رسائل إيرانية – أمريكية خلف تفجير القطيف في السعودية!

رسائل إيرانية – أمريكية خلف تفجير القطيف في السعودية!
هل هي صدفة أن يكون أول مقال لي عن القطيف وعن الدمام المدينة التي عشت فيها سبع سنوات وتركتها نهائياً قبل أسبوعين فقط، المدينة التي ينهش فيها هسيس خافت من تحت لتحت من قبل موتوريين طائفياً ومذهبياً ومن مثقفيها قبل أن يكون من الناس العاديين فيها... المدينة التي من شهرين أو اقل أقيم فيها مهرجان شعري أول من نوعيته وضخامته في جمعية الثقافة الفنون بالدمام وفي هذا المهرجان غيبت سوريا الثورة عنها عمداً من قبل المنظمين والمشرفين عليه بدعوتهم لشاعر موالي للنظام هذا الشاعر السوري ضيف دائم على القنوات العراقية الطائفية و شارك قبل سنتين بمهرجان شعري ببغداد تحت رعاية نظام المالكي الطائفي في الوقت الذي كان المالكي يرسل ميليشيات طائفية لقتل الأطفال السوريين من شاكلة ميليشيا أبو فضل العباس وميليشيا حزب الله العراقي البطّاطي.

يوم الجمعة الماضي 22/05/2015 وأثناء صلاة الجمعة حدث انفجار ناجم عن انتحاري هو الثاني ولكن هو الأول من نوعيته وحجمه، الانفجار حدث بمسجد علي بن أبي طالب في بلدية القديح بجوار مدينة القطيف ذات الغالبية الشيعية راح ضحيتها أكثر من عشرين قتيل وعشرات الجرحى ونتج عن هذا العمل الإرهابي بروز حالة طائفية غاضبة حتى وصلت بالبعض أسموه العدواني السعودي على جمهورية القطيف المستقلة وخرجت دعوات لـ"التعبئة العامّة" ودعا عدد من رجال الدين في المنطقة كرجل الدين المعارض الشيخ عبدالكريم الحبيل إلى تشكيل لجان شعبية عاجلة لحماية القطيف شبيهة باللجان الشعبية للحشد الشيعي العراقي الذي دعا إليه المرجع الديني السيستاني.

ومع أن الانفجار كان متوقعاً سواء في المكان أو الزمان الذي حدث فيه تفجير القديح فأن أغلب الذين أدلوا بتحليلاتهم حوله لم يدرك بعد لماذا حدث ما حدث و لماذا ممكن أن يحدث غيره من التفجيرات في المكان ( المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية ) نفسه ؟..

طبعاً التفجير تبنته دولة (داعش) الإرهابية و هو متوقع حتى بيان التبني كان محضر قبل حدوث التفجير كما هو الآن محضر بيان تبني من قبلها لأي تفجير يحدث في الأيام القادمة ، ومَنْ غير داعش اليوم نجمها ساطع في عالم الإرهاب كمعادل موضوعي ( أوجد) ليوازن الإرهاب الإيراني و إرهاب المنظمات و الميليشيات الشيعية في الدول العربية و المرتبطة مباشرة تحت أمرة سيد الإرهاب الإيراني علي الخامنئي والذي تعددت نشاطاته الإرهابية في السنوات الخمس الأخيرة مع اندلاع ثورات الدول العربية الخمسة ( تونس / ليبيا / مصر / اليمن / سوريا ) بالإضافة إلى اندلاع حراك شيعي في البحرين حول دوار اللؤلؤ و انطفائه حول الدوار نفسه الذي هدمته شركة صينية عقارية و لم يحتاج انطفاء هذا الحراك أكثر من آلية للشركة المذكورة لا أكثر مع أنه قيل أن قوات درع الجزيرة تدخلت لمحاصرة هذا الحراك ووقتها أذكر أن السيد وليد المعلم وزير خارجية النظام الإرهابي السوري ومن إيران تحديداً صرح بشرعية تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين و ما زال التصريح على محرك الغوغل لمن يريد التأكد مراجعة السيد غوغل ليخبره ، هذا واحد من المواقع ( قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن قوات درع الجزيرة المتواجدة في البحرين ليست قوات احتلال وإنما تأتي في إطار مشروع، مشيرا الى أن الاتفاقيات التي أسست درع الجزيرة والاتفاق المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي تشكل الأساس القانوني... روسيا اليوم ).

لنعود إلى تفجير مسجد علي بن أبي طالب في القديح السعودية و نتساءل هل كان ممكن أن يحدث و بهذا الكم من الضحايا فيما لو كان الحكم في المملكة العربية السعودية ما زال على قيد حياة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز و السياسة الخاطئة التي كان يتبعها مع التوسع الإيراني في الدول العربية تحديداً فخلال 10 سنوات من حكمه ذهبت العراق لإيران و سوريا لها و لبنان و في ثلث السنة الأخيرة من حكمه كادت أن تطير اليمن .

أكثر من ذلك هل كنتم تتوقعون حصول عاصفة الحزم على جماعة الحوثيين الإرهابية لو إنه أي الملك عبد الله ما زال في الحكم بالتأكيد لا و إنما كنا سنرى التحالف الأمريكي السعودي على داعش هو وحده في التوسع على عكس تراجع هذا التحالف في ظل حكم الملك سلمان بن عبد العزيز وانصرافه لتوسيع تحالف الدول العشرة الذي تقوده السعودية ضد التوسع الإيراني في اليمن و سوريا الآن تحديداً على أن يتوسع لاحقاً أكثر في دول أخرى .

إذاً المخطط الإيراني – الأمريكي والذي كان برعاية و تنفيذ خلية خالد التويجري في الديوان الملكي في السعودية قد ضرب بالصميم حتى نكاد نقول إنه انتهى إلى الأبد ... حيث من أوجد داعش و من وسع نشاطات داعش و سلمها مدن و أسلحة فرق عسكرية ضخمة في العراق و سوريا كان يهدف إلى خلق البديل للمنظمات الإرهابية الشيعية و بديل النظام السوري ليتم محاربته و هو ما حدث على أيام الملك عبد الله حيث تشكل التحالف الدولي الأمريكي من أجل ذلك ، في حين جهود الملك سلمان و اتفاقه مع تركيا و القطر ينصب الآن لمحاربة الحوثيين وبقايا النظام السوري و حزب الله و الميليشيات الشيعية العراقية الموجودة على الأرض السورية .

إذا كيف سنعيد المملكة العربية السعودية و نجعلها تغير سياستها الحالية و تعود لمحاربة داعش وجبهة النصرة و بحجة إرهابهما نجعلها تحارب المعارضة السورية كلها... السبيل لذلك علي أن ننقل نشاط داعش و بقوة إلى المنطقة الشرقية في السعودية و هي المنطقة الوحيدة الموالية بغالبية سكانها لإيران أو المعارضين بغالبيتهم لحكم الملك سليمان بن عبد العزيز و بالأخص معارضين لولي العهد الجديد الأمير محمد بن نايف حيث يذكرهم بالمرحوم والده نايف بن عبد العزيز الذي كان بالمرصاد لأي تحرك شيعي معارض في السعودية.

إذاً داعش و في وسط شيعي تقوم بتفجيرات من وزن ثقيل كوزن التفجير الأخير في القديح أو بوزن أثقل لتفجيرات قادمة يذهب فيها ضحايا مدنيين شيعة تحديداً لا تمانع ايران بالتضحية بهم طالما هم من شيعة العرب و في النهاية قتلهم يخدم سياسات ايران التوسعية في المنطقة .

ألم يقل مؤخراً الإرهابي حسن نصر الله ( #زميرة ) بعد عاصفة الحزم إن الحرب لن تبقى على إيران وعلى وعلى حلفاء إيران سوريا و إنما سوف تتدحرج إلى باقي البلدان وما تفجير القديح بعض هذا التدحرج .

فالملك سلمان أدرك المعادلة مبكراً وخلال الأيام الأولى من حكمه حيث أعاد ترتيب البيت الملكي و استبعد من يمكن أن يعرقل تطبيقه للمعادلة الجديدة ، المتلخصة بـ أنه للقضاء على الإرهاب الداعشي عليك أولا القضاء على المسبب لظهور داعش و غير داعش من منظمات إرهابية و نفذ رؤيته فور استلامه الحكم ، على عكس الملك عبد الله و شلته التي كان يقودها التويجري العميل لإيران حيث كانوا إلعوبة بيد ايران و الغرب و سرعان ما شكلوا تحالف دولي لمحاربة داعش وغضوا النظر عن إرهاب الأسد وإرهاب الفئة من الشيعة في المنطقة كإرهاب حزب الله و إرهاب الحوثيين في اليمن ...

تفجير داعش في القطيف هي رسالة من إيران ومن خلفها أوباما الجبان إلى الملك سلمان، أن ينحو منحى ومسلك الملك عبد الله في سياسته و الالتفات لمحاربة (داعش)، وتركه محاربة الأيدي الشيعية القذرة لإيران في الدول العربية.. فكلنا نعلم أن السياسة الجديدة للملك سلمان تتمثل في محاربة الحوثيين في اليمن و محاربة الأسد وحزب الله في سوريا و النتائج ظهرت و توضحت للقاصي و الداني ، وهذا ما لا ترغب به إيران لذلك ترى إيران اليوم سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أعطت التعلميات لأذنابها بتسليم مناطق ومدن لداعش كي تكون خطراً على السنّة في العراق أكثر وعلى المعارضة و الثورة في سوريا و من ثم تكون خطراً على السعودية والملك سلمان. ومن الأدلة على هذا قول رئيس أركان الجيش الأمريكي أن القوات العراقية خرجت طوعا من الرمادي ولم تجبرها داعش.. وأن تحقيقاً في الأمر يجري الآن، ونفس الشيء حدث في تدمر انسحاب دجاجات النظام دون أي قتال ونتف ريش بعضهم هم وداعش.

