إقامة جبرية!
صحيفة (تيليغراف) البريطانية، قالت اليوم الاثنين، أن اللواء (علي مملوك) رئيس "مكتب الأمن القومي" رهن الاقامة الجبرية بسبب اتصالات قام بها للترتيب للقيام بانقلاب على بشار الأسد الذي تصفه بأنه يحيا في ظل شكوك عميقة في كل من حوله.
وجاءت محاولة مملوك عقب تمكن الثوار من تحرير مدينة ادلب وجسر الشغور، حيث نقلت الصحيفة عن "مصدر رفيع" في النظام، على معرفة بهذه الترتيبات، أن "مملوك تواصل مع المخابرات التركية من خلال وسيط"، كما أن مملوك حاول التواصل مع (رفعت الأسد)، عم بشار الأسد، من خلال تاجر حلبي!
وفي حين رفض (رفعت) تأكيد المعلومة أو نفيها، قال مصدر مقرب منه للصحيفة أن ضباطاً في النظام يدعون "لعودة رفعت الأسد إلى سورية".
مملوك والغرب
بالرغم من السرية التي تكتنف سيرة مملوك مع النظام، فقد ظهر اسمه في مناسبات نادرة لكنها بالرغم من ذلك تدل على ثقة النظام الكبيرة به، حيث سمح له بالتواصل مع جهات غربية لا سيما الأمريكية منها، حيث جاء في برقية سربها موقع (ويكيليكس) عن اجتماع للقائم بالأعمال الأمريكية بدمشق مع ديبلوماسيين في النظام السوري في شباط 2010، أن (علي مملوك)، مدير ادارة المخابرات، انضم للاجتماع فجأة، ونقلت البرقية عن مملوك اصراره على تطوير العلاقات السياسية مع نظامه مقابل تعاونه الأمني مع الأمريكيين.
ويظهر اسمه مرة أخرى في اجتماع مع موظف فرنسي، على هامش زيارة قام بها نواب من اليمين الفرنسي لبشار الأسد، حيث اكتفت المصادر وقتها بالحديث عن تبادل معلومات بخصوص الفرنسيين الذين انضموا لداعش.
رفعت
وعن علاقة مملوك برفعت الأسد يقول "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية" في تقرير طويل عن سيرة عمل مملوك في الأجهزة الأمنية تموز 2002، بأن مملوك تمكن في بداية ثمانينات القرن الماضي من تطوير علاقات مع ضباط في (سرايا الدفاع) التابعة لرفعت الأسد، ويقول التقرير بأن مملوك احتفظ بعلاقات مع رفعت الأسد عبر رجال أعمال.
إيران
تعيد صحيفة "تيليغراف" الخلافات بين مملوك والأسد إلى ازدياد النفوذ الإيراني في سوريا، حيث أضحى أغلب "المستشارين" في القصر الرئاسي هم من الإيرانيين، بالإضافة لسيطرة إيران المتزايدة على النظام "من البنك المركزي، وصولاً لاستراتيجيات المعارك" وتنقل الصحيفة عن مصدر من القصر أن مملوك كان يعارض السيطرة الإيرانية على سورية وأبدى عن قناعته بالحاجة للتغيير.
وتأتي تنحية مملوك بعد قتل رستم غزالة لتدل على شرخ كبير يضرب الحلقة الضيقة للنظام التي حاول المحافظة عليها وتحصينها، وفي كلتا الحالتين يظهر اسم إيران وسيطرتها المتزايدة على نظام الأسد، ولم تعد قضية التدخل الإيراني في سوريا محل نقاش، فإيران ومنذ اليوم الأول للثورة أعلنتها حرباً على السوريين، ولكن يبقى السؤال عن مدى هذا التدخل وسيطرة الإيرانيين على النظام الأسدي إن كان ما يزال جائزاً تسميته بـ"نظام".
التعليقات (12)