ونقلت وكالة رويترز عن هذه المصادر قولها إن نتائج فحص عينات أخذها خبراء من المنظمة في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين جاءت إيجابية فيما يخص مواد أولية كيميائية لازمة لصنع العناصر السامة.
وقال مصدر دبلوماسي إن “هذا دليل قوي جدا على أنهم كانوا يكذبون بشأن ما فعلوه بغاز السارين. حتى الآن لم يقدموا تفسيرا مرضيا بشأن هذا الكشف”.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن عينات غاز السارين وغاز الأعصاب أُخذت من مركز الأبحاث والدراسات العلمية الحكومي الذي تقول وكالات الاستخبارات الغربية إن سوريا تقوم بتطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية به.
وفي رد له على ما قاله الدبلوماسيون عن العثور على آثار الغازات المذكورة، قال المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (بيتر) ساوتشاك إنهم يعملون على توضيح إعلان سوريا. ورفض التحدث عن أي تفاصيل لتلك العملية، وأكد أن الفريق العامل سيصدر تقريرا تقييميا في الوقت المناسب.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن بعثة لتقصي الحقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ظلت تجري تحقيقا في ادعاءات بأن عشرات الهجمات قد استخدمت غاز الكلور في الآونة الأخيرة ضد قرى سورية، لكن نظام بشار الأسد رفض السماح لها بالوصول إلى المواقع.ويعزز العثور على غازي “في أكس” والسارين ما تقوله بعض الجهات الغربية من أن النظام يحتفظ بجزء من ترسانة أسلحته الكيميائية، أو أنه لم يكشف عن الحجم الكلي لقدراتها أو ترسانتها الكيميائية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأضافت المصادر أن مفتشي المنظمة الدولية زاروا سوريا ثماني مرات للتحقق من دقة المعلومات التي أعلنتها عن برنامج أسلحتها الكيميائية في التقرير الأولى بهذا الشأن، لكنهم يعودون كل مرة بأسئلة أكثر من الإجابات.
وقال (هاميش دي بريتون جوردون) وهو خبير بريطاني في الأسلحة البيولوجية والكيماوية إن قوات النظام السوري هي على ما يبدو الطرف الوحيد الذي يمكن أن ينفذ الهجمات بغاز السارين في غوطة دمشق في 2013 لأنها نفذت على نطاق واسع وتمت بشكل احترافي.
وقال "هذا يثبت بشكل لا لبث فيه أن غاز السارين كان موجودا في سوريا. إذا كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمتلك هذا الدليل .. فهو بالتأكيد مسمار آخر في هذا النعش."
وكانت الولايات المتحدة قد هددت في 2013 بتدخل عسكري ضد النظام السوري عقب مقتل مئات السكان في الغوطة التي تسيطر عليها فصائل الثورة في ريف دمشق في أغسطس/آب من ذلك العام.
لكن الحكومة السورية وافقت على اتفاق أميركي روسي ينص على التحاقها بعضوية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية واعترافها بامتلاكها برنامجا لإنتاج الأسلحة الكيميائية ووعد بتفكيكه وتدمير المخزون.
وقام النظام السوري العام الماضي بتسليم 1300 طن من الأسلحة الكيميائية للبعثة الدولية المشتركة للقضاء عليها، لكنه ظل ينفي استخدامه غاز السارين أو أي سلاح كيميائي آخر.
وعلى مايبدو أن انتصارات الثوار مؤخراً، والانهيارات التي شهدها النظام في إدلب ودرعا والقلمون، إضافة إلى انهيار الجهاز الأمني والعسكري بعد مقتل أغلبهم، وكذلك الشهادات التي أدلت بها شخصيات لبنانية بشأن قضية الرئيس رفيق الحريري، ربما دفع المجتمع الدولي لتحريك ملف الكيماوي من جديد.
التعليقات (2)