة أشهر.. رغم ضربات التحالف.. لماذا…في الواقع فإن مدينة مشابهة بنفس الحجم ونفس طبيعة الأرض استغرق تحريرها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على يد الجيش السوري. لماذا… لأنهم كانوا يتلقون الدعم اللوجستي على الحدود عبر تركيا. كانوا يرسلون لهم كل شيء.. السلاح.. وكل أنواع الدعم.".
ولكن الأسد تناسى -على ما يبدو- أنه وبجوار قصره على بعد عدة كيلومترات فقط تقبع مدينة (داريا) التي باتت تعتبر الثقب الأسود للأسد وقواته منذ عدة أعوام على صمودها دون أن يكون للمقاتلين هناك خط دعم من تركيا مثلاً أو تملك المدينة حدوداً برية مع دولة محاذية لسوريا.. وغيرها الكثير من المدن والبلدات التي أصبحت خارج سيطرته منذ أعوام.
دعمنا الاكراد بالطبع!
ومقابل مزاعم الدعم التركي بحسب ادعاءات بشار الأسد قام الصحفي برد السؤال في الاتجاه الآخر "هل قدمتم الدعم للأكراد" فجاء رد الأسد سريعاً: "بالطبع", وتابع مدعياً أن الدعم بدأ قبل قضية كوباني وقبل تقديم التحالف للدعم، وأنه كان يرسل الأسلحة لهم.
وذهب الأسد إلى اتهام الأكراد بأنهم كاذبون وسينكرون دعمه لهم، فقال:
"بالطبع.. سيقولون إن ذلك لم يحدث لأن الأميركيين قالوا لهم:"قولوا لا.. ونحن سنساعدكم". وأما في حال اعترافهم بتلقي الدعم فإن الأمريكيين سيغضبون منهم, لدينا كل الوثائق حول الأسلحة التي كنا نرسلها لهم.. إضافة إلى الضربات الجوية.. وعمليات القصف وغير ذلك" ولم يعط الأسد تفسيراً واضحاً لما قصده بـ"غير ذلك"!
صورتكم وصورة جيشكم سيئة جداً!
وواجه الأسد من محاور التلفزيون البرتغالي أسئلة شرسة حاول فيها محاوره تشريح بنية نظامه الديكتاتوري... حيث قال له:
"سيادة الرئيس.. دعني أقرأ هذا الاقتباس..”الشعب السوري يتطلع إلى الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. إنهم يتطلعون إلى مزيد من التعددية والديمقراطية”. وزير خارجيتكم قال هذا في مؤتمر جنيف. إلا أن ثمة تصورات مختلفة عن الدولة السورية في الغرب. حتى الآن.. ينظر إليها على أنها وحشية..ودون رحمة وديكتاتورية. والمسألة ليست مسألة صورة وحسب.. فكيف يمكن إذن إقناع الناس؟!
أجاب بشار:
"هذا غير منطقي وغير واقعي.. لأنه كيف يمكن لشخص يقتل شعبه ويقمع شعبه أن يحظى بدعم الشعب نفسه… كيف ذلك… أخبرني عن هذا التناقض. انظر إلى الأمر من الخارج. هل هو مقبول… هل تستطيع فهمه… الأمر غير مفهوم".
تابع الصحفي محاججته: "لكن.. سيادة الرئيس.. الواقع.. إذا سمحت لي بالعودة إلى الوراء ومحاولة" ….
قاطعه بشار: "قبل الأزمة…"
الصحفي يتابع محاولا إكمال فكرته:
" أحاول أن أقول إنكم بدأتم قبل أربع سنوات بمظاهرات سلمية جرى قمعها.. ثم حملت حكومتكم المسؤولية عن العديد من المزاعم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال القمع.. بعضها مستقى من صفوفكم. هناك تقرير المدعو “قيصر” الذي انشق عن الجيش.. ويحوي صورا لمذابح وتعذيب للمعارضة. هناك مزاعم بأنكم استعملتم الأسلحة الكيميائية. وهناك مزاعم بأنكم تستعملون البراميل المتفجرة حتى الآن. كما إن تقارير المنظمات التي ترصد حقوق الإنسان في سورية ليست إيجابية بالنسبة لكم.. أو لحكومتكم أو للجيش السوري".
الأسد يرد بمزيد من الإنكار:
"أنت تتحدث عن حملة دعائية هائلة لاتزال مستمرة منذ أربع سنوات. لا نستطيع الرد على كل ما جاء فيها في مقابلة واحدة.. لكني سأقول إن المظاهرات لم تكن سلمية قط.. لأننا في الأسبوع الأول فقدنا العديد من رجال الشرطة. كيف حدث ذلك… كيف يمكن لمظاهرة سلمية أن تقتل رجل شرطة… لم تكن سلمية.. وهكذا من حينها بدأ الكذب. كانت تلك بداية الحملة الدعائية".
الصحفي متعجباً: "كل تلك كانت أكاذيب طوال الوقت… أربع سنوات من الأكاذيب.. سيادة الرئيس…؟!!"
بشار لا يفهم أن سؤال الصحفي يحمل صيغة استنكارية... ويرد وكأن الصحفي يُصدّق إنكاره: "تماما.. هذا ما حدث"!
التعليقات (28)