ميشال سماحة: قلْ لي من تعاشر.. أقُل لكَ من أنت؟!!

ميشال سماحة: قلْ لي من تعاشر.. أقُل لكَ من أنت؟!!
أثار الحكم القضائي الصادر عن المحكمة العسكرية اللبنانية بحق الوزير السابق ميشيل سماحة على خلفية إدانته عام 2012 بنقل متفجرات من سورية إلى لبنان استهجان الكثير من اللبنانيين، فقد اعتبره الكثيرون اعتداءاً على السلطة القضائية وتشويهاً لدورها في تحقيق العدالة، ووصفه مراقبون بأنه أمر طبيعي في ظل ارتهان القضاء لمحاذير السياسة وأهواء الطوائف.

فقط (1215 ) يوماً سجناً أي أربع سنوات ونصف سينالها ميشال سماحة، على الرغم من أن قانون العقوبات اللبناني ينصّ في المادة 274: "أنّ كل لبناني دس الدسائس لدى دولة أجنبية أو اتصل بها ليدفعها إلى العدوان على لبنان أو ليوفّر لها الوسائل إلى ذلك، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة، وإذا أفضى فعله إلى نتيجة عوقب بالإعدام".

تاريخ مليء بالشبهات!

يعتبر ميشال سماحة رجل النظام السوري في لبنان، ولطالما أسندت إليه حقيبة الإعلام في الحكومات اللبنانية المتعاقبة، ولطالما سعى إلى تقديم نفسه على أنه سياسي مخضرم ومحنّك، ومع مرور السنوات تحول إلى مروّج ومنفذ للسياسات التي يرسمها نظام الأسد في لبنان

وقد وجد سماحة في النظام السوري ملاذاً لطموحاته الكبيرة، بعد أن نشأ في بيئة الأحزاب اليمينية التي واجهت اتهامات كثيرة في حقبة الثمانينات بأن لها علاقات تربطها بإسرائيل.

في عام 1992، حدث تحوّل مهم في مكانة ميشيل سماحة داخل الأوساط المسيحية، التي حملت عداءً تاريخياً كبيراً لنظام الأسد لا سيّما بعد اغتيال وإبعاد وسجن العديد من قياداتها، فلم يتمكّن سماحة في ذلك العام من إكمال مغامرته البرلمانية في عمق المناطق المسيحية، حيث خسر أكثر من مرة في الانتخابات ولم يستطع الحفاظ على الموقع الذي توفره له حصانةً سياسية في البرلمان.

مستشار الأسد للشؤون الفرنسية!

ومع انسحاب الجيش السوري عام 2005 من لبنان، ابتعد ميشيل سماحة عن الأضواء، مفضلاً العمل مباشرة مع الدائرة الضيقة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث بدأ سماحة في تلك الفترة تقديم نفسه على أنه مستشار الأسد للشؤون الفرنسية وفي أحياناً أخرى معاون مستشارة الأسد بثينة شعبان.

عبر تلك التوصيفات الذاتية غير الرسمية، وجد سماحة فرصةً لتسويق نفسه لدى الغرب لحساب النظام السوري صاحب اليد الطولى في لبنان خلال ثلاثين عاماً، ما دفع خصوم نظام الأسد إلى سوق اتهامات لسماحة بأنه عميل للمخابرات السورية، في حين كانت تلمح بعض الجهات إلى أنه عميل مزدوج للمخابرات السورية والفرنسية.

وكان إدراج اسم سماحة بقرار من وزارة الخزانة الأمريكية عام 2012 على لائحة الإرهاب وتجميد أي أرصدة محتملة له، البداية القانونية لإزالة القناع عن "صبي" بشار الأسد وسبيله لإرهاب لبنان.. وبات سماحة لدى الإدارة الأمريكية إرهابيًا دوليًا، بتهمة العمل على زعزعة الاستقرار في لبنان.

أداة لخداع الأقليات

يشير بعض المقربين من سماحة إلى دوره المؤثر في السياسات التي اتبعها الأسد لمواجهة الثورة الشعبية السورية التي بدأت عام 2011، لا سيّما فيما يتعلق بمحاولة النظام إثارة فزع الغرب والعرب من الجماعات الدينية الراديكالية وتصوير النظام أمام الرأي العام العالمي على أنه معقل الاعتدال وحامي الأقليات والأفضل لمواجهة الإرهاب.

حيث حاول سماحة بلورة وتسويق ما يسمّى تحالف الأٌقليات في لبنان، التي احتضنها حلف 8 آذار المؤيد لإيران والأسد، في حين رفضها فريق 14 آذار، وقد استطاع سماحة جذب بعض الأقليات في سورية لدعم الأسد تحت العنوان نفسه.

إرهابي بالجرم المشهود

وعلى الرغم من أنه لطالما قدم نفسه على أنه رجل سياسة، لا رجل حرب، لكنّ سماحة ضبط بالجرم المشهود وهو ينقل بسيارته الخاصة متفجرات وعبوات ناسفة من سورية إلى لبنان لتنفيذ مخطط استخباراتي لصالح النظام السوري، يستهدف إثارة الفتنة الطائفية في لبنان وقتل المدنيين واغتيال شخصيات بارزة منها الكاردينال بشارة الراعي.

ومن خلال اعترافاته المسجلة لدى الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى الفيديو الذي تم تصويره بشكل خفي خلال حواره مع المخبر السري ميلاد كفوري، يظهر سماحة وهو يتحدث عن تفاصيل عمليات التفجير وهويات الشخصيات المستهدفة بدم بارد ومن دون أن يرمش له جفن.

ويروي سماحة في التسجيل تفاصيل التخطيط لعمليات التفجير في الشمال، حيث تبينت موافقته التي لا تقبل التأويل على التفجير في أمكنة تضم مشايخ وسياسيين سنّة كالنائب خالد الضاهر، كما ذكر خلال التسجيل أن بشار الأسد وعلي مملوك هما فقط من يعرفان بالمخطط الإرهابي.وبذلك تثبت التحقيقات مع ميشال سماحة أن النظام السوري ضالع بما لا يدع مجالاً للشك بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان.

سخرية من تبرير حزب الله لجريمة سماحة

من التعليقات الساخرة على الحكم الصادر من القضاء اللبناني بحق ميشيل سماحة، ما قاله الإعلامي نديم قطيش عن تبرير إعلام حزب الله بالتقليل من أهمية جريمة نقل المتفجرات وتصويرها على أنها "عملية تقنية"، حيث وصف قطيش ذلك التبرير بأنه يظهر سماحة كمجرّد "ديلفيري بوي" مسكين، لا إرهابي خطير.

وفي معرض سخريته، اعتبر قطيش، أن من يحاول التقليل من مخطط (سماحة الأسد) الأرهابي الذي يستهدف قتل المدنيين، يريد تصوير المشهد كأنه محاولة من سماحة للاحتفال بالألعاب النارية في بيته.

الجدير بذكره أن العميد خليل إبراهيم رئيس المحكمة العسكرية في لبنان التي أصدرت الحكم بحق ميشال سماحة، كان قد حظي باحتفالٍ شعبيّ كبير في جنوب لبنان، داخل الحاضنة الشعبية الشيعية التي ينتمي لها، بعد ما اعتبر أنصار حزب الله أن الحكم المخفف للإرهابي سماحة، هو انتصارٌ لحلف "المقاومة والممانعة" على القضاء اللبناني.

محاولة اغتيال

رغم الولاء الذي أبداه ميشال سماحة في خدمة عائلة الأسد لسنوات، إلى درجة تهديد أمن وحياة أبناء بلده، إلا أنّ ذلك لم يشفع له لدى نظام الأسد عندما اعتبر الأخير أن استمرار سماحة في الحياة يشكّل خطراً عليه، نظرا لما يمتلكه من معلومات خطيرة ومهمة جداً عن النظام السوري، وبالتالي يجب تصفيته والتخلص منه.

وقد كشف وزير العدل اللبناني أشرف ريفي أن جهازاً أمنياً "يتمتع بمصداقية عالية" أبلغه بتخطيط النظام السوري لاغتيال الوزير السابق ميشال سماحة، مضيفاً أنّ السلطات الأمنية اللبنانية أحبطت مخططا للنظام السوري لاغتيال الوزير السابق، ميشال سماحة أو اختطافه أثناء نقله من السجن إلى المستشفى.

ميشال سماحة المتواطئ مع حلف (المقاومة والممانعة)، لتنفيذ مخططات إرهابية إجرامية بأوامر من نظام الأسد من أجل زعزعة استقرار لبنان، الخائن لأهله، "الموضوع القابل" كما أسمى نفسه في اعترفاته، لتنفيذ مؤامرة لا يهمه من يمكن أن تأخذ في طريقها... ميشال ليس مزاجاً فردياً، ولا حالة استثنائية نبتت في صحراء غريبة، إنه جزء من محور وحلف وشلة... لكن شلة رفاقه إرهابيون بالجرم المشهود... وإذا عرفنا من هم، يصح فيهم وفيه المثل العربي القائل: "قلْ لي من تعاشر؟.. أٌقل لكَ من أنت؟".

التعليقات (7)

    عمر البيروتي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    لبنان ليس دولة بل مجموعة من المربعات الامنية يحكم كل مربع أمني فيها زعيم ميليشيا طائفية أو ميليشيا حزبية والدولة اللبنانية لا تتجرأ على الدخول إلى أي مربع منها إلا بعد استئذان عناصر أمن تلك الميليشيات و القوى الامنية و العسكرية مبرمجة على العداء لكل ما هو إسلامي و كل ما هو شريف و الجيش اللبناني هو من يحمي ظهر الحزب و لولا الدعم المعلن و الدعم الخفي من الجيش اللبناني للحزب ما تجرأ الحزب على الدخول إلى سوريا و قتل السوريين

    عبد الله السوري

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    قل لي من أصدقائك أقول لك من أنت.وعاشر لمن تعاشر ﻻبد من الفراق. هذه اﻻقوال تنطبق على سماحة وعلى كل مؤيد لهذا المعتوه .

    حسين الاحمر

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    الى ميشيل سماحة احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما السؤال الموجه للسياسي المحنك ميشيل : هل كان النظام السوري يوما ما حبيبا لأحد (سوى نفسه وغدر حتى بأقربائه ) وهل أبغض لبناننا الحبيب أحدا من مواطنيه ( ولوكان ابعد الأباعد )

    وليد

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    نصف القوى السياسية في لبنان عميلة لإيران ( جماعة 8 آذار ) و نصفها الآخر عميل لأمريكا ( جماعة 14 آذار ) أما ميشيل سماحة فقد جمع العمالة من أطرافها فكان عميلا لإيران و إسرائيل في نفس الوقت و له تاريخ طويل في قتل أهل السنة في لبنان

    الى رقم 2

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    انت اضرط من سماحة والله يلعنك انت وياه على الوسخنة! بدي ادعس على راسك على التخلف اللي انت غرقان فيه!

    يفترض

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    يفترض الا تصرح الاحزاب في لبنان على اساس طائفي وان تتعهد بنبذ العنف وبعدم تكديس السلاح وانشاء المليشيات وان تعلن مبادئها وموقفها من ابناء الوطن بجميع طوائفه - المؤسف ان بعض الاحزاب المسيحية في قمة التطرف وتتربص بالمسلمين مع حزب ايران

    alzeir

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    سماحه عينه من حكومه وضعها الاستعمار الفرنسي لكي تكمل النشوار
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات