تنوه أورينت نت بأن هذا التقرير الذي يتهم "تنظيم الدولة" بالقيام بتفجير منازل الثوار... لم تتم التأكد من صدقيته، لكنه - إن صح - فإنه يفجر تساؤلات عديدة عن دور التنظيم وممارساته بحق ثوار سورية!
على وقع المعارك التي يخوضها ثوار سوريا في عدة مواقع على امتداد الوطن ضد ميليشيا الأسد ، يخوض تنظيم الدولة " داعش " معركته في ديرالزور لكنها تتمثل في هدم بيوت ثوار ديرالزور الذين اضطروا للهجرة من منازلهم هربا من بطش التنظيم الذي أطلق عليهم حكم " الكفر و الردة " فأصبحوا في شرع التنظيم صحوات و مرتدين و بهذا يحق له استباحة دمائهم وأملاكهم وفق شريعته .
لا تقف معاناة أهالي ديرالزور في معركة الحياة و الموت التي يخوضوها أهالي الفرات منذ سنوات ضد نظام الأسد و لاحقا ضد تنظيم الدولة , فكلا الدولتين تعملان بشكل ممنهج على ترهيب و إخضاع أهالي ديرالزور بكل الوسائل المتاحة و الإجراءات التي لا تقف عند حد ما ولا تنتهي حتى بعد موت الضحية .
دمر النظام مدينة ديرالزور و مناطق أخرى في ريفها , طائرات النظام و آلته العسكرية لم تتوقف منذ صيف 2012 عن قصف مناطق ديرالزور و الذي تسبب بقتل آلاف السكان و تهديم أحياء بكاملها . لكن نظام الأسد و رغم تربعه على عرش الجريمة إلا أنه لم يبقى وحيدا في ممارسات التخريب و القتل , إذ أن الغازي الجديد و المسمى " تنظيم الدولة " يمتلك من الوحشية التي تخوله للعبث بمصير حياة الناس و أرزاقهم أيضا.
ففي ديرالزور التي يتقاسم سيطرتها كلا من ميليشيا الأسد و داعش , هناك دائما ماهو جديد يتعرض له الأهالي , فالأيام دائما مليئة بالمفاجئات التي لم تكن لتخطر يوما في أذهان أهالي الفرات . فمع قنابل النظام التي دمرت منازلهم حيث باتت أحياء فيها غير صالحة للعيش , بدأ الطرف الأخر وهو تنظيم داعش بداعي الانتقام من ثوارها بهدم منازل أيضا , حيث يستخدم تنظيم الدولة الجرافات و أحيانا المتفجرات في هدم عشرات المنازل التابعة لمقاتلين من كتائب الثوار سواء من الجيش الحر أو جبهة النصرة أو كتائب إسلامية , وكانت و ماتزال حجة التنظيم هي " صحوات و مرتدين " فيما كانت حجة النظام " محاربة الجماعات الإرهابية " .
و بين " صحوات و مجموعات إرهابية " أصبحت منازل أهالي ديرالزور ركاما , فيما تستباح أملاكهم الخاصة باستمرار من كلا الطرفين , و مجددا انطلقت حملة تنظيم الدولة في معاقبة عناصر الجيش الحر و جبهة النصرة الذين نزحوا خارج مناطق سيطرة التنظيم ,إذ تسعى الحملة لمعاقبة العناصر المنتمين لكتائب الثوار في أملاكهم هذه المرة , فيعمل تنظيم الدولة على مصادرة ممتلكات كثير من المقاتلين من الذي قتلوا في مواجهات سابقة ضده أو من الذي اعتقلهم أو الذين قد فروا خارج ديارهم هربا إلى تركيا, و بحسب روايات ناشطين من ديرالزور ل " أورينت نت " أن التنظيم عمد إلى سرقة تلك المنازل و من ثم أوعز لعناصره بتدميرها عن طريق الآليات الثقيلة و أحيانا بالمتفجرات .
وذكرت مصادر من داخل ديرالزور ل " أورينت نت" : أن تنظيم الدولة قام خلال أسبوع واحد بمصادرة أكثر من 30 منزل في مناطق مختلفة من ديرالزور بعد إجبار أهلها على إخلائها.
و يتبع التنظيم سياسة الاستيلاء على الممتلكات الخاصة ضد خصومه حتى بعد موت صاحب المنزل و توبة ذويهم , كما حدث في مناطق عشيرة الشعيطات حيث واصل التنظيم بحسب حملة ديرالزور تحت النار بسرقة ممتلكات أكثر من 20 منزل في قرية أبو حمام و منع العائلات من دخول القرية لجلب بعض حاجياتهم .
كذلك قام تنظيم الدولة منذ ما يقارب الشهرين بالاستيلاء على منزل رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة و الواقع في حي الكنامات بمدينة ديرالزور بعد أن قامت عناصر من داعش بإفراغ بعض المحتويات من المنزل .
و طالت حملة هدم المنازل عناصر بارزين في الجيش الحر أمثال عايد العلي و جدوع النوفل و سليم الخالد قائد لواء جعفر الطيار سابقا . كذلك قام التنظيم بالاستيلاء على منزل عبد القادر العايش رغم مقتله وذلك بعد أن قام عناصر التنظيم بطرد أولاده وأهله خارج المنزل بحجة أنه كان " مرتدا " . و في ذات السياق أكد ناشطون من ديرالزور أن التنظيم صادر منازل لمدنين مقيمين في دول الخليج تحت ذريعة مشاركة تلك الدول في الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة .
يذكر أن تنظيم الدولة " داعش " بدأ حملته الشرسة في تهديم و مصادرة المنازل منذ أكثر من شهر و تركزت تلك الحملة في البوكمال و الشحيل و مدينة ديرالزور و قرية الصور مع استمرار التنظيم بسياسة قطع الرؤوس و فرض الجزية و حصار أحياء القصور و الجورة التي يقطنها ما يزيد عن 300 ألف نسمة من أهالي ديرالزور .
التعليقات (2)