الشهران الأخيران من الحرب في ألمانيا مدمرة، وركام، وخراب، والتي سيطر عليها الجيشان الإنكليزي والأميركي وكذلك الفرنسي والكندي في الغرب وفي الشرق الجيوش الروسية: هذا هدف الكتاب الذي تضمن صوراً معظمها غير منشور، تظهر الرجال في الحرب والمدنيين يهربون والقسم الأهم مخصص للقتال اليائس الذي خاضه جنود الرايخ، وأكثرهم من الشباب غير المدربين.
وعلى الرغم من الدعاية الضخمة للرايخ التي أرادت أن يصدقها هؤلاء، بإعلانها أن النصر لا محالة آت غداً، فإن المقاتلين الألمان الأخيرين واجهوا الحلفاء حتى النهاية حتى ولو لم يكونوا مؤمنين بالرايخ.
هذه الصور تظهر مراهقين وقصّراً ذوي وجوه مشتتة تتناقض مع صور قادة النظام النازي مثل هيملر، الذي حاول التفاوض مع الحلفاء، أو مارتن بورمان الذي فرّ في المعركة. هذه الصور الصارمة المجردة من المجاملة القاتمة، رافقتها نصوص بعضها شخصي وعاطفي، وكذلك من جنود روس الذين هالهم السلوك المتوحش الذي مارسه بعض رفاقهم، الذين راحوا ينهبون ويقتلون ويغتصبون النساء بطريقة منهجية. «كانوا يطلقون النار على الشيوخ، على قطعان البقر(...)، «فالألمان قذرون، صحيح، لكن لماذا تفعلون مثلهم؟ «كانت تلك أرهب لحظة في الحرب« كما كتب نيقولا نيلولين، وهو جندي روسي في المدفعية، الذي صار المحافظ على متحف ليننغراد.
وأخيراً، تشهد بعض الرسائل على تعارضات وتعقيدات المشاعر في تلك الأوضاع. في رسالة مميزة كتبها الليوتنانت رايبشين يروي فيها كيف لم يستطع النجاة من طقوس الاغتصاب، تحت ضغط رفاقه، فاختار امرأة اكتشف وجهها في اللحظة الأخيرة: «لدى رؤيتي وجهها، تجمدت: إنها عذراء البشارة للورونزيتو. تعرت من كل شيء، وأنا كذلك نزعت ثيابي ومسدسي(...) وأحسست بالسعادة تغمرني(...)، السعادة الحقيقية، السعادة الصافية... ولم أعرف كم استغرق ذلك من وقت».
إنه كتاب تاريخ لكنه أيضاً وثيقة عن السلوك الإنساني الذي استسلم إلى أطراف الحرب. ونظن أن خير تعبير عن هذه الحالات هي الصور التي صدرت في هذا الكتاب.
التعليقات (8)