سوري يروي تفاصيل رحلة اللجوء بحراً: العذاب الذي لا يُنسى!

سوري يروي تفاصيل رحلة اللجوء بحراً: العذاب الذي لا يُنسى!
كتب (خلدون) وهو شاب في السابعة والعشرين من العمر، هذا الملف الذي يروي فيه وقائع رحلته في اللجوء بحراً إلى أوربا على متن قوارب الموت.. ليقدم لنا – ربما لأول مرة – مادة تسجيلية شديدة الثراء. كاتبها ليس محترفاً، ولا يشتغل بمهنة الكتابة، لكنه استطاع أن يعبر بعفوية وذكاء عن مشاعره، وأجواء رحلته، وما مر معه خلال رحلة استغرقت 20 يوماً، لكنه ملأت ذاكرته بتفاصيل لا تنسى، وغيّرت مجرى حياته إلى الأبد.

عملت إدارة التحرير في أورينت نت، على تنقيح الملف وتشذيبه وصياغة بعض أفكاره، لكنها لم تمارس دوراً رقابياً، كونه يمثله رؤية شاب أراد أن يعبّر بصدق، وأن يسرد ويوثق بلا تكّلف.. شاب لا علاقة له بفنون الكتابة وصنعتها، لكنه نجح بوحي من عمق تفاعله مع مجريات الرحلة في تقديم دراما إنسانية بالغة الأثر، لا يملك القارئ إلا أن يقرأها بدهشة وإعحاب وحب.

(أورينت نت)

منذ اندلاع الثورة في سوريا أصبح السوريون في مواجهة أخطار من كل نوع، بدءاً من تحصيل لقمة العيش اليومية، وذهاب الأولاد إلى مدارسهم، وانتهاء بالبقاء على قيد الحياة.

الشباب السوري الذي كان جل تفكيره ينحصر في بناء المستقبل والعمل والتعليم والتأسيس لحياته الأسرية، والذين كان أغلبهم يضطرون للسفر الى خارج سوريا علهم يحظون بفرصة عمل مناسبة تأمن لهم بعض تطلعات ذاك المستقبل المنشود، أصبح يتطلع للسفر للهروب من طبول الحرب والموت التي قرعها نظام الأسد ضدهم، منذ المظاهرات السلمية الأولى!

في البداية وجد في دول الجوار مكاناً آمناً ومؤقتاً على أمل انتصار الثورة وسقوط النظام الذي كان سبباً في تهجير ملايين السوريين، لكن طول سنوات الانتظار وقلة فرص العمل وعدم الاستقرار في دول الجوار، جعلته يفكر في خوض تجربة يمكن أن تودي به إلى الهلاك، ألا وهي بلاد ما وراء البحار!

تلك تجربة شخصية خضتها أواخر سنة 2014 عندما كنتُ أقيم في مدينة اسطنبول، بعد أن تنقلتُ بين دبي والقاهرة فتركيا حيث خططتُ للسفر واللجوء إلى إحدى الدول الاوربية.. علني أحظى بفرصة حياة أفضل!

• كيف اهتديتُ إلى المهربين؟!

في البداية المال والطريقة كانا هما العائق الأكبر.. وبعد أن تدبرتُ أمر الأول رحت أبحث عن حل العائق الثاني.

وقد أصبح من البديهي لدى السوريين شيوع طرق التهريب والمهربين وكافة المعلومات اللازمة عن موضوع السفر، حتى وصلت الى صفحات الفيس بوك و علناً وعلى مرأى من الجميع.. حيث يمكن أن تعرف كل شيئ عن الوجهة التي تريد، وكيفية السفر، والمُهرّب والسعر!

بعد البحث والمتابعة عن أفضل مهرّب، وأرخص تكلفة، توصلتُ إلى مهرّب يدعى (أبو ناصر) الذي عُرف بالسمعة الحسنة، وبأن ملفه يخلو من أي عملية نصب.

اتصلتُ بأبي ناصر لأول مرة وسألته عن جدول رحلاته، وما هي الخدمات الي يقدمها للعبور إلى إيطاليا... وتبيّن لي بأن لديه رحلة بعد أسبوع.. وفي ذات الوقت دعوتُ رفاقي للاتصال به، كي يسألوه نفس الأسئلة للتأكد من صحة معلوماته، فالكاذب أو النصاب غالباً ما يبدل كلامه ومعلوماته دون أن يدري!

وفعلاً لاتبديل في كل ما قال.. فالسفر سيكون على متن باخرة شحن قديمة و خارجة عن الخدمة من (مرسين) التركية، إلى إحدى شواطئ إيطاليا، التي تعد من أهم بوابات أوروبا للتهريب هي واليونان.

المبلغ في جيب والسكين في جيب آخر!

وقبل يومين من موعد إقلاع الباخرة، اتصلتُ بأبي ناصر، حتى نأمن المبلغ بمكتب تأمين بحيث يطمئنُ الطرفان أن لا احد سوف يأكل حق الآخر.

قال لي أبو ناصر: "هناك مكتب الرشيد اذهب وعند وصولك إليه اتصل بي" فعلت ما قاله لي، وعند وصولي اتصلت به وقلتُ له: "أنا مقابل المكتب" فقال لي إنه سوف يرسل شخصين من طرفه كي أودع المبلغ أمامهم، وبعدها يتم الأمر ويحجز لي مكاناً في الباخرة.

دقائق ووصل شخصان وجهيهما يدلان على الإجرام: أشكال مخيفة، وأجساد ضخمة، ونظرات تجمع بين الصرامة والتجهم، بحيث لا يسعك أن تفكر أن تصارع أحدهما، لأي سبب لأنك ستكون الخاسر!

تجربة الغربة والعيش لوحدي علمتني الحيطة والحذر... كنتُ أضع المال في جيبي اليمين، والسكين في جيبي الآخر... فقد احتاجها للدفاع على الأقل.

صعدنا إلى المكتب كان الشخص الاول أمامي والثاني خلفي. وكنتُ خائفا من أية حركة غير محسوبة... لكن لم يحصل شيئاً‘ فقد دخلنا إلى المكتب بكل هدوء، وقلت للموظف بصوت يخفي خشيته ومخاوفه: "أريد تأمين مبلغ 6000 دولار باسمي لحساب أبي ناصر"

هز رأسه موافقاً، وعد المال ثم أعطاني ورقة صفراء تحوي شيفرة، وهي عبارة عن اسمك ورقم رباعي وكان رقمي ( 9752 ) وبعدها عدت الى البيت لارتب كل شيء!

ماذا حملتُ في حقيبتي؟!

وضّبتُ أقل شيء أستطيع حمله، أو يمكن أن يلزمني، كالمضادات الحيوية والتمر والماء وضوء اللايزر، والسكين، وسترة النجاة.

اتصلتُ بصديقي ليحجز لي بأقرب طائرة الى (أضنه) وهي أقرب منطقة إلى (مرسين). وفعلا أتى اليوم التالي وذهبت ألى المطار، وانتظرت حتى موعد الرحلة... كنت في مطار اسطنبول مشغولا بالتفكير خحول ما الذي سيحصل في رحلة البحر البحر الطويلة، وما هي المفاجآت التي تنتظرني؟! وهل سأكون طعاماً لأسماك البحر الأبيض المتوسط، كما كان الآلاف من السوريين الذين غرقوا، أم سأكون محظوظً ويتمكنون من انتشال "جثتي" على الأقل؟!!

سافرت ووصلت في الليل.. وكان أبو ناصر ينتظر قدومي ليرسل شخصاً من طرفه لاستقبالي واصطحابي الى فندق معروف في (مرسين) ويدعى (سوني). اتصلت به وقلت له أني في (اضنه) الآن... فقال لا يوجد شخص يستطيع القدوم إليك في هذا الوقت، فابقَ في أي فندق وغدا ابعث احدا يأخذك الى الفندق. حجزت في فندق (السلطان) لليلة ولم أنم يومها من كثرة التفكير!

وأخيرا طلع الصباح، اتصلت بأبي ناصر، ليبعث أحد من رجاله، وفعلا أتى شخص وصفه لي مسبقا فعرفته على نفسي وقام بأخدي إلى فندق (سوني)

فندق سوني!

كان كل المتواجدين في الفندق يريدون السفر ولكن كل وله مهربه ووجهته و زمانه.

طبعا الفضول جعلني اسأل كل الأشخاص عن كل شيء، وتبين لي أنه ثمة اناس لهم شهور يوعدون بالسفر ولم يسافروا بعد!

انتابني إحساس عارم بالخيبة... قصدتُ غرفتي في الفندق لأستريح فيها قليلاً، وإذ بشخص يطرق الباب ثم يسألني عن اسمي ويقول هيئ نفسك للذهاب فاليوم الرحلة!

لم أكن اصدق ذلك وخصوصا عند سماعي قصص الناس المختلفة ولكن قلت عسى ولعله خير

وفعلا في الساعة الرابعة عصرا نادوا علينا ونزلنا. كان تعدادنا ما يقارب الـ 150 شخصاً وكان ينتظرنا ثلاثة باصات . ركبنا وانتظرنا ساعة حتى تحقق من الاسماء وانطلقنا!

أغلب الناس الذين صعدت معهم الباص، كانوا يقولون إننا سنرجع مثل كل مرة.

ليلاً بين الغابات!

أمضينا حوالي الساعتين في الطريق، وتوقفنا وخبؤونا في كراج كبير. كان السائق وهو تركي الجنسية، يتصل بأناس لا نعرف من هم، وأغلب كلامه يدور عن خلو الطريق، وأن الوضع في أمان.

انتظرنا ما يقارب الساعتين حتى يأتيه اتصال ليقول له: "الطريق سالك.. امضِ" وفعلا مشينا حوالي الثلاث ساعات.. وقبل دخولنا منطقة تشبه مناطق الغابات، توقفنا وعاود السائق الاتصال للتأكد من خلو الطريق من أي عناصر شرطة. لم نقف طويلا ليأتيه التأكيد هذه المرة، ودخلنا منطقة الغابات حتى المساء وحلول الظلام. كنا خائفين مع أن عددنا كان كبيراً ولكن ظلام المنطقة ووعورة أرضها، والطريق غير المُمهدة، يجعلك تشعر بالخوف مع كل خطوة، وخصوصا في الوديان. فخطأ واحد كفيل بأن يقتلنا جمعياً!

لم أدرك أنهم يأخذوننا إلى منطقة (عياش) وهي منطقة مطلة على البحر، وفيها عدة شواطئ صغيرة. عند اقترابنا توقفوا وأنزلونا لنكمل المسير. سرنا ما يقارب الساعتين، وكان الهم الشاغل للسائقين أن نطفئ هواتفنا، وألا احد يدخن أحد، أو يصدر صوت مرتفع... ظللنا نسير حتى أمرونا فجأة بالمكوث في أرض منخفضة وعرة مليئة بالصخور! قالوا لنا أن أحد وشى بنا، وعلينا الانتظار مجدداً!

وشاية المهربين ببعضهم بعضا!!

كثير من الناس الذين تعرفت عليهم لاحقا، تحولوا إلى طعم. كان المهربون يَشون ببعضهم بعضهم، حتى يمرروا مصالحهم، ويثبتوا أنهم ملوك سوق التهريب، وأن الأمان معهم لا مع احد آخر.. وكله كان على حسابنا لا على حساب أحد!

مضت فترة طويلة قبل أن يأتي رجل يتبع للمهرّب، ليطلب منا أن نعود للمسير باتجاه الشاطئ وبرتل منتظم، لأنه من السهل أن تضيع... وحتماً لا أحد سيأبه لك، وخصوصا أنك لا تستطيع أن ترى أمامك سوى لمترين لا أكثر!

اقتربنا من الشاطئ وخبؤونا بين الأشجارمرة أخرى حتى سمعنا صوت يخت صيد قادم!

في يخت صيد!

قالوا لنا الاولى للنساء والأطفال، وأنتم في اليخت الثاني. كان بين اليخت والرمل جسر صغير من خشب قديم مهترئ اوصونا أن نمر بهدوء حتى لا يقع أحد.

صعدت أنا في اليخت الثاني وكان عددنا حوالي 75 شخص على يخت صيد طوله ستت امتار ومضينا أول ساعة بسلام.

كنت في المقدمة وكانت الأمطار قد بدأت تنهمر علينا. كان يوجد قبطان تركي وشخص من طاقم الباخرة عرفناه لاحقا، ارتفع الموج فينا وصرنا نتخبط بالقارب ونكاد نطير. كنا ندرك انه إذا وقع أحد لن نسمع صوته، وحتى لن يتوقفوا لأجله.. كنا نحبس أنفاسنا خوفاً، ممسكين ببعضنا، نقاوم قدراً نركب إليه البحار خلسة، ونخلف وراءنا وطناً عشنا فيه.

الباخرة التي ستقلنا كنا نعرف وجودها من ضوئها المسلط كمنارة لنا، وبقينا نبحر باتجاه ذلك الضوء حتى الصباح.. حتى وصلنا إليها.

الصعود إلى الباخرة!

كانوا ينتظرونا وقد أعدوا لنا ُسلماً من حِبال ومنصة صغيرة. النساء والاطفال لهم الحبال والباقي المنصة. ليس لك إلا أن ترفع يدك حتى يرفعك أحد، وكان جل كلامهم الكفر والشتائم البذيئة. عند صعودي بدأت المعاناة الحقيقية. أنزلونا في عنبر السفينة أي داخلها، لم يعدوا شيئاً لهولاء الناس. مصعد من حديد يصلك إلى قاعها. كان المظهر مفجعا ولم نتوقع هذا. الكلاب لا تستطيع العيش فيه. فقط كان بعد قطع القماش ممدودة على أرضيتها الواسعة وكلها ماء، البرد قارس، ملابسنا كلها ماء، رائحة المطر تختلط بزنخة ماء البحر.. ومن هنا فقدنا الشعور بأي شيء!

كنت متعبا كثيرا من مشاق الرحلة فأستلقيت على اول قطعة قماش رأيتها ,الماء يملئ كل شيئ الارضية وثيابي نمت من التعب. لم ندرك أننا فقط أول دفعة بشر. كانوا يمنعون أي شخص من الخروج حتى لا يرانا أحد. بقيت لليوم التالي، وكنا نسأل فيما بيننا متى الرحيل؟ أما طاقم الرحلة فقد كان يقول لنا يوجد دفعة ثانية ستأتي اليوم.. وعليكم انتظارها.

دفعة ثانية في حال يرثى لها!

فعلا وصلت الدفعة الثانية لكن كانت حالهم أسوء منا بكثير. كان من بينهم من أغمي عليه، ومنهم من كاد أن يغرق، لأنهم أرسلوهم في (بلم) صغير وهو معد لأربعة غواصين وليس لـ 75 شخصاً ومعهم خبز وطعام!

أجبروهم على رمي أي شيء يحملونه.. أشياؤهم.. ثيابهم .. الطعام.. وكان عليهم التنفيذ شاؤوا أم أبوا. استقبلناهم بشفقة على حالهم. لم يكن لهم مكان للنوم سوى على ارضية العنبر الحديدية. وبوحي من حزننا عليهم، قمنا حوالي ال20 شخص لننشف الماء من أرضيتها، ونمد لهم شيئاً يؤويهم. كنا يد واحدة ولأول مرة. كنت في الطليعة في ذلك وكان معنا رجل من ادلب من جبل الزاوية يدعى (أبو علي) كنا نسمع له ونحترمه كان حكيما وكنا الجميع يحبونه!

طوابير الماء الطويلة!

ظلت الباخرة أربعة ايام على حدود المياه الإقليمية، حتى اكتمل العدد وأصبحنا 750 شخص تقريبا. كان قانون البقاء يجبرك أن تنسى الوقت وتنسى أأنت في الصباح أم المساء. كنت من بعض من كلفوه بمهمة توزيع الطعام. فرحت أركز على الاطفال والعائلات التي لم تكن تطيق الانتظار في معسكر الجوع... كانوا يوزعون علينا جبنة المثلثات وعلب الطون والخبز. الماء كنا ننتظره طويلا حتى يشغلوا لنا مضخة تحلية الماء. كنا نقف طوابير طويلة، لكن كوني كنت أوزع طعام، فقد كان باستطاعتي أن أكسر الدور وأعبئ الماء وأعطيه للأطفال. كانت صورة وجوههم تتعبني وقد شحت ابتساماتهم العذبة في رحلة التشرد المر التي ستطبع طفولتهم بالتأكيد.

للأسف كان الجشع يسيطر على بعض الناس الذين يريدون كل شيء.. والمصيبة الكبرى انه لا يوجد سوا حمام واحد لأكثر من (700) شخص كانت مأساة حقيقة. أن لا تأكل شيئاً أفضل لك من التفكير بالذهاب إلى الحمام. لكن ثمة أشخاص رهيبون... فقد استطاعوا المكوث عشرة أيام على متن الباخرة، لم يدخلوا الحمام سوى مرتين او ثلاثة فقط لم اصدق ذلك. بالنسبة لي فضلت ألا آكل شيئاً يذكر.. فقط قليل ما الماء والتمر وكثير من النوم. السجائر كانت لها الأولوية عند البعض... لا بل كانت الاولوية الاولى في كل شيء!

الدعاء في وجه العواصف!

في إبحارنا الطويل وبعد مرور ستة ايام اقتربنا من اليونان. كانت فرحة مغادرتنا المياه التركية ودخولنا اليونان كبيرة، بقينا نبحر على أمل وأخذت منا يومين كاملين للوصول إلى نهاية اليونان، كنا لا نأبه لشيئ في سبيل وصولنا

عند اقترابنا من عمق اليونان هبت عاصفة بحرية قوية ما اضطر قبطان السفية أن يلجأ إلى أي جزيرة قريبة منا لتنتهي العاصفة. يومها كان الموج عاليا، وكنا ندعو ربنا أن ننجو منها.. فلم يكن يملك هؤلاء السوريين الذين تقطعت بهم السبل، ووقف العالم يتفرج على موتهم اليومي أربع سنوات كاملة، سوى الدعاء وبعض الرجاء من الله.

قوة ضربات الموج كان كفيلة بأن تلقيك في حضن شخصآخر.. أو تلقيه في حضنك وأنت لا تستطيع فعل شيء.. الأصوات كانت عالية، والخوف كاد يقتلنا، وللحظات أدركنا أننا سنموت مثلنا مثل كثير من السوريين، بل رأينا الموت في عيوننا!

انسحب القبطان إلى تلك الجزيرة وهي آخر جزيرة تتبع لاراضي ليونان. بقينا فيها ليوم وليلة حتى هدأت الأمواج.. وبعد أن تأكد القبطان من هدوء العاصفة مضينا مجدداً...

الرجل الذي فجّر خوفه كقنبلة!

لكن بعد ساعات حدثت مفاجأة لم تكن بالحسبان... فقد كان خوف شخص عراقي الجنسية كبيراً، وخصوصا أن لديه طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات، ما أدى به إلى التفكير بخطة عله ينقذ نفسه وطفلته. اتصل بخفر سواحل اليوانانيين وأخبرهم أنه يوجد سلاح مهرّب، وعصبة أناس يحملون السلاح واليوم قتلوا طفلا!

طبعا جن جنون اليونانيين مما أدى إلى إرسال طائرتين مروحيتين (هولوكبتر) للتأكد. وأجبرونا على الرسو عندهم، لكن كنا قد قطعنا المياه الاقليمية اليونانية ودخلنا في مياه إيطاليا مما يمنع دخول الطائرات إلينا. طبعا القبطان كان ذكيا فأمر بتغيير علم الباخرة إلى علم لم نعرف لأي دولة حيث كان يرفع علم إسبانيا في البداية، لكن اليونانيين لم يكتفوا بذلك فقامو بأبلاغ الإيطاليين.. ولم تنقض ساعة إلا وكان جيش من البواخر يطوقنا

فرقاطتان عسكريتان ويخت تابع لخفر السواحل، أحاطوا بالباخرة من الخلف يميناً و يساراً وأجبرونا على الإبحار كيفما شاءوا... وبعد ساعة أو أكثر أتت طائرتا (هولوكبتر) الأولى عسكرية سوداء، والثانية تابعة لخفر السواحل، الأولى ظلت تحوم فوقنا وتذهب وتعود، ولم ندرك انها كانت تريد اسكتشاف أية اسلحة, كنا كمن يحضر فلماً من أفلام المافيا، لاننا لم نصدق كل ما يحصل لنا وكل هذا الكم من الناس الذين باتوا يحاوطونا من كل الجهات!

