مؤتمرات المعارضة السورية الصومالية!

مؤتمرات المعارضة السورية الصومالية!
بداية لابد ان أوضح نقطة تتعلق بالكتابة عن هذا الشأن. كلما أكتب عن مؤتمر من مؤتمرات المعارضة يواجهني بعضهم باعتراض ذو شقين:

الأول: لماذا لا تترك الناس يعملون، طالما لا يوجد لديك حل، خاصة أن الحلول السابقة لم تفلح، قصدهم طبعا الحل العسكري!

والشق الثاني: يتعلق بأنه كوني غير مدعو فأنا أهاجم المدعوين.

بالنسبة للشق الشخصي أقول فقط دعيت إلى أكثر مؤتمرات المعارضة، لم اذهب منذ مؤتمر تونس للمجلس الوطني نهاية 2011 وآخر مرة قررت فيها الذهاب لمؤتمر المجلس في قطر لكي أسجل موقفي ضد تأسيس الائتلاف، لم اعطى فيزا من قبل الاشقاء في قطر!!

بقية الدعوات اعتذرت عنها. وسجلت لماذا اعتراضي علنا عبر كتاباتي؟ اعتراضي الأساسي كان أنها مؤتمرات لمزيد من الصوملة، لكون الأجواء الدولية ترغب بذلك. لو كان هذا الشق بقي مقتصرا على اشخاص لما رددت لكن هنالك من هم في موقع المسؤولية في ملف سورية لدى دولة لها تأثير قوي، هو معرفة شخصية قديمة قبل الثورة. سجل لي هذه الملاحظة في تراسل خاص. بأنه يعرف أنني لن اذهب، لكن لكونك لا تذهب لماذا تهاجم!!! عود للشق الأول من الاعتراض والذي هو الأهم بالنسبة لي للرد عليه. كل مؤتمرات المعارضة حتى اللحظة، كانت وبالا على الثورة.

مؤتمر وحيد كان يمكن أن يكون وجهة حقيقية للثورة، هو تأسيس المجلس الوطني. لكن تلك المعارضة اضاعت فرصتها في أن تكون ممثلا حقيقيا للثورة. السبب الرئيسي في ذلك هو الموقف الدولي والإقليمي منذ بدء الثورة وحتى اللحظة. الائتلاف وقد شكل على خلفية الصوملة. والدليل هو الوعود التي كذب فيها مؤسسوه. الآن بعد دخول الثورة السورية سنتها الخامسة، لاتزال نفس الوجوه تقريبا ونفس اليافطات ترفع عند الدعوة لكل مؤتمر، مؤتمر بالاستانة الكازاخية، مؤتمر سيعقد في القاهرة، ومؤتمر سيعقد في الرياض. في معارضين سيشاركون بالمؤتمرات الثلاث!! كيف؟ كل المؤتمرات لا تأثير لها والمشاركين فيها لم يعد لهم تأثير على الأرض، ما خلا مندوبي زهران علوش المتهم بخطف رزان زيتونة ومن معها ومانع معركة دمشق. الذين ربما يحضرون مؤتمر القاهرة ومؤتمر الرياض!

من الملاحظات التي قدمتها ضد تأسيس الائتلاف، أنه خطوة نحو تعميق الفصل بين ما يجري على الأرض في سورية وبين المعارضة السياسية، أي مزيدا من الصوملة التي كان يعمل عليها أوباما مع بعض الدول الإقليمية. وهذا ما حصل بعد مسيرة سنتين من عمر الائتلاف. عندما تعرف تفاصيل التحضير للمؤتمرات الثلاث التي ستعقد خلال شهرين للمعارضة، تعرف أنك امام حالة نموذجية من الصوملة (السورنة ) كما اسميتها منذ العام الأول للثورة، المعارضة هذه ساهمت بكل ما تملك من إمكانيات في هذه السورنة!! حيث لدينا الآن كيانات لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، ولا فعل على الأرض. والدول تستخدمها على الطالع والنازل وبنفس الشخصيات تقريبا.

من جهة أخرى أوضحت السنوات الأربعة أن آل الأسد وجودهم مرتبط بالامتناع عن أي حل سياسي. الامتناع عن السياسة هو العنصر التكويني لهذه العصابة.

مسيرة المعارضة ربما نجدها في مسيرة بعض الشخصيات التي بدأت اول الثورة بالواجهة، منها من يزايد بالسلمية ضد العسكرة ومنها من يزايد بالعسكرة ضد السلمية، وكلاهما ضد التدخل الدولي لحماية المدنيين. مسيرتهم تكللت بطلب اللجوء في بلدان أوروبا والعالم، او العودة لحياتهم السابقة في دول المهجر للذين هم في المهجر اساسا. هم الذين كانوا يعتقدون انهم قاب قوسين او أدني من سقوط الأسد، هؤلاء أنفسهم كانوا يشتموننا عندما كنا نقول لهم لا سلمية ولا عسكرة الأسد بدون قرار دولي لن يسقط ولا يوجد قرار دولي عموما ولا يوجد قرار أمريكي بذلك.

الآن نسألهم هل قدم احدكم للناس ما الذي حدث معه أثناء تصدره واجهة المعارضة ومؤتمراتها؟ ولماذا تكللت مسيرتكم بالعودة إلى حياتكم الطبيعية أو باللجوء إلى بلدان العالم؟ نوع من النقد الذاتي أيضا مفيد. عندما لا يكون قرار بالإسقاط، معنى ذلك أن هنالك قرار بالسورنة. ليقل لنا الرؤساء السابقين للمجلس الوطني والائتلاف لماذا وصلنا ووصلتم إلى هنا؟ هيئة التنسيق لم تغير رئيسها!! لأن الاسدية امتناع عن السياسة يجعل كل مؤتمر يعقد للمعارضة من أجل حل سياسي هو مؤتمر لخدمة آل الأسد تحديدا. أيا تكن الشخصيات الموجودة فيه وأيا تكن الجهات الداعمة. ما اطلبه هو الكف عن الكذب على شعبنا الذي دفع الغالي والرخيص من أجل حريته وكرامته.

التعليقات (4)

    علوي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    كلام جميل

    ابن سوريا

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    أنا سوري واقول كما يقول اي سوري: الإئتلاف لا يمثلني ولو اعطيت الإختيار بين بشار والإئتلاف لإخترت نظام الاسد ليس لانه جيد ولكن لا نبدل سيئآ بأسوء منه! نحن نعلم بأن الإئتلاف يتشكل من الدول اللتي تدعي بأنها صديقة الشعب السوري ولكن هذا الإئتلاف أشبه ما يكون بجنيف 1-2- 3-66- إنه مضيعه للوقت لتدمير اكبر مايمكن تدميره وقتل عدد اكثر ما يمكن قتله من الشباب السوري والإئتلاف ليس فقط عاله عالثوره السوريه بل هو اصبح سرطان لا يفيد فيه الجرع الكيماويه

    العقيدي

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    أي معارضه خارجيه الآن فهي ورم سرطاني في جسم الثوره السوريه وأداة رخيصه بيد الخارج للبيع والشراء المناطق السوريه اللتي خرجت عن سيطرة النظام تعادل مساحة لبنان 8مرات

    sami

    ·منذ 8 سنوات 11 شهر
    انت خارج الوطن ولم تحمل سلاح فانت لا قيمة لك من لهم القيمه من قدموا التضحيات لا من قدموا الكتابات
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات