الأســدية والطائفيــّــة!

الأســدية والطائفيــّــة!
الطائفية "شو" يعني الطائفية؟

شرح المفهوم من قبل مفكرين وكتاب وباحثين، لن اضيف شيئا جديدا للمفهوم. ساضرب مثال نظري مطبق عمليا، إيران في الدستور الدولة هي دولة ولا ية الفقيه، والولي الفقيه يجب أن يكون شيعيا حصرا!! هذه نصوص دستورية، يمكن لأي قارئ العودة للدستور الايراني، رغم أن إيران فيها أكثر من 25% من سكانها ليسوا شيعة، وهنالك نسبة اخرى لابأس بها من الشيعة في إيران لاتؤمن بولاية الفقيه.. لايوجد دولة عربية واحدة ينص دستورها على أن الرئيس يجب أن يكون مسلما سنيا. يوجد دول عربية ينص دستورها على أنها دولة إسلامية. التمييز هنا بحق المسيحيين بشكل اساسي. أما في ايران فالتمييز ضد كل الاديان والطوائف الاسلامية. إيران دولة طائفية بالدستور.

مثال آخر عملي منذ مجيئ الأسدية لسورية بشيئ من من عدم المبالغة،من 70إلى 80% قادة الأجهزة الأمنية والجيش هم من أبناء الطائفة العلوية، رغم أن الطائفة العلوية لا تتعدى الـ 12% من سكان سورية. لو كان الجيش لا يتدخل بالسياسة، ولا بالنهب والسلب والقتل، لقلنا "عادي" لكن الجيش هنا بمثابة المثبت الفعلي لسلطة آل الاسد. حتى على الصعيد الأمني، المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية كأعتى جهازي مخابرات في سورية وأكثرها اجراما بقيت منذ عام 1970 وحتى الآن حكرا على أبناء الطائفة العلوية.

المشكلة هنا أن الأسدية لا تستطيع شرعنة هذا الامر دستوريا، ولا تستطيع أيضا النص بالدستور أن الرئيس السوري يجب ان يكون من آل الاسد. لهذا سورية مثال طائفي غير مدستر. هنا سر اللعبة في عدم القدرة على دسترة الامر. هذه اللعبة سماها الدكتور صادق جلال العظم بالعلوية السياسية. هنا لابد من قول كلمة، حول اختلافي مع الدكتور العظم في هذه التسمية، هي أن الاصح القول بالاسدية السياسية لماذا؟ لأن الموضوع هنا يدور حول سلطة آل الاسد محورا وتأسيسا واستمرارا للطائفية، وليس العكس حتى نقول علوية سياسية. ليست العلوية السياسية هي من أتت بالاسد، بل الاسد اتى بالعلوية في تنظيم ولاءاته وتنضيدها، ليكون حاضنا عسكريا وبالتالي طائفيا للاسدية السياسية، نجح في ذلك بالتأكيد، لكن كل هذا النجاح لا يستمر بالنسبة للطائفة العلوية لو ارادت اختيار رئيسا لسورية غير آل الاسد.

المارونية السياسية في لبنان كانت في مرحلة ما ولا تزال تستطيع الاختيار بين رئيس وآخر، والملالية الايرانية تستطيع اختيار ولي فقيه غير خامنئي وليس من سلالته. فتكون العلوية العسكرية والحاضنة، تشبه الحاضنة التجارية الشامية الخلبية للاسدية. الفارق أن حجم الرشاوي التي تلقتها الطائفة العلوية فاق أي رشاوى تلقتها الحواضن الاسدية. سواء كانت تجارية كما أشرت او بعثية كحاضن حزبي. لهذا العلوية هنا ليست سياسية ولن تكون بأي حال، إلا إذا تحولت لمؤسسة تقود الاسد وليست لمؤسسة ملتحقة بالاسد وهو صاحب قرارها. لهذا القول ان النظام طائفي وليس علوي هو القول الذي يوضح ويشرح جانبا من الوضعية الاسدية في سورية. المشكلة عند الناس أنك عندما تقول بأن النظام طائفي، فورا يتبادر للذهن بأنك تقصد ان النظام علوي. علما أن محصلة وجود العلوية داخل المنظومة الاسدية، هم جنود لحمايتها. عندما تستطيع العلوية السياسية ان تقرر بدلا من الاسدية، وقتها يمكننا الحديث عنها والقول ان النظام علوي، كما يمكننا القول عن الشيعية السياسية في إيران او عن المارونية السياسية في لبنان. العلويون رغم كا ما تلقوه ويتلقونه من رشى جراء اسديتهم هذه يبقوا جنودا لديها. الدليل ان الاسدية لا تسمح حتى ببروز رمز علوي معارض، حتى ولو كان طائفي ليكون بديلا لها داخل الطائفة. لكن الجنود ايضا بحاجة لغطاء ايديولوجي لكي يقتلوا غير المصالح، ايديولوجيا انتجتها الاسدية. هم ليسوا جنود مؤسسة طائفية، لكنهم يقتلون كل الطوائف اذا وقفت ضد الأسد. لهذا هم جنود للأسدية السياسية. الأسدية التي تناولتها بكثير من المقالات.

لنذهب ابعد من ذلك بقليل...

مثلا هل تستطيع الطائفة الآن أن تختار ممثليها السياسيين فيما لو أرادت؟ أم أن الموضوع برمته مرتبط حصريا وبماركة مسجلة باسم الأسدية السياسية هي من تختار عنهم؟! الأسدية السياسية هي أسدية طائفية وتجارية وبعثية وإسلاموية أيضا. استمالة مشايخ السنة التجارية، ليكن لهم الشارع السني كملحق بالأسدية نفسها. هذا لا يغير بأننا بالنهاية امام معضلة القوة العارية التي تستخدمها الاسدية، فهي اعتمدت على تشكيل قوة صلبة موالية من الطائفة العلوية، هي الأداة الأقوى في يد الأسدية لاستمرارها بالقمع لأنها بغير القمع لا تستمر. لهذا تظهر في ميزان القوى على الأرض لحظة استخدمها أنها قوة طائفية علوية، تقتل وتنهب وتدمر.

المرء في النهاية ليس محللا ليميز بين الأسدية والعلوية. ما يراه اناس يتحدثون اللهجة العلوية وهم يقتلون وينهبون. مشكلة الاسدية الآن انها لم تعد تستطيع تغطية هذه القوة الصلبة، بمحيط عسكري من بقية الطوائف وخاصة من الأكثرية السنية كما كان الوضع قبل الثورة السورية2011. لهذا من يقول الآن، أنه لولا السنة في الجيش لسقط الأسد!

هذا كلام غير صحيح، لأنه لو يستطيع الاسد الآن لملمة نصف عدد السنة ومن بقية الطوائف الأخرى الذين كانوا في الجيش قبل الثورة، لما سقطت مدن كثيرة من يده. والسبب ليس فقط انشقاق عشرات الالوف والهروب من الخدمة لعشرات الالوف بل ايضا لأن الثورة زادت من صعوبة ثقة الأسدية بالعسكريين غير العلويين، لهذا أيضا أدخل كل الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية والإيرانية في معركته، الذين دخلوا سورية ايضا ليقتلوا شعبها على أساس طائفي من ولاية الفقيه ومناطق نفوذها.

الأسدية هي الاساس والتخلص منها يضع سورية في عتبة تستطيع بعدها تجاوز كل المحن الأخرى مثل "داعش" وغيرها. لأن الجهادية ايضا مرتبط وجودها بالأسدية. كأي جهادية منتج حديث للفساد السياسي والديكتاتورية والموقف الدولي من المنطقة.

عدوكم الأسدية وليس العلوية، حتى ولو كانت أداة القتل علوية!

التعليقات (2)

    صافي

    ·منذ 9 سنوات 22 ساعة
    تحليل جيد جدا.. اوفقك الرأي تماما.. هذا ما كنت اردده شخصبا لسنوات طويلة

    نذير حمود

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    فعلا، الأسد سخر الطائفة العلوية لخدمته، وليس لديه هم آخر سوى مصلحته الشخصية الصرف. ولكن، وبالرغم من القول أن 80% من الأمن هم علويون، إلا أن عدد المستفيدين فعلا منهم لا يصل إلى الألف، والبقية هم ليسوا أكثر من حرس وسائقين لديه. نقطة أخرى، قولك بـ "شبه الحاضنة التجارية الشامية الخلبية للاسدية" لتوحي بأن الشامية السنية لم تسانده. في الحقيقة، كانت المهمة الثانية الأهم لأجهزة المخابرات (الأولى حماية الأسد) هي حماية تجار دمشق وحلب. وأعطي لهؤلاء الضباط (لحسة) من المكاسب المليارية التي جناها التجار
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات