فضائح إعلام الحوثيين وصالح

فضائح إعلام الحوثيين وصالح
شهدت مراحل عمليات "عاصفة الحزم" حرباً إعلامية ساخنة بين طرفي الصراع في اليمن هدفت إلى كسب العقول والقلوب، وتشتيت وإضعاف الطرف الآخر كأحد جوانب الحرب النفسية.

قبل إغلاق القنوات هذه عن قمر "نايلسات"، وإعادة بثّها عبر قمر آخر، قامت آلة الإعلام الحوثية بشكل خاص بالإفراط في استخدام الصور المزيفة التي لا تخص هذه الحرب كبروباغندا من أجل خلق شعور بأن إعلامهم كمقاتليهم، قائم على السبق والتوقيت المناسب والمفاجأة والإبهار والرعب والإثارة والقدرة على اجتذاب الجماهير وسرعة خلق التأثير المطلوب. ولذلك استخدموا الصور المزيفة كوسيلة للإيغال في زوايا الحرب الإعلامية النفسية بكل أهدافها وسماتها وتقنياتها المتاحة لديهم لكنها لم تصمد أمام موجات التندر والكشف عن حقيقتها بالبراهين من قبل الإعلام الآخر.

تزييف وتمثيل

لم يكتفِ الحوثيون بتزييف الكثير من الأخبار والادعاء لأربع مرات متتالية أن مقاتليهم قد سيطروا على كافة مناطق نجران السعودية، وعدد من المعسكرات السعودية المرابطة في المنطقة منذ أبريل/نيسان الماضي، بل إنهم نشروا صوراً غير واضحة الخلفية يتقدمها أربعة مقاتلين حوثيين ومدفع ويشير عنوانها أن مليشياتهم في وضع السيطرة على معسكر أو منطقة سعودية حيوية. وفي أوقات أخرى يضعون صوراً مأخوذة من شارع أو مرفق حكومي في الكويت تضرر إبان الاحتلال العراقي لها عام 1990 على أنه أضرار من هجمات حوثية في نجران أو جيزان. غير أن الناشطين سرعان ما فضحوا صورة المقاتلين وإثبات نشرها سابقاً في صحيفة يمنية مع ذكر تاريخ النشر وانها تعود لسيطرة المليشيا على أحد معسكرات الجيش اليمني التي احتلوها في سبتمبر/ايلول الماضي.

تنشر الوسائل الإعلامية الحوثية والمتحالفة معها عدداً من الصور المزيفة بشكل شبه يومي في محاولة لصناعة انتصارات موهومة على الأرض. فعلى نفس السياق، تداولت حسابات وصفحات مناصري الحوثيين أنباءً وصورًا تزعم اعتقال السلطات المصرية طياراً رفض المشاركة في عمليات التحالف، في الوقت الذي تبين ان الصورة تعود للطيار أحمد عطا الذي قُتل إثر إسقاط طائرته بصاروخ أطلقته عناصر متطرفة قرب مدينة العريش المصرية مطلع العام الماضي.

وفي سقطة أخرى، تناولت نفس الوسائل صورة شخص زعموا بأنه طيار سوداني تمكنوا من إسقاط طائرته في اليوم الثاني من بدء عمليات التحالف إلا أنه تبين زيف الصورة وأنها مجرد تمثيلية أنتجها الحوثيون، بعد كثافة تساؤل أنصارهم عن أي ردود فعل ناجحة لصد الضربات. ليظهر أن صاحب الصورة ما هو إلا أحد أنصار الحوثي وقد ارتدى زيًّا خاصاً بمهندسي السيارات واضعاً نظارة شمسية على عينيه وهو زي لا يمكن أن يرتديه طيار حربي كما أن ملامحه بعيدة عن أن تنتمي الى الملامح السودانية.

انعدام التخطيط السليم

يقول الباحث الإعلامي حسن الحبشي بأن تزييف الصور سلاح نفسي شائع عالمياً في الحروب، لكنه يتطلب تحليلاً مسبقاً ومهارة وحسابات دقيقة نظراً لفعاليته أو حدة فعاليته العكسية في حال جوبه الزيف بالبراهين. والحوثيون يستخدمون سلاح البروباغندا من دون إتقان وبشكل مفرط. وعندما يفعلون ذلك فانهم يستهدفون في المقام الأول مواليهم ولا يبالون بانكشاف الخديعة بالاثباتات، وفي ذلك خطأ إعلامي كبير يفقد جمهورهم الثقة بهم سريعاً، وإن ادعوا غير ذلك.

بالاثباتات، وفي ذلك خطأ إعلامي كبير يفقد جمهورهم الثقة بهم سريعاً، وإن ادعوا غير ذلك.

وكانت أشهر تلك الصور استخدام بورتريه قديم لمُسِنّة عراقية من سامراء وقد امتلأ وجهها بالطين كأحد الطقوس المذهبية في عاشوراء لتنسبها تلك الوسائل والصفحات الاجتماعية لأحدى العجائز التي خرجت من تحت أنقاض أحد البيوت المتأثرة من القصف الجوي العربي.

أما الوسائل الإعلامية التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح فقد لجأت أيضاً لتزييف الصور كحال حلفائها. وكانت أشهرها صورةالأوزري الذي تحدث الـ"العربي الجديد" بأنه أخذها لضحايا الحوثيين أنفسهم في منطقة أرحب قبل أشهر من "عاصفة الحزم"، وسوقتها تلك الوسائل على أنها لضحايا قصف قوات التحالف. كانت الصورة لطفل في أرحب، دمّر الحوثيون منزله ووقف على أطلاله ممسكاً بأحد خشبات سقفه يبكيه.

وقد قامت قناة "اليمن اليوم" التابعة لصالح، التي أوقف بثّها ليل الجمعة، وصحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم الجيش التي يسيطر عليها الحوثيون بتسويقها باسم "ضحايا القصف السعودي"، بينما جعلتها قناة "آزال" التابعة لأحد أعوان صالح محوراً رئيسياً لبرنامج إنساني مدته ساعة يندب "عهد السلام الذهبي لصال".

أما قناة "اليمن" وهي المتحدثة باسم الحكومة والتي يسيطر عليها الحوثيون فقد وضعتها ضمن فلاش إعلاني كان يتكرر ثمان مرات يومياً. كما اطلع على الصورة عشرات الآلاف من الناس بعد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. ويذكر الأوزري بأنه أطلق حملة على صفحات "فيسبوك" لكشف زيف الادعاءات واثبات ملكيته للصورة وصور أخرى حيث أثبت أنها موجودة في صفحته على "فيسبوك" منذ مطلع العام كما كان قد نشرها في بعض الصحف المحلية في تواريخ سابقة.

لم تكن وسائل الطرف الآخر من الصراع بعيدة عن هذه الحرب النفسية، إلا أنها لم تكن بنفس الإفراط في استخدام مثل تلك الصور، حيث ثبت تورط قناة "العربية" بوضع صور عدّة، وكانت الحادثتين الأشهر، وضع صورة عن صف من قتلى الحرب العراقية الخليجية عام 1991 والآليات المدمرة قالت إنها لمقاتلين حوثيين، وأخرى عن فلسطيني يتجول بحماره في مدينته بينما ادعت القناة بأنها تكشف مدى الأزمة المعيشية التي يمر بها اليمنيون.

التعليقات (1)

    عفاش يكذب منذ30عام

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الملك الكذاب إثمه أكثر؛ لأنه قد أعطاه الله الملك وأغناه الله عن الكذب فما الحاجة إلى الكذب، وجاء في الحديث ان الله لاينظرون اليه وله عذاب عظيم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات