وأضاف: «أن قيادات النظام كانت قد أمرت بوضع عشرات من الجنود في الصفوف الخلفية، لتغطية انسحاب القوات العسكرية التابعة لها إبان تقدم مسلحي المعارضة وسيطرتها على مدينة إدلب، وبدأت بذلك قوات النظام بالانسحاب من المدينة باتجاه معسكر وبلدة المسطومة جنوباً، وبالتالي تركت هذه القيادات جنودها الذين كانوا يحاولون تغطية انسحاب القوات العسكرية مع العتاد المتوسط والثقيل، ليبقوا لقمة سائغة بيد تشكيلات المعارضة المسلحة حيث أخفوا أنفسهم عن أعين الثوار داخل المدينة».
وتحدث المصدر عن إجراءات أمنية يجريها عناصر جيش الفتح على أطراف المدينة حيث يمنعون الدخول أو الخروج منها إلا بعد تفتيش دقيق على البطاقات الشخصية، وتدقيق أسماء الداخلين أو الخارجين بناء على قوائم موجودة لدى عناصر وقيادات جيش الفتح، كتب فيها جميع أسماء العسكريين التابعين لقوات النظام، والمطلوبين لكتائب المعارضة، ممن لا يزالون إلى الآن متخفين داخل المدينة.
وتابع المصدر العسكري: «تمكن عناصر جيش الفتح خلال الأيام الماضية، في عمليات التمشيط والبحث عن العساكر والشبيحة المتواجدين في إدلب، من إلقاء القبض على أكثر من مئتي عنصر تركهم النظام بعد انسحابه، حيث كانوا يختبئون داخل خزانات المياه، وقنوات الصرف الصحي والحمامات العامة والخاصة، وداخل الفراش أو حقائب السفر وعلى أشجار الحدائق العامة، وبين العشب والحنطة، بالإضافة إلى المقابر والقبور المجهزة».
من جهة ثانية أفقد سقوط إدلب قوات النظام هيبتها أمام مؤيديها، مما دفعها مع مطلع شهر نيسان/ أبريل الجاري، إلى فرض حملة تجنيد إجبارية طالت العشرات من شباب المدن السورية، وكان النصيب الأكبر لشبان مدينة حماة، في إطار ما أطلق عليه النظام اسم «معركة استعادة إدلب». وقام رجال المخابرات والشرطة العسكرية بناء على ذلك بشن حملات اعتقال في مدينة حماة على وجه الخصوص، بحق كل من هو قادر على حمل السلاح، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و40 عاماً، ولم يعف من يملك أوراقا رسمية بتأجيل الخدمة العسكرية، فضلاً عن تبليغ أعداد كبيرة من الشبان للالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وحشد الموالين بعد تطويعهم في ميليشيا «اللجان الشعبية» عبر مكاتب جهزت لهذا الغرض، ليتم زجهم للقتال تحت قيادة العقيد سهيل الحسن بهدف استرجاع مدينة إدلب.
التعليقات (7)