وأوضح العريف أنه بدأ العمل عام 2002، ورافق الحريري في لبنان وفي زياراته سورية. وقال: « بقي مع الرئيس الحريري بعد تركه رئاسة الحكومة ثمانية عناصر حماية من قوى الأمن الداخلي وكنت أنا بينهم». وزاد: «عندما كان رئيساً كان هناك 50 عنصراً للحماية، منهم عناصر استقصاء يخرجون قبله وخبراء متفجرات ليؤمنوا له حماية المكان الذي سيقصده وقرر اللواء علي الحاج سحبهم وتم اختيار ثمانية منهم للبقاء بعد اجتماع حصل بين أبو طارق (يحي العرب) وطلال ناصر. وكنا نعرف تحرك موكب الحريري قبل دقائق من انطلاقنا».
وروى تفاصيل زيارة تهديدية قام بها غزالة لقريطم قبل 15 يوماً من الجريمة، واصفاً سلوك أمن غزالة المخابراتي بـ «المختلف عن العادة». وقال: «وصل الموكب ودخل مرافقو غزالة إلى قصر قريطم بشراسة وكأنهم يريدون قتل الرئيس الحريري أو خطفه وكنا نقف على باب القصر فسمعنا من أحد شباب المرافقة، أنهم قالوا للرئيس إذا بتغلط معنا نحن منخطف الست هند (ابنة الحريري)، فحصلت فوضى في القصر والوضع كان مخيفاً، توتَّرنا لأنهم لم يأتوا في زيارة بل أتوا في شكل غير طبيعي». وبشأن من شهد أيضاً على الحادثة، قال: «الشباب الأربعة الدركيين الذين كانوا معي على باب القصر». وزاد: «عندما غادر غزالة كنت واقفاً أمام القصر وسمعت مرافقين يتكلمان معاً وسمعت أحدهما يقول إن غزالة هدد بخطف ابنة الرئيس». وتحدّث العريف أيضاً عن تهديد آخر من غزالة في إحدى زيارات الحريري عنجر قبل شهر أو أسبوعين من الجريمة «كنا في مكتب غزالة وجاء مرافقه وضربه بمسدس على كتفه. هكذا سمعنا عندما ذهبنا في الموكب إلى مستشفى الجامعة الأميركية. وعند خروج أبو طارق من عند غزالة كانت الدمعة بعينه».
ولفت إلى أن المرافقين كانوا يبلّغون بتحرك الموكب قبل دقائق من انطلاقه، مؤكداً أن جهاز التشويش في موكب الحريري كان شغالاً.
وقال: «الشهيد طلال ناصر أعطى يوم الجريمة تعليمات مختلفة بإطلاق النار على أي شخصٍ يقترب من الموكب لأن الوضع سيِّء». وقال: «الموكب سلك يوم 14 شباط (فبراير) شارع فوش، نزلنا بعكس السير إلى اليمين وفي وجهنا كانت القاعدة البحرية ثم ذهبنا شمالاً باتجاه السان جورج وتلقينا ذلك من طلال، وقال لنا «بحري».
وأضاف إنه لم يلاحظ «وجود شاحنة من نوع «فان» لدى مرور الموكب أمام فندق «السان جورج»، بل لاحظ شاحنة صفراء محمّلة بالحديد يقودها رجل مسن تسلك الاتجاه نفسه الذي كان يسلكه الموكب وكسرنا عليها حتى نزيحها وكانت الشاحنة تسير ببطء جداً، كانت ممكن ان تشكل خطراً ولكن في النهاية كانت محملة حديداً».
وعن عمل اللواء وسام الحسن مع الحريري في الفترة التي سبقت اغتياله، قال: «كان الحسن منفصلاً عن العناصر الثمانية».
وأوضح أن أجهزة الهاتف تكون معطلة نتيجة وجود أجهزة التشويش وكان يتم الاتصال بنا من سيارات الموكب عبر اللاسلكي».
وقال: «عندما حصل الانفجار للحظات كان مكان الانفجار أبيض وبعد 10 ثوان هبّت النار كبيرة وقد تكون مادة c4 وبدأ الشباب يحترقون فركضت إلى سيارة الرئيس. رأيت النار تخرج والرئيس لم يكن في السيارة. رأيت الوزير فليحان كان واقفاً بجانبي يذوب من شدة النار، كان يذوب كله. والحريق كان كبيراً، لا تستطيع إطفاء أي شخص».ولفت الشاهد إلى أنه رأى الرجل المسن الذي كان في الشاحنة ينزف.
التعليقات (5)