(جيش الفتح) اتحادٌ يصنع أمــــلاً!

(جيش الفتح) اتحادٌ يصنع أمــــلاً!
خلال سنوات الثورة الأربعة المنصرمة... وقف تفكك الفصائل الثورية السورية وتناحرها، عائقاً أمام تقدم الثوار في الكثير من المناطق الساخنة. وفي الوقت الذي علت فيه أصوات السوريين منذ بدايات تشكيل الكتائب المسلحّة مطالبةً بالتوحد ونبذ التفرقة، فإن السوريين كان يسمعون بين كل فترة وأخرى عن تشكيل فصيل عسكري جديد، فيما تلاشى ذكر الجيش الحر مع غموض ما حل بقياداته وما أودت بهم التفاهمات ومحاولات العزل والتهميش والاستقطاب!.

مؤخراً برز (جيش الفتح) بقوة في سياق الأخبار... عبر توحيد سبعة فصائل ثورية كبرى في الشمال السوري، وسرعان ما تمكن التشكيل العسكري الوليد، وفي وقت قياسي من تحقيق انتصارات ساحقة، في تأكيد على محاسن وفاعلية الوحدة بين كتائب الثوار.

يعود تأسيس (جيش الفتح) إلى الـ (24) من آذار مارس الماضي، بعد اتحاد عسكري بين عدة فصائل ثورية، هي) أحرار الشام، جند الأقصى، جيش السنة، فيلق الشام، جند الحق، أجناد الشام، وجبهة النصرة)، التي بدأت فور إعلانها إقامة (غرفة عمليات مشتركة) أو ما سمّي (غرفة النصر) معركة تحرير مدينة إدلب، حيث حقّقت نتائج باهرة ودحرت جيش الأسد وفلوله في مدة لم تتجاوز الأربعة أيام، ثم تابع (جيش الفتح) التقدّم مستهدفاً تحرير مدينة "جسر الشغور" ذات الأهمية الاستراتيجية واستطاع إحكام السيطرة عليها في غضون ساعات بعد تقهقر قوات النظام وفرارها باتجاه معسكر المسطومة، وفي ليلة أمس أنهى (جيش الفتح) أسطورة معسكر القرميد الذي يتربّع على تلة عالية قرب مدينة أريحا والذي يعتبر من أهم معسكرات النظام في المنطقة.

لم يكن (جيش الفتح) التجربة الأولى في توحيد جهود الفصائل الثورية، فقد سبق ذلك تجارب عديدة على مستوى سورية، لم يكتب لمعظمها النجاح، ومنها غرف العمليات التي تشكّلت في الشمال السوري، مثل: (أهل الشام) التي استمرت لستة أشهر، وغرفة عمليات (الراية الواحدة) التي استمرت لعام ونصف تقريباً، في حين يبدو أن (جيش الفتح) جاء اليوم كمحصلة لخبرة وتجارب الفصائل الثورية وإدراكها لأهمية الاجتماع على كلمةٍ واحدة.

لا يمكن اعتبار توحد الفصائل الثورية في (جيش الفتح) اندماجاً أو تذويباً لكتائب صغيرة ضمن ألوية كبيرة، كما يعتقد البعض، بل إن هذا التوحد يتركّز بشكل مباشر في تشكيل (غرفة عمليات واحدة)، للتنسيق بين الثوار في المعارك العسكرية ووضع الخطط الميدانية لجميع القوى الفاعلة على الأرض، حيث لم يظهر أي بيان رسمي على الإعلام يتحدّث عن تعيين قائد واحد لجيش الفتح، كما لم يتم الإعلان عن أي اندماج بين الفصائل، إذ لا يتعدّى الأمر توحيد الجهود والتنسيق الميداني لتحقيق فاعلية أكبر خلال المعارك.

تحدّث (أبو يوسف المهاجر) أحد القادة الميدانيين في جيش الفتح خلال لقاء تلفزيوني في برنامج (بلا حدود) على قناة الجزيرة، عن الأسباب الحقيقية لانتصارات (جيش الفتح)، قائلاً: "السبب الأول هو إلغاء الفصائلية والاتفاق غير المتوقع بين سبعة من كبرى فصائل الثورة السورية، والاجتماع تحت مسمى واحد، والعمل تحت قيادة عسكرية واحدة، حيث تخرج الأوامر العسكرية إلى القادة الميدانيين من (غرفة عمليات جيش الفتح)."

وأشار أبو يوسف إلى أنّ فرقة الثوار هي السبب الرئيسي في تأخر الانتصارات، مستشهداً بالآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).. مؤكّداً على عدم مناطقية الثورة السورية وعلى استمرار (جيش الفتح) في التقدم على كافة التراب السوري حتى إنهاء الاحتلال الأسدي.

هواجس أمريكية

لطالما أبدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في الغرب المخاوف من ازدياد قوّة الفصائل الإسلامية على الأرض، لا سيّما "جبهة النصرة" الموضوعة في قوائم الإرهاب العالمية، وقد أعلنت أمريكا مؤخراً أن الفصائل التي تنسّق مع النصرة ليست صالحة للتعاون، وبالتالي ستخرج من معادلة خطّة تسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة التي يتم التخطيط لها منذ سنوات!.

وبعد تشكيل (جيش الفتح) الذي يجمع الفصائل الثورية والنصرة في جيش واحد، يبرز السؤال عن مدى ثبات أو تغيّر الموقف الأمريكي.. ولم يتردد أبو يوسف بالإشارة إلى أن ذلك لن يؤثر على التعاون الحاصل على الأرض، قائلاً: "لن ندع شركاءنا على الأرض من أجل تهديد غربيّ أو أمريكيّ الذي أعطى الشرعية لنظام الأسد في قتل السوريين بكافة الأسلحة المحرمة دولياً، ولذلك سيبقى التحالف على الأرض كما هو".

وفي اللقاء التلفزيوني عينه أكّد (أبو عزام الأنصاري) عضو المكتب السياسي في حركة أحرار الشام أن (جيش الفتح) يضع في أولوياته إعادة الحياة إلى المناطق المحررة، بتسليمها إلى إدارة مدنية، مؤكداً على أنّ كل مؤسسات الدولة هي مؤسسات ملك عام ولن توضع في قائمة الغنائم، مشيراً إلى أنّ المعيار في الإدارة هو كفاءة الأشخاص بغض النظر عن كونهم من الفصائل أو من خارجها، وكشف أبو عزام عن الاتفاق على تأسيس مجلس مدني يضم ثماني مديريات متنوعة في مدينة أدلب، منها: الإغاثة والتربية والتعليم والاتصالات وتشغيل الأفران، وكذلك هيئة قضائية عليا لحل المشكلات، وقوة تنفيذية لضمان الأمن والسلم.. مشدداً على جاهزية جيش الفتح بتقديم المساعدة والإسناد في أي أمر يطلب منه.. في إشارة إلى اقتصار دور (جيش الفتح) على الجانب العسكري بعيداً عن التدخل في الشؤون المدنية.

ولم يتردّد أبو عزّام في التعبير عن التوجه العام للحركة، نحو التعاون مع أي فصيل يعمل الأرض بصدق بغض النظر عن درجة الاختلاف معه، حسب قوله.

وكان هاشم الشيخ زعيم (أحرار الشام) قد كشف في لقاء حديث عن أن الاختلاف مع (النصرة) مرده إلى ارتباطها بتنظيم القاعدة، وأوضح أن الحركة ترى أن ذلك يعود بالضرر على الشعب السوري، ويوفر مبرراً للمجتمع الدولي لضرب الثورة.

وفي الرد على الادعاءات بأن (جيش الفتح) ليس إلا واجهةً لجبهة النصرة، قال أبو يوسف المهاجر أنّ الإعلام الغربي يقوم بالتشويش على الوقائع وتعميم فكرة أن الثورة السورية ثورة متطرفين، مؤكداً على أن الجبهة هي فصيل من بين الفصائل المتوحدة.

يرى بعض المراقبين أنّ من أهم إيجابيات تشكيل (جيش الفتح) إبعاد (جبهة النصرة) التي تشكّل القوة الضاربة في العديد من معارك التحرير، عن الواجهة الإعلامية للأحداث، لتخفيف حدّة الحساسية الغربية وحتى العربية من (النصرة) التي تعرّف نفسها بأنها (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وقد تكون الحالة الجديدة للنصرة كفصيل ثوري متعاون مع الآخرين، مقدّمة لإعلان انفصالها عن القاعدة وشطب اسمها من قوائم الإرهاب العالمية.

وما يدعم وجهة نظر من يتبنّى هذا التحليل، هو الحالة العدائية بين النصرة وتنظيم (داعش)، الذي يسمّي النصرة بـ(جبهة الردة) حيث خاض ضدها معارك عديدة خسرت فيها النصرة عدد كبير من المقاتلين، ويلمح البعض إلى أن ما يميّز النصرة هو أن أغلب عناصرها من السوريون وابتعادها عن منهج تكفير الناس، على عكس تنظيم داعش الذي يشكّل المهاجرين غالبية عناصره ويكفّر جميع المسلمين.

يسعى (جيش الفتح) حسب تصريحات بعض القادة الميدانيين إلى زيادة مسافة الأمان وتخفيف حدة القصف عن المناطق المدنية بالتوجه نحو مواقع النظام، وهناك إشارات تفيد بأن اللاذقية قد تكون الوجهة القادمة، بعد أن أصبحت مرابض النظام فيها على مرمى قذيفة من الثوار، ولا سيّما أنه بتحرير جسر الشغور بات يفصل (جيش الفتح) عن أول نقطة في ريف اللاذقية أقل من 10كم، وعن مركز المدينة 57 كم فقط.

يأمل السوريون التواقون إلى التحرر من سلطة نظام الأسد، بقدرة جيش الفتح على توسيع رقعة انتصاراته لتشمل مناطق أخرى، كحلب وحماة واللاذقية، في وقت تتسارع فيه وتيرة التقدم على الأرض، فهل يكون (جيش الفتح) الأمل المنشود لطالبي الحرية بعد طول انتظار؟..

هذا ما قد يجيب عنه القادم من الأيام..

التعليقات (10)

    ابراهيم

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    جيش المرتزقة مجمعين من كل دول العالم .

    عاشق الشام

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الآية غلط الصح (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )

    ابو عمر الحموي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    يجب ان يكون جيش الفتح نواة جيش سوريا الحرة المستقبلي خاصة بعد ان أثبت عناصره وقيادتهم كفاءتهم و بطولتهم و ندعو كافة الفصائل الشريفة و المخلصة الى الانضمام لجيش الفتح و القتال تحت رايته

    ابن سورية

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينصر أخواننا في جيش الفتح و كل المجاهدين ضد الطغاة و الإجرام على كل الجبهات و أن يوحد صفوفهم جميعآ و أن يولي علينا خيارنا و ﻻ يولي علينا شرارنا. جيش الفتح سمعته طيبة و أهدافه نبيلة لنصرة المظلومين ندعو الله جل وعلا أن يقوي جيش الفتح و أن يفتح سوريا كلها و لبنان و العراق و فلسطين على أيادي هؤﻻء اﻷبطال الشرفاء و أن يحميهم و ينصرهم و يسعدهم في الدنيا والآخرة.

    ahmad omar

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    اللهم وحد صفوف المجاهدين دوماً جبهة النصرة هي منا وفينا لاتفريق ولا تبعيد جيش الفتح يمثلنا

    د طلال الشنطي

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    "اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ"

    أيمن عصمان ليبيا

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    الرسالة التي يقدمها جيش الفتح واضحة ، توحدوا تنتصروا ، اللهم ألف بين قلوب السوريين وأثبهم نصرا قريبا اللهم آمين

    سام اوديسس

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    انهم خليط من كل بقاع العلم كل من فشل في وطنه يهرب الى سوريا باختصار ما قاله تعليق رقم1 اوجز وافهم

    أبو عزام الأنصاري

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    ادعوا لإخوانكم المجاهدين وادعموهم وانشروا كلماتهم وإصداراتهم

    ابو قتاده اللججي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الله يكون بعونكم وترقبوا مدد اهل اليمن بإذن الله ما عليكم الا الصبر فنحن نقاتل الرافضه الاثنا عشريه فهم مهزمون بإذن الله وبعد ذالك نأتي اليكم بمدد من الرجال الموحدين والله ولي التوفيق...
10

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات