النأي بالنفس عن معركة إدلب!
منذ تحررت مدينة إدلب قبل حوالي الشهرين أصبحت القريتان محاصرتين بشكل كامل، وربما أدركتا حينها بأن دخولهما في تلك المعركة إلى جانب قوات النظام سيأزم وضعهما مستقبلاً لذلك قررتا عم المشاركة مع النظام خلال معركة إدلب, وكذلك لم يُسرع جيش الفتح بإعلان الحرب عليهما واكتفى في بيان لقائد أحرار الشام هاشم الشيخ قال فيه: "إن أي قصف جبان يستهدف أهلنا المدنيين في إدلب، سيكون ردُّنا مماثلًا على بلدتَيِ الفوعة وكفريا بمن فيها من مرتزقة إيران" ..
"دمر النظام إدلب وهدم الكثير من المباني على رؤوس من ظل من ساكنيها, ولو رُد على كفريا والفوعة بالمثل لسويتا بالأرض".. يقول أحد الثوار. فقد كان مسلحو ميليشيات الفوعة وكفريا يتأملون بعودة النظام إلى إدلب فلم يتوقفوا - بالرغم من الحصار المطبق - عن قصف المدن المجاورة كبنش ومعرة مصرين بالقذائف الصاروخية, ولكن هزيمة النظام في معسكر القرميد ثم المسطومة جعلتهم يفقدون الأمل بعودة النظام إليهم فانخفضت استفزازاتهم للمدن المجاورة مؤخراً لكنها لم تنعدم كقيامهم بإحراق المحاصيل الزراعية.
ما الخيارات المطروحة؟
تقول الوقائع أنه ثمة خمسة خيارات مطروحة لفك الحصار عن القريتين الشيعيين اللتين ما انفك مسلحوها يقصفون مناطق الجوار.. وفي بعض الخيارات ربما يختلط الجد بالهزل، شانه في ذلك شأن حال النظام الذي طحنته الهزائم.
1- عاصفة الأسد لفك الحصار!
يخرج مؤيدو النظام في دمشق، بمسيرة تضامنية مع (الفوعة) و(كفريا) مطالبين رئيسهم بفك الحصار عن القريتين "المسالمتين".. وربما لم يدرك هؤلاء في دمشق ما معنى أن يفك الأسد الحصار عنهم.. يقول مراقبين، مطالبين هؤلاء بأن يعودوا يومين بالذاكرة وبالتحديد إلى مستشفى جسر الشغور فقد طالب مؤيدوا النظام بحملة (عاصفة الأسد لفك الحصار عن مشفى جسر الشغور) وماذا كانت النتيجة؟
انتصارٌ "ساحق ماحق لم يسبقه إليه سابق ولا لاحق" استطاع من خلاله "أبو العواصف" فك الحصار عن 250 شخص فعاد منهم أحياء حوالي 20 شخصاً !
أي أن عدد المحاصرين في الفوعة وكفريا إن كان تقريباً 20 ألف فسيحتفل النظام بالنصر التاريخي المؤزر بعد أن ينجو منهم 400 شخص فقط .. فياله من نصر عظيم إن حصل!
2- تبادل المساعدات..
وهو احتمال أن تترك القريتين تحت الحصار، مع مفاوضة النظام على مناطق محاصرة كالغوطة أو حي (الوعر) وإجباره على إدخال المساعدات إليها وبالمقابل إدخال المساعدات إلى (الفوعة9 و(كفريا).
3- نموذج حمص!
حلٌ كالذي حصل في حمص بتأمين خروج المحاصرين إلى مناطق سيطرة النظام تاركين كل أسلحتهم بالإضافة إلى مكاسب أخرى كالإفراج عن المعتقلين أو فك الحصار عن مناطق الثوار في أماكن أخرى.
4- نزع السلاح سلمياً..
عبر تسليم المطلوبين من الفوعة وكفريا ونزع السلاح بالكامل منهما وتخيير المدنيين – إن وجدوا- بين البقاء أو الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
5- الاقتحام..
اقتحام القريتين عسكرياً وربما تشوب هذا الحل سلبيات عديدة أهمها توجيه الرأي العام العالمي واستغلال الاقتحام سلبياً في تشويه صورة جيش الفتح إعلامياً كون الرأي العام العالمي مولع بمشاعر الأقليات "الوديعة في سوريا".
خطورة سلاح الفوعة وكفريا..
في جميع الأحوال ومهما كان الحل فالجميع يؤكد أنه لابد من نزع سلاح هاتين القريتين فمن غير المقبول بعد تحرير محافظة إدلب بالكامل أن تبقى مدن ريف إدلب كمعرة مصرين وبنش وغيرها مهددة بالقصف في أي لحظة مجنونة من هؤلاء القتلة.
عدا عن ذلك فإن مسلحي هاتين القريتين، مازالوا يسيطرون على أراضٍ ومعامل ومداجن ليسوا تابعين لهما بالأساس كمثال "معمل دحروج"على طريق إدلب معرة مصرين القديم والذي تقدر محتوياته بمليار ونصف المليار ليرة سورية.
بالإضافة إلى تواجد أراض زراعية كثيرة أصحابها من المدن والقرى المجاورة لـ(الفوعة) و(كفريا) لا يستطيعون الاستفادة منها منذ سنوات خشية استهدافهم من القناصة, وقد قامت ميليشيات القريتين مؤخراً باستهداف المحاصيل الزراعية في بنش وسراقب ماتسبب بنشوب حرائق كبيرة.
ولاننسى إغلاق طريق اتستراد إدلب القديم لمروره قرب الفوعة وكفريا ما يصعب التنقل من وإلى إدلب حيث يضطر أبناء الريف الشمالي لسلوك طرق وعرة وبعيدة للوصول إلى إدلب.
وبانتظار الأيام القادمة تبقى الفوعة وكفريا من القرى "المدللة" حتى في حصارها فهو ليس شبيهاً بحصار الغوطة التي اضطر أهلها إلى أكل أوراق الشجر,.. في حصار الفوعة وكفريا تأتي مروحيات النظام بشحمها ولحمها و"عظمها" لترمي المساعدات الغذائية إليهما, في ذات الوقت الذي ترمي إلينا في المناطق المجاورة "مساعدات متفجرة".
التعليقات (10)