رحل غازي كنعان قبل غزالي بعشر سنوات. المسؤول السوري السابق للوصاية السورية على لبنان (1982 ـ 2002)، وجد في مكتبه منتحراً بثلاث رصاصات في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2005. بعد ثماني سنوات وبضعة أيام، قتل اللواء جامع جامع، في 17 أكتوبر 2013، وهو أيضاً أحد أبرز الضباط الأمنيين ورئيس فرع البوريفاج (أبرز ثكنة أمنية سورية في بيروت). ووصل الدور إلى رستم غزالي الذي مات قبل أيام في سورية، في ظروف لا تزال غامضة.
شارك كنعان وجامع وغزالي إلى جانب الأسد وبهجت سليمان في الاجتماع الأخير مع رفيق الحريري في أغسطس/ آب 2004، ليبدأ بعده مسلسل الاغتيالات السياسية والتوتر الأمني في لبنان الذي انطلق بمحاولة اغتيال مروان حمادة (سبتمبر/ أيلول 2004)، وصولاً إلى اغتيال الحريري وغيره من القيادات السياسية اللبنانية بين أعوام 2005 و2013.
يعدّ اللواء والسفير السابق لدى الأردن و"المثقف"، كما يحلو له أن يدّعي، بهجت سليمان، اليوم من أقرب الأشخاص إلى الرئيس السوري بشار الأسد. تجمعه بغزالي رتبة "اللواء" وبالأسد درجة "الدكتوراه"، وهو بحسب الروايات السورية غير الرسمية، المسؤول عن نشأة وتثقيف أبناء الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد. سبق كل هذا موقعه إلى جانب الأسد الأب في الملفات الداخلية السورية، بالإضافة إلى إدارته الملف اللبناني منذ السبعينيات زمن الدخول العسكري السوري إلى لبنان (عام 1976). بالتالي، ليس من المستغرب مطلقاً أن يحضر سليمان اجتماعاً مماثلاً مع الحريري. واللافت أن بهجت سليمان لا يزال الضابط الأمني الوحيد على قيد الحياة، الذي ورد اسمه في التقرير الأول لمحقق اللجنة الدولية باغتيال الحريري، ديتليف ميليس. يحمل هذا الاسم أسرار النظام السوري، داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى اطلاعه العام على أحوال آل الأسد وحكمهم في سورية، وجريمة اغتيال الحريري تحديداً.
التعليقات (5)