هذا ملخص رسالة تفجير القديح في منطقة القطيف السعودية وإلا كان على داعش أن تذهب وتفجر مسجد في ايران (حتى لو كان مسجد سنّي رغم عدم وجود مساجد سنّية في إيران) هناك فقط لا مصلحة لإيران ولأذناب إيران في المنطقة من وراء هكذا تفجير ومن لا يريد أن يرى يبقى على اسطوانته المشروخة والتي لم تعد تطرب الملك سلمان ولم تعد تطرب الأحرار كما لم تعد تطربني نهائياً.

* كاتب وشاعر كردي سوري مقيم باسطنبول

التعليقات (7)

    سوري سني للعضم

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    مقالة رائعة تدل على فهم عميق لمجريات الأحداث ولأبعاد الإجرام الذي تمارسه داعش وأخواتها من الميليشيات الشيعية التي تنفذ مخطط فارسي قذر يستهدف الدول العربية قاطبة والعالم الإسلامي في مرحلة لاحقة إذا تحققت أهداف الفرس في تدمير الدول العربية

    رزوق

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    تلكلك منطقي جداً . فطول عمر الثورة السورية جعلنا نفهم الطريقة التي تفكر بها ملالي طهران ومنظماتها القذرة. فأيام المالكي قام الجيش العراقي بتسليم الموصل لداعش. وقام نظام الفسد بإخلاء الرقة لصالحها وفي عهد العبادي سلمت الرمادي وتدمر لداعش. كل هذا مخطط إيراني لوضع المقدمات لتدخل عسكري واسع وبمباركة دولية. وتفجير القطيف هو عمل إيراني على غرار تفجير الحسينيات في بغداد وإلصاقها بالمقاومة العراقية. وتماماً كما يفعل نظام الفسد في حي الزهراء بحمص وفي حي القصاع المسيحي بدمشق.. لقد باتت تكتيكاتهم مفضوحة.

    بوناصر

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    نعم أخي الكاتب والمشاركين، اصبحنا والحمدلله على يقين مائة في المائة 100% بأن ايران هي من جلب داعش ويسيطر عليه ويحركه كما يريد في سوريا وفي العراق وفي السعودية اليوم، لان عناصر داعش القيادية ببساطة مرتزقة ويهمهم المال، أما من ينفذ العمليات والمتفجرات هم شباب متحمسون وللاسف لايعرفون لعبة إيران الخبيثة، يريدون على سذاجتهم عمل شيء جيد للعرب والاسلام ولكن النتيجة كما نعلم هي العكس، يوما ما سيتضح المشهد حتى لابسط شاب على الارض أن داعش من صنع ايران وتريد تشويه الاسلام وخاصة السنّة

    حسان

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    سأقدم شكري لقناة وموقع أورينت وفخري بها كمنارة للوعي السوري الحر والناضج والذي ميز السوريون وميز ما يكال لثورتهم من خلال عمق المأساة .. لأجل ذلك الوعي حوربت الثورة وحورب شعبها الواعي المتميز بثقافته وعمق ادراكه الذي برز في مقاربة الكاتب واشاراته المباشرة والغير مباشرة للمحرك الحقيقي لالة الارهاب التي تتصدى لحلم الشعوب العربية ..ايران ومناذرتها العرب هم اس الارهاب واساسه

    سني من حمص العدية

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    مقال جميل اشكرك جدا

    خالد ابو عمر

    ·منذ 9 سنوات أسبوع
    اذا استطاع اي انسان ان يبرر للجميع قيام داعش بجمع شباب ورجال العشائر السنية واعدامهم جماعيا ( البو نمر قبل ايام) ومهاجمة مدن وقرى الانبار العربية السنية "دونا عن غيرها" واحتلالها ثم الانسحاب منها وافساح المجال اما المستعربين من الحشد الشيعي للاجهاز على السكان "تكريت قبل أيام"وادعاء انهم هم القادرين على حماية العراق بعد الفشل المدبر للجيش العراقي (حتى لا تتحمل الحكومة مباشرة تبعية المجازر والنهب والحرق الذي تقوم به المليشيات الايرانية ...فاننا سنصدق داعش

    مروان خورشيد عبد القادر

    ·منذ 9 سنوات 4 أيام
    نعم كل جمعة سوف يحدث تفجير بمسجد شيعي في الدمام و القطيف حتى يترك الملك سلمان محاربة الحوثيين و الاسد و يعود مثل الملك عبد الله لمحاربة الدواعش كما هو المطلوب ايرانياً و أمريكياً و الثمن سيدفعه شيعة السعودية : ‫#‏عاجل‬ تفجير في مسجد الامام الحسين في حي العنود في ‫#‏الدمام
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات