كيف تسهم الحواجز العسكرية في إفراغ البيت السوري من مؤونته؟

كيف تسهم الحواجز العسكرية في إفراغ البيت السوري من مؤونته؟
يتفرج السوريون على (كراتين) البازلاء والفول، وعلى جرز الثوم اليابس دون أن يتجرؤوا على الشراء، ويف أكثر الحالات جرأة من الممكن أن يتناول حبة بازلاء يمضغها بمتعة المشتاق، أو حبة فول تذكره بأكياس الفول المفرز التي كانت تملأ (الفريزة) وموسم طبخها في رمضان حيث تعتبر من الوجبات الطيبة التي تثلج القلب الحار، وتطرد العطش والجوع بعد يوم طويل قائظ.

الحواجز العسكرية تلتهم!

بداعي ارتفاع صرف سعر الدولار ارتفعت الأسعار بشكل جهمي في العاصمة وريفها ولمختلف الخضار والمواد الأساسية باستثناء البيض الذي هوى سعره بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والحجة الثانية التي يسوقها التجار والباعة هو انقطاع الطرقات بسبب المعارك في المنطقة الجنوبية (درعا والقنيطرة) وكذلك في الغوطة الشرقية، وسيطرة (المسلحين) على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

الأسواق هي التي تحكم على حال المواطن، ولا أحد يردع التاجر، وهو أيضاً لديه أعذاره من توزيع الكثير من بضاعته على الحواجز العسكرية والأمنية، فهاهنا لا قانون سوى قانون التهديد والابتزاز أو "دناءة النفس" كما يقول لنا أحد التجار... والمخاطر التي يتعرض لها في الطريق تكاد تكون مغامرة يومية، محفوفة الرشاوى المدفوعة وغلاء أسعار محروقات النقل.. وسَفَه العلويين المتحكمين بالحواجز!

عادة موروثة!

الأسعار جنونية التي من المفترض أن تكون عاقلة فهذا الموسم هو الموسم الذي (يمون) فيه السوري ما يمكن أن يمنعه من الجوع في رمضان وقت أن تنفذ هذه الخضراوات، وهي من عاداته المتوارثة والتي تميزه عن بقية الشعوب العربية، ومع ذلك وفي السنوات ألأخيرة لم يتمكن أغلب السوريين بكامل شرائحهم من تموين الفول والبازلاء والمكدوس وحتى الثوم الذي يدخل في أغلب المطبخ السوري إما لغلاء الأسعار أو نتيجة الحصار المفروض على الغوطتين الشرقية والغربية.

اليوم سعر كيلو الفول 125 ليرة سورية، والبازلاء بين 150-200 ليرة وهي يمن الممكن أن ترتفع خمين ليرة أخرى حسب جودتها ونوعية المياه التي سقيت بها كما في قرى جبل الشيخ والقنيطرة، بينما الفول بين 200-300 ليرة سورية وقد توقف أغلب فلاحي زاكية والكسوة في الغوطة الغربية عن زراعته نتيجة الحصار والخوف من كساد المحصول وعدم القدرة على تسويقه.

قصف المزارع!

مناطق مثل (بيت جن) و(جبل الشيخ) تعيش في حالة حرب منذ أشهر، ولا تنفك مدفعية الجيش عن قصف المزارع والبيوت وهذا ما جعل منتجو أفضل أنواع الفول والبازلاء في الريف الغربي يتوقفون عن الزراعة، وبسبب الحصار يضطر ألهالي لزراعة كميات قليلة لسد حاجاتهم وهو كانوا مصدر تلك الخضراوات وبأسعار رخيصة جداً، والحال ينطبق على (دوما) وريفها الذين لا تنفك الطائرات عن قصفها وتدور فيها أعنف المعارك حول العاصمة.

مواسم (المونة) قادمة من أجل مواجهة شهور قاسية تبدأ من رمضان الكريم وحتى قدوم الشتاء الذي سيكون فيه حال السوريين ليس بأفضل من سابقيه في اعوام الثورة على النظام، وتبدو هذه السنة قاسية جداً أكثر من سواها إلا إذا تغيرت الحال وسقطت دولة البعث كما يأمل أغلب أبناء سورية.

التعليقات (1)

    أبو يوسف

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الاقتصاد و السياسة وجهان لعملة واحدة تدمير الاقتصاد السوري و نهب آخر ليرة في جيب الشعب قبل الرحيل هو جزء من الاتفاق الخفي بين بشار و أمريكا من اجل إلهاء الشعب السوري في حالته الاقتصادية المتدهورة و بالتالي لا ينشغل بالسياسة بعد سقوط النظام مما يسمح بفرض نظام عميل لأمريكا على الشعب السوري في غفلة من السوريين ( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات