مفاجأة استطلاع أورينت نت الأسبوعي: الجوع ولا الركوع!

أجرى موقع أورينت نت استطلاعاً لرأي قرائه حول أوضاع المناطق المحاصرة من قبل نظام الأسد, ومدى القبول بدخول إعلام النظام إلى تلك المناطق للتصوير مقابل دخول مساعدات غذائية وطبية للمحاصرين, وجاء سؤال الاستطلاع على الشكل التالي: "هل أنت مع دخول إعلام النظام إلى المناطق المحاصرة مقابل إدخال مواد غذائية؟

كان سؤال استطلاعنا الأسبوعي يحاول معرفة رأي الناس في تقديم أي تنازلات - ولو إعلامية للأسد- مقابل فك الحصار جزئياً عن المناطق الثائرة... وكانت المفاجأة أن 35.4% من المشاركين فقط، قالوا أنهم مع دخول الإعلام, أما (64.6%) فهم ضد فكرة إقامة هدن مع نظام الأسد.. حتى لو اتخذت هذه الهدن شكل لقاءات أمام كاميرات وسائل إعلام النظام.

لن يؤثر دخول التلفزيون!

أورينت نت استطلعت آراء ناشطين من الداخل بالدرجة الأولى، لمعرفة مدى دقة نتائج هذا الاستطلاع الذي يعتمد عينة عشوائية بالطبع، كما كل الاستطلاعات المماثلة.. ويعني شريحة المحاصرين في الداخل السوري.

(ثائر الخالدية) ناشط عايش آثار الحصار في مدينة حمص القديمة، وعانى ما عاناه مع ثوار حمص تحت الحصار من جوع ومرض, لم يبدِ - في حديثه لأورينت نت- أي ممانعة لدخول قنوات إعلام النظام إلى حي (الوعر) المحاصر، مقابل دخول مساعدات غذائية وطبية معتبراً أن المدنيين سيكونوا المستفيدين من تلك الخطوة, وأنه مع أي حل يرضى ببقاء المعارضة داخل الحي حفاظاً على أرواح الناس المهجرين من باقي الأحياء.

ويقول (ثائر) مدير مكتب الخالدية الإعلامي سابقاً, أن الوضع في حمص القديمة كان أسوأ من السيئ على حد تعبيره "آخر فترة كنا نأكل العشب وآخرون أكلوا القطط وطول فترة الحصار التي استمرت لـ700 يوم لم يأبه لوضعنا أحد, حيث كنا نطالبهم بإدخال المواد الإغاثية فقط.. لقد مات شباب وأطفال جرحى من الجوع وسوء التغذية, وخرجنا من حمص لعدم توفر مقومات الصمود". ومن هذا الوضع الذي عايشه ثائر, فهو لا يلوم أهالي حي الوعر ولجان المفاوضات على أي شيء يتفقوا فيه مع النظام على الرغم أنه هو القاتل والمحاصر, وفي الوقت الحالي "لا يوجد أي حل لحي الوعر سوى التفاوض مع النظام, والعناد ليس لصالحنا أبداً.. بقاء حي الوعر تحت سيطرة المعارضة هو الضامن الوحيد لأرواح المهجرين من أحياء حمص".

أما عن دخول تلفزيون النظام للحي مقابل إدخال المساعدات فيقول بأنه لن يؤثر بشيء والمستفيد الأكبر هم المدنيون الموجودون داخل الحي من هذه المساعدات "ولكن في المقابل فإن النظام سيستفيد أيضاً من حدوث مثل هذا الاتفاق لأنه سيروج لفكرة (الحوار السوري) الذي يسعى إليها النظام". وختم تصريحه بالقول أنه مع أي حل يساعد على بقاء المعارضة داخل الحي حتى لو اضطر الأمر إلى تطبيق سيناريو (ببيلا) مع النظام مقابل بقاء المدنيين وفصائل المعارضة داخل الحي.

يُذكر أن سيناريو بلدة (ببيلا) كان إقامة هدنة بين فصائل الثوار ونظام الأسد وإقامة حواجز مشتركة من الطرفين على مداخل البلدة.

لا لدخول إعلام النظام!

من جانبه, تحدث لأورينت نت (أبو نصار الدمشقي) ناشط محاصر في حي التضامن بجنوب العاصمة دمشق, وأكد بشكل قاطع رفضه لدخول إعلام النظام إلى أي منطقة محاصرة أو حتى تلك التي عقدت اتفاق هدنة مع النظام, قائلاً أن هذا هو رأيه ورأي أهل التضامن جميعهم. لكنه مع حصول اتفاقات هدنة في حال رغبة أهالي المنطقة بذلك كما حصل في (بيت سحم) قبل يومين, معتبراً أنهم يريدون العودة لـ"حضن الوطن".

أما في حي التضامن الذي يقيم فيه (أبو نصار) فإنهم رافضون للهدنة بشكل قاطع, أو أن تكون "هدنة مشرفة" على حد تعبيره, كما حصل في حي (برزة) بدمشق "يجب أن ندخل بهدنة عسكرية بالشروط التي نريدها وليس الشروط التي يريدها النظام", وفرّق الشامي بين طلب النظام للهدنة وفي هذه الحالة فالحق مفتوج بالقبول أو الرفض لكل مواطن ولكن يكون في موضع القوة, أنا إن كان المدنيون هم من يطلبون الهدنة مع النظام فإنهم عندئذ سيقبلون بكل البنود التي يفرضها النظام عليهم.

وأسرّ أبو نصار أن موضوع الهدنة مطروح بحي التضامن لكن من قبل المدنيين غير المستفيدين, وأن العسكريين رافضون لها, وقال "لو كنت بمكان الثوار العسكريين في المناطق المحاصرة للغيت اتفاقات الهدنة, لأن إعلام النظام دخل من دون أحد كما ادعى عاقدو الهدنة, وفي المرة الثانية لم نعد نصدق تلك الألاعيب المكشوفة للعلن".