إنزال عسكري في الباخرة!

الهولوكبتر التابعة للخفر قامت أخيرا بالإنزال على متن الباخرة. نزل شخصان كانا مسحلين، وللوهلة الاولى بدو خائفين منا، لأنهم لم يعرفوا من نحن.. لكن نحن كنا فرحين بهم، فقمنا بالتصفيق والتصفير لهم والتكبير وكان مستغربا منا تصرفنا بذلك.. قفد قاموا بأخد السفينة التي هرب القبطان من مقر قيادتها إلى الأسفل عند حدوث المصيبة!

المروحية رجعت مرة ثانية لتنُزل اثنين آخرين يحملان أجهزة غريبة ويلبسون ألبسة تبدو أنها ضد الرصاص والمفجرات او ما شابه ذلك. بقينا نطوف حول الرصيف البحري ما يقارب الست ساعات وذلك للتفتيش والتدقيق. وعندما لم يروا أي أسلحة أو عصابة، وفقدوا الأمل قالوا إنهم سوف يرسون بنا على ميناء عسكري تابع للجيش الإيطالي.

خفنا كثيرا من ذلك كون للإيطالين صيت سيء بأن يضربوا السوريين لغجبارهم على أن يبصموا في بلدهم، ويريحوا باقي بلدان الاتحاد الأوربي من قبولهم كلاجئين... فما بالك ان تدخل الى ميناءٍ عسكرياً، وانت على متن سفينة قيل أن أسلحة وعصابة على متنها!

الشرطة والإسعاف والصليب والأحمر والصحافة بانتظارنا!

وصلنا الميناء العسكري وكان بانتظارنا الصليب الأحمر، والجيش والشرطة والاسعاف، ورجال الأطفاء وحتى الصحافة و التلفزيون.

شخصيا اطمأنيت لوجود الصحافة والتلفزيون، قلت في نفسي: "لن نضرب أمامهم حكما"

كان تاريخ تلك الليلة 1-1-2015 عيد رأس السنة حوالي الساعة الثامنة مساءً، أنزلوا الاطفال والحوامل أولاً ومن ثم النساء، ونحن في آخر المطاف. كانو يهتمون بنا كثيرا

بعد إتمام نزول الجميع أخدونا في باصات الى مدارس تدريب عسكري تابعة للجيش الايطالي . بدوره قام الجنود الايطاليون بفتح الاسرة العسكرية الجديدة كليا و جلبوا هم و الصليب الاحمر الطعام و الشراب و السجائر و بعض الادوية وحتى المواطنين الايطاليين عند سماعهم ان لديهم لاجئين كانوا يأتون ويتبرعون بألبسة ومال.. لم نصدق أننا في إيطاليا!

سألونا من منكم يتحدث الانكليزية؟ فقلت لهم: أنا. وكان هناك شخصان آخران يتحدثونها. اعتمدو علينا كثيرا، بأن نقول لهم ماذا نريد وما يريدون إيصاله هم لنا من استفسارت عن وضعنا النفسي والجسدي.

أين القبطان؟ وأين السلاح؟

وصل فريق الصحافة والتلفزيون، وبحثوا عمن يتحدثون إليهم، فما كان إلا ان أوقفني شخص منهم ليطلب مني التحدث للكاميرا مباشرة وفعلا سألني عن كل شيء وكان السؤال الصدمة: أين القبطان وأين السلاح؟

ذهلتُ من السؤال... فأنا السوري الهارب من الموت، الباحث عن أرض تؤويني، الذي يحمله خوفه وأحزان وطنه الذي يحترق إلى أرض بعيدة ليس له فيها أهل ولا أصدقاء... ليس لدي أي سلاح... وكان دليلي لهم، كثرة التفتيش الذي خضعنا له، ثم قلت له: لو كنا نحمل سلاحاً لما أنزلتمونا أصلا!

اما بالنسبة للقبطان فقد أخفيت عنهم هويته.. كنا نرأف لحاله لان عائلته معه، لكن الإيطاليين لم يكتفوا بذلك وعرضوا علينا مبلغ 2000 يورو لمن يبلغ عن هوية القبطان... لكن لا أحد من السوريين المتعبين باح باسمه، رغم أن المبلغ كان مغريا للكثيرين!

لكن شخصاً من جنسية عربية قرر أن يبلغ الجيش عن القبطان. لم ادرك ذلك لانشغالي بالناس والترجمة لهم، لكن رأيت عائلة القبطان تبكي فهرعت اليهم لاسألهم عن السبب فقالت ابنته انهم اخذو أبي لان شخص ما ابلغ عنه.

الذي أبلغ عنه وضع تحت الحراسة من قبل الشرطة لتفادي ردات الفعل من اي احد،

إلى المخيم ريثما يُنظر في أمرنا!

آخر الليل قالوا أنهم سينقلوننا إلى مخيمات للمكوث فيها، ريثما يتم النظر في أمرنا. خفنا ولم نستجيب أليهم وكانو يطمأنوننا بأن لن يحصل شيء لكم.. وفعلا أخذونا الى مخيم كبير مسور وفيه أناس من كل الجنسيات.

كانوا قد أعدوا لنا خيمة كبيرة لننزل فيها. أبينا النزول اليها خوفا من انهم قد يجبروننا على أن بنصم هنا... وخصوصا أننا لوحدنا الان من دون التلفزيون والصليب الأحمر. قالوا لنا لينزل من كل باص شخص لينظر أنه لا يوجد شيء لتبصيمكم . انا و ابو علي كنت ممن نزل ليرى حقيقة الداخل!

لم يكن يوجد إلا الأسرّة و بعض الموظفين الذين يفحصوك طبيا، ويسلموك طعاما لتستعيد نشاطك.

نزل الناس وهنا كنت مع اثني عشر شخصاً تعرفت عليهم في الباخرة، واتفقنا ألا ننام حتى يتسنى لنا الهروب والسفر قبل فوات الأوان.

سهرنا للصباح من دون نوم وكنا نستطلع المخيم كله مترا مترا.

أنا سوري من إدلب... وأريد الهرب من هنا!

جاء الصباح وخرجنا ورأينا في أبعد ركن للمخيم قسماً من الشبك ممزقاً... وخمّنا أننا تستطيع المرور منه، لكن كانت تحرسه دوريتان للجيش والشرطة. طبعا هم يعرفوا أأننا سوف نهرب لكن لم يغيروا أمكنتهم.

خطرت لي فكرة أن اكلمهم و أقول لهم بصراحة مطلقة أننا نريد أن نهرب علكم تفسحوا المجال لنا.

رفاقي ضحكوا علي.. وقالوا لي: أنت إما مجنون أو في طريقك للجنون! لكن السوري بعد كل ما مر على رأسه، ربما صار الاثنين معاً... فما كان مني إلا أن اتجهت إليهم، وسألت من يتحدث الإنكليزية... وعندما وجدت أحدهم قلت له وأنا أبتسم إننا نريد الهرب من هنا ونحن سوريون، وأهلنا ليسوا في إيطاليا وينتظروننا!

ضحك الشرطي وقال لي: "كيف لك تتجرأ وتقول ذلك لنا.؟!"

اتبسمت وهززت رأسي له قائلاُ: "ضع نفسك مكاني ماذا تفعل؟"

ضحك مرة أخرى وقال لي: ما اسمك وكم عمرك ومن أي بلد انت؟ فقلت له: اسمي خلدون وعمري 27 وأنا من إدلب وأريد الهرب من هنا...

فقال لي: حسناً كم واحد أنتم؟ فقلت وأنا ابتسم له: "الجميع... كلنا سوريون نريد الهرب"

عاود الضحك قائلاً: لا أليس لديك اصدقاء معك؟ فقلت: نعم 12 شخصاً هم أصدقائي!

فربت على كتفي بمودة وعيناه تبتسمان: بعد ربع ساعة تعالوا ولكن اثنان.. اثنان.

فقلت سنفعل ما تريد وعند رجوعي ناداني وقال لي تعجبني جرأتك و ضحك.

رجعت الى رفاقي و ابتسامتي عريضة وهم بظنون أنهم وبخوّني وطردوني.. ولم يصدقوا حتى شاهدو أول سيارة تمضي وبعد خمسة دقائق تبعتها الأخرى ليخلوا لنا الطريق لنهرب!

من المخيم إلى أقرب محطة قطار!

هرعنا إلى السور فرحين كالأطفال، ومررنا بذلك الشق الصغير وتمزق بعض من ثيابنا لكنا كنا لا نأبه لشيئ المهم لنا الخروج

مشينا مسيرة ساعتين حتى وصلنا الى طريق سريع طبعا لا نعرف اين نحن فقط اوقفنا سيارتي تكسي و قلنا له ان يأخدنا إلى أقرب محطة قطار

وصلنا ألى هناك وقمت بقطع تذاكر سفر الى ميلانو وكنت خائف من ان يسألني احد عن اوراق او فيزا لي كونه وجهي غير مألوف وقد اكون معروفاً بأني عربي

لكن لم يحدث شيء وانتظرنا حلول موعد القطار ودخلنا وسافرنا إلى هناك.

أنتم سوريون؟ ليحفظكم الرب!

عند وصولنا إلى ميلانو لم نكن نريد أن ننام.. كنا نريد المغادرة وخصوصا أن المحطة ملأى بالشرطة، ونحن دخلنا بطريقة غير شرعية، وأي شيء يمكن أن يكشف هويتك كمهاجر غير شرعي، وأوله التجمع كون عددنا كبيراً.

ذهبتُ مع رفيقي لنستطلع الامر والباقون ظلوا ينتظرون خارجا. مشيت في كل ارجاء المحطة اولا لحفظها و ثانيا لتصريف الاموال التي بحوزتنا، وشراء شرائح خطوط تخولنا الاتصال مع أهلنا لنخبرهم بوصولنا سالمين، خصوصا أننا تاخرنا عن الموعد المعروف وهو ستة ايام مسافة ما بين مرسين وإيطاليا بحرا

دخلت إلى شركة اتصالات وسألته لو يتحدث الانكليزية فقال قليلا

فقلت له اريد ثلاث عشر خط فنظر الي وقال: أنتم سوريون؟ فقلت له باستغراب: نعم.. فقال بمودة: ليحفظكم الرب!

أكثر الطرق أماناً إلى ألمانيا!

ذهبت بعدها إلى صراف وحولت نقوداً من دولار إلى يورو.. ثم سألت أين لي أن اقطع الى برلين والى النمسا والى السويد.. فأرشدني إلى حيث توجد المحطات ومكتب الحجوازت.

كان السوريون كثيرين هناك.. وكان المغربيون والتونسيون يعلمون بنا، ويقدمون عروضهم علينا بأن يقطعوا لنا او يأخدونا بسيارات خاصة إلى المنطقة المنشودة التي نريد.. لكن لم نرد على احد كون حذرنا من قبل من اي عربي يتواجد هناك.. ولأنه بعد رأس السنة بيوم كانت أغلب الرحلات إلى المانيا ممتلئة.

وبعد استفسارات عديدة عن أكثر الطرق أمانا، لكي لا نتعرض لأي كنترول في أي بلد أوربي، قيل إن علينا أن نسلك طريقنا من إيطاليا إلى باريس، ومنها إلى المانيا... ومن ألمانيا إلى أين تشاؤون!

مسافرون بلا جوازات سفر!

لكن قبل ذلك اضطررنا للمكوث أربعة ايام لعدم وجود أمكنة لنا في الرحلات المكتظة.. وظهرت لنا مشكلة المبيت فهي مصاريف زائدة بالنسبة لنا، وأغلب الذين معي لم يكن معهم جوازات سفر

كان جوازي وجواز رفيقي فقط لثلاث عشر شخص فكيف لنا الحجز في اي فندق؟

لم ندري ان اغلب الفنادق وخصوصا القريبة من المحطة لا مانع لديها من ادخالك وليس معك اوراق ثبوتية فقط ادفع و عليك الخروج في السابعى صباحا قبل ان تاتي الشرطة لتتفحص جداول النزلاء

دخلنا الى اكثر من فندق الى ان وجدنا فندقاً رخيصا ويقبل مكوث اشخاص بدون اوراق في مقابل مبلغ مالي إضافي، وأخذ صورة جواز سفرنا تحسبا منه منه لاي طارئ

حجزت لهم اربع غرف وانا ذهبت الى فندق آخر بنفس السعر ولكن ارقى قليلا من ذاك كون لدي جواز سفر، ولا احتاج الى الاستيقاظ صباحا والخروج الى الطريق والبرد قارس

كنت انام وانا مرتاح جدا بعد عناء طويل, كنا لم نغتسل طيلة اثنا عشر يوما وبنفس لباسنا ... كانت مناظرنا مفجعة، وذكريات الطريق ملأى بالقصص والتجارب والخوف والألم.

فرانكفورت... المحطة الأخيرة!

بعد ثلاث أيام وبنفس الوتيرة ذهبنا إلى المحطة لننتظر رحلتنا.. ولمك نصدق أن ساعة مغادرة أيطاليا قد دقت ولم نصب بأي أذى... ركبنا القطار وكنت قد حجزت في الدرجة الأولى لأمسح عن نفسي شقاء الرحلة وتعبها.. وفعلا فقط تاكدو من ايصالات القطع لدينا ودخلنا وعند سير القطار كانت فرحتنا عظيمة ونسينا كل الايام التي مررنا بها... إلى أن وصلنا بعد اثنتي عشرة ساعة الى باريس، وعندها صافحنا بعضنا وقلنا اننا انتهينا من كل المصاعب بدخولنا باريس.

كنت قد اخبرت قريبي وصديقي أن يأتو الى المحطة ليأخدوني منها واما الباقين فحجزت لهم الى برلين بنفس اليوم وذهب كل في طريقه بعد وداع طويل لهم, وانا بقيت مع قريبي وصديقي ومكثت عندهم يوما ثم سافرت الى إلمانيا (فرانكفورت) لكي اصل أسلم نفسي لاقرب نقطة شرطة لأطلب اللجوء. هذا ما حدث معي خلال 20 يوما... وأدرك وأنا أكتب السطور الأخيرة من رحلة التشرد والعذاب، أن مثل قصتي قصص كثيرة ربما أكثر إيلاماً.. فبعض أصحاب القصص الأخرى تكفل الموت بكتابة سطورها الأخيرة، ليطويها مع أصحابها في عرض البحر، حيث ألقت زوارق الموت بالكثير من السوريين... ومضت!

التعليقات (21)

    الصوت والصدى

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    رررررررررررررررررررررررائع يا أورينت.. مدهش... بكيتونا بذمتي. والله ملف أكثر من ررررررائع لأنو فيه صدق الناس السوريين البسطاء ومعاناتهم يا هيك الصحافة يا بلا.. سمعونا صوت الشباب وبيكفي مفذلكين وعلاكين ومنظرين

    د.انس

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    انا لله وانا اليه راجعون هذا وبلاد العرب وخاصة الخليجية منها على بعد رمية حجر كما يقولون وتركوا اطفالنا ونساءنا لكل هذا الرعب وهم متخمون حد الثمالة بكل شيء, لا حسد ولكن أسى لما آل اليه حال المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اشكوهم الى الله المنتقم العزيز الجبار المتكبر

    زُهى

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    رائع جدا .... قصة من قلب الواقع ... الحمدلله سلامتك خلدون وانشاء الله تكوون اوروبا جد هيي المستقبل اللي عم يطمحلووو معظم شبابنا

    khaled

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    رااااائع رغم حروف الحكاية المكتوبة من خوف ورعب رائع رغم الأحداث المنسوجة من دموع ودم تخيلت حالي بقلب البحر بنص الحكاية وخفت كتير أني موت والموج ياخدني بس أخدتني الحكاية معها عنجد ربي يكون مع كل سوري يارب

    زكي الادلبي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    لنا الله شعب مسكين بسيط لن ينصره إلأ الله

    احمد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    كان الله بعون السوريين . هذه من اجمل الملفات التي قرأتها على مدى عامين فعلا كم هم اقوياء حتى تحملوا كل هذه المشاق و الخطورة

    البرنس مصري

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    سرد رائع جدا للوقائع عيشتنا الرحلة بتفاصيلها لحظات بائسة كتب على السوريين العيش بها ليبقى الله وحده الحامي والمعيل ربنا يعينكم على مبتلاكم

    muhannad

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    ما اجمل معاشرتك,,,وما أبشع بعدك ورحلتك...مع كل رجائي لك بالتوفيق والحفظ...اشتحاااا

    بلال

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    القصة مؤلمة الى حد هائل ... يُحس فيها الانسان الذي ينتمي الى دول العالم الثالث بقيمة حياته التي لاتساوي (قشرة البصلة) . الحمدلله على سلامتك خلدون .. لاتنسى ان تخبر القصة لأحفادك وماذا فعل بشار الاسد بك وبأبناء جيلك .

    أحمد راؤوول

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الحمد لله ع السلامة أخي وصديقي وحبيبي خلدون وتنذكر وماتنعاد يارب وبتضل ذكرى للأيام .. الله يحميك ويفتح بطريقم ويحمي الجميع ....... ولاتخشى شيء حبيب القلب

    لؤي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    مؤثرة وميزة.. من الواضح أن الكاتب يتمتع بحس عالي من الذكاء والبلاغة في الكتابة.. موضوع مميز يستحق الوقوف عنده

    محمود السالم

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    قصة مشوقة وحزينة فعلا ومليئة بالخوف .. سردها جميل جدا وتفاصيلها تجعلك تشعر وكانك بنفس الرحلة. التضحيات الكثيرة والالام التي يمر بها المهاجرون تجعلنا نبكي

    إدلب الحرة

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    وصفك رائع خلدون بغض النظر عن الصياغة

    عربي أصيل

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    دمع لايكفكف يا أهلنا في سوريا

    احمد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    لنا الله ...الغربة صعبة

    دمشقي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    حمد لله عسلامتك خلدون وسلامة الجميع وانت حكيت القصه بس الي عم يقراء غير الي عايش هيك قص لان الامر عن جد فظيع واصعب شي بالموضوع هو لما تشوف الاولاد والنسوان شلون خاييفين وانت مو حاسن تعملن او تقدملن شي

    صحفي مخضرم

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    بعد قراءة دقيقة للمقال أعلاه يلفت نظري الاشتراك غير العفوي والأسلوب المافياوي الاجرامي الذي تتبعه عصابات تهريب المهاجرين إلى أوروبا . هي تشبه كثيرا تركيبة عصابات المخدرات العالمية . وفي كثير من الأحوال يجب أن نبحث عن الرؤوس الكبيرة لتلك العصابات وأعتقد أن مطابخها موجودة في السراديب الشيطانية لأجهزة مخابرات دول بحالها .

    معاوية الأموي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    ودمع لا يكفكف أيها السوريون، لنا الله وحده.. لكن لفت نظري أن بعض الطليان احضروا للسوريين ألبسة وطعام، فجزاهم كل خير هم ومن دعا للسوريين بأن يكون الله معنا.. حذار من بعض المغاربة والتوانسة فهم فعلا نصابين وكذابين ودجالين ولصوص.. في بلاد العرب اللي كانت أوطاني بيقولو لك سوري ليش جاية لعندنا ؟ آه يا وطن

    ابواسماعيل

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الله يحميكون يارررب ويحمي جميع السوريين

    لماذا

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    مسؤولية غرق السوريين بالمتوسط يتحمل اثمها دول الخليج العربي التي هي اغنى دول بالعالم ....فلو فتحت تلك الدول ابوابها للسوريين فلا فكر سوري واحد بعبور المتوسط لاوروبا ....ولكن للاسف اوروبا فتحت ابوابها والخليج اغلق ابوابه بوجهنا ......على اية الحال التاريخ سيكتب ولن يرحم احد

    عابر

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    هم يريدون اوروبا ولايردون البلاد العربية وايضا الخليج استقبل السوررين كا اخوه وليسوا لاجؤون يبدو من تعبيرك انك تحقد ع بلاد الخليج
21

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات