هؤلاء السادة أكثريتهم عندما كانت يسارية ربما ولا تزال!! كانت تطلق على تركيا إبان حكم العسكر أنها إمبريالية طرفية ضعيفة، أو ما كان يعرف بالحلقة الضعيفة داخل السلسلة الإمبريالية.
من جهتي أوضح موقفي سلفا ان تركيا تتحمل جزء مما آلت إليه الأمور، لأنها لم تقدم للجيش الحر دعما وغطاء جويا، لمواجهة جحافل الاسدية ومعها الميليشيات الشيعية الإيرانية. كما أنها بقيت حكومتها عاما كاملا وهي تراهن على حل سياسي يقوم به الأسد. كما بقي السيد (داوود اوغلو) وزير خارجيتها آنذاك، يزور دمشق كل شهرين تقريبا. لكن بالجهة المقابلة لم تقدم بلدا دعما إنسانيا للسوريين كما قدم شعب تركيا وحكومتها باستثناء الشعب الأردني والحكومة الأردنية وبعضا من الشعب اللبناني. أما العراق وحكومته الإيرانية الطائفية، فكانت شريكة في قتل السوري ولاتزال ما عدا إقليم كردستان بزعامة كاك مسعود.
هذا على المستوى الإنساني والدعم السياسي للسوري... في المستوى السياسي والطائفي داخل تركيا، كانت المعارضة التركية حرة في التعبير عن موقفها في دعم قتل الأسد للشعب السوري. على المستوى الطائفي أكثرية علوية تركيا هم مع الأسد في قتل الشعب السوري. وفود من المعارضة التركية زارت الأسد ودعمته في هذه الجريمة.
في إيران لم نسمع صوتا واحد من داخلها ضد الأسد، نجاد ومعارضته كانت مع الأسد في قتل شعبنا، ثم جاءت معارضته السلطة وعاد روحاني ومعارضته لدعم الجريمة الاسدية. ما خلا بالطبع أصوات المعارضة الإيرانية في الخارج المحكوم عليها بالإعدام داخل إيران. هؤلاء من يدينون تركيا لا نسمع لهم صوتا حول ذلك. نأتي لإيران كنظام طائفي ديكتاتوري ومجرم بحق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة عموما. لم يترك دولة في المنطقة واستطاع ان يصل إليها إلا وتدخل في شؤونها بشكل طائفي او إرهابي. لبنان والعراق واليمن وسورية وفلسطين.
جماعة صناعة السجاد رضخوا للأمريكان بشكل مذل، وستتحول إيران إلى أماكن تتعرض للتفتيش الدولي المباغت لمدة عشرين عاما. رضخوا بشكل مذل وفقا لخطابهم السابق أن أمريكا هي الشيطان الأكبر. او أن أمريكا حليفة إسرائيل التي يريد الخامنئي ازالتها من الوجود. إيران أعلنت وعلى لسان مسؤوليها أنها تشارك بالمعركة الكبرى في سورية. تشارك بقتل شعبنا وارسلت خادميها الصغار ومخبريها لسورية مثل حسن نصر الله والمرتزقة العراقيين من الشيعية المتطرفة والارهابية والأفغان.
لاتزال ما ترسله من جحافل الموت موجودة في سورية وتقتل شعبنا. هل أرسلت تركيا جنديا واحدا يقاتل إلى جانب الجيش الحر؟ تركيا رفضت تزويد الجيش الحر بأسلحة نوعية او مضادة للطائرات البراميلية الاسدية. تركيا تدعم الشعب السوري ومطالبه بالحرية من الاسدية إنسانيا وسياسيا. تركيا أسقط لها الأسد أكثر من طائرة ولم ترد، لأنها رضخت لمطالب أوباما بعدم التسبب في اسقاط الاسد. رغم ان الجيش التركي لو أراد لأسقط الأسد خلال ساعات. مع ذلك الآن يخرج علينا هؤلاء بنغمة ان اردوغان سلطان عثماني.
لم أشهد نفاقا كهذا، ليخرجوا بنتيجة أن اردوغان مثل الأسد والخامنئي وهذا مناف لحد أدني من الضمير المعرفي فما بالنا الأخلاقي. أردوغان لم يكن كذلك بالنسبة لهم عندما كان يستقبل الأسد في انقرة، من اجل علاقات حسن جوار!! او من أجل ان يكون اردوغان وسيطا مع إسرائيل من أجل الأسد. لما أن اردوغان يدرك حجم الغطاء الإسرائيلي للأسد والذي ظهر جليا ابان محكمة الشهيد رفيق الحريري، الذي اغتاله الأسد. عندها اللوبيات الإسرائيلية في الغرب ساهمت في إنقاذ الأسد.
إيران هي الطرف المجرم. من جهة أخرى اردوغان كان له دورا بارزا في نهضة تركيا، ودخولها مصاف الدول الكبيرة. الخامنئي والأسد والمالكي ماذا فعلوا بإيران وسورية والعراق؟ الأسد استلم سورية فيها كهرباء والآن سورية وقبل الثورة أيضا كانت تعيش بنصف كهرباء!!!
تركيا تستحق الشكر شعبا وحكومة وملالي طهران يستحقون محكمة الجنايات الدولية. هذا هو الفارق بين تركيا وإيران في سورية.
التعليقات (6)