سيلفي "طفلة القمامة" في (جدّة) ينافس سقطة كارتر

سيلفي "طفلة القمامة" في (جدّة) ينافس سقطة كارتر
»مصائب قوم عند قومٍ فوائدُ«، و»رُبَّ ضارة نافعة«، ربما يجسد هذان المثلان حالة السيلفي لطفلة القمامة وما لحقها من تبعات عادت بالإيجاب على الطفلة من الناحية المادية فقط، تلك التي التقطها »فيصل حافظ« لطفلة تبحث عن لقمة عيش وسط قمامة كبيرة في أحد أحياء جدة، والتي حركت ثلاثة عناصر في الشارع السعودي، أولها أنها تمس شعار نادي الاتحاد العريق، والثاني ابتسامة المصور دون التأثر بحالة الطفلة، والثالث غضب الطفلة من التصوير وعبوس وجهها تجاه تصرف الشاب اللامسؤول.

الجمهور المغرد لم ينقسم قسمين تجاه ما حدث، بل اتفق الشارع الرياضي بأن المقصود إهانة شعار النادي أولا وأخيرا، ولم تكن مشاعر الطفلة حاضرة بقوة في ردود الأفعال، لأن الصورة جاءت بعد هزيمة الاتحاد من النصر، وفي المقابل التفت مهتمون إلى إهانة مشاعر الطفلة والذوق العام، فالطفلة لا ذنب لها سوى أنها فضلت الاعتماد على نفسها من خلال البحث عن لقمة عيش شريفة تقيها السؤال ولو كانت بين أكوام النفايات، وشتان ما بينها وبين حالة الشاب فيصل حافظ الذي فضل التقاط صورة بدافع التسلية بدلا عن مساعدة الفتاة، في مشهد يشرح طريقة التجرد من معاني الإنسانية بكل عفوية.

الصورة أعادت إلى الأذهان لقطة المصور العالمي الشهير «كيفن كارتر»، الذي التقطها لنسر ينتظر موت طفل لكي يأكله، في جنوب السودان 1993، والتي فازت بجائزة كبيرة، ولكن كارتر، تلقى كثيرا من الانتقادات، والتوبيخ، إذ كان بإمكانه إنقاذ الطفل بدلا من انتظار لحظة موته لالتقاط صورة له، كذلك الحال مع «سلفي القمامة»، ولكنها صورة درت أموالا كثيرة على الطفلة، وكأن لسان حالها يقول «ليت هذا السيلفي انتشر منذ زمن».

مستشار مكتب اليونيسيف في دول الخليج سابقا، والمشرف التربوي في وزارة التعليم حاليا الدكتور عبدالرحمن الصبيحي، أوضح في اتصال لـ»مكة»، أنه مع اعتذار المصور لما بدر منه، وما تقاطر على الطفلة من أموال، فإن ذلك لن يعوضها ما شعرت به من جرح لها، وإعادة الثقة لنفسيتها من جديد، لأن مثل هذه القضايا تبقى في نفسية الطفل بالمستقبل، وفضل الدكتور عبدالرحمن أن يكون هناك نوع من التوجيه والإرشاد النفسي للطفلة، وهذا يفيدها أكثر من المال في امتصاص الصدمة، مبينا أن الإساءة في مثل هذه الأمور تخرج لنا أطفالا مكتئبين ومنعزلين عن المجتمع بسبب الصدمة، أو يكونون معادين ومجرمين في مجتمعهم، ولكن مع الأسف عندما نناقش مثل هذه القضايا وانعكاساتها، يعدّنا بعضهم أننا نبالغ في ذلك، متمنيا أن تكون هناك جلسة لمختصين نفسيين مع الطفلة، حتى لا تتأثر بما حدث مستقبلا.

* المصدر: صحيفة مكة 8/4/2015

التعليقات (1)

    مجهول 77

    ·منذ 9 سنوات أسبوعين
    بصراحة قمة الدنائة والوقاحة من هذا التصرف
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات