ونقل تلفزيون "الجديد" المقرّب من حزب الله عن مصدر قيادي في "الشيوعي اللبناني" أن المجموعات موجودة في عدد من قرى البقاع الشمالي وهي خطوة جدية هدفها دفاعي عن القرى الحدودية في وجه الخطر التكفيري، ونقل "الجديد" عن المصدر تأكيده "أن الخطوة أتت بقرار مركزي" وأن ما سماه "كوادر" قديمة بالحزب تتولى تدريب هذه المجموعات، دون أن يفصح عن مصادر التسليح والتمويل.
نفي بمعنى التأكيد
من جهة أخرى نقل موقع "جنوبية" اللبناني عن مسؤول في "الحزب الشيوعي اللبناني" نفيه وجود قرار مركزي بهذا الأمر، لكنه لم ينف الصورة أو انتماء من فيها لحزبه، بل قال أن الصورة نشرت "بمبادرة فردية" في إطار ما أسماه "الدفاع عن الأراضي اللبنانية بوجه الإرهاب" نافياً في الوقت نفسه أن يكون الكلام المنشور بتلفزيون (الجديد) صادراً عن قيادي في الحزب.
ونقل موقع "جنوبية" عن المسؤول الحزبي تأكيده أن "الشيوعيين" من حزبه موجودين في كل لبنان، وكل في مكانه سيشارك في "التصدي في حال وجود أي خطر إرهابي" وأضاف "نحن لنا دور كحزب شيوعي منذ 1982 بمقاومة العدو الاسرائيلي ولم نعلن حينها ان الحزب وراء هذه العمليات بل باسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية واليوم هذا الموقف مشابه".
جورج حاوي
تجدر الاشارة إلى أن القيادة الحالية للحزب الشيوعي اللبناني تابعة للنظام السوري ولميلشيا حزب الله ولا علاقة لها بمن قاوم وقاتل الاحتلال الاسرائيلي. أما عن مشاركة الحزب الشيوعي اللبناني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي فكانت بقيادة "جورج حاوي" الذي كان أحد أبرز قادة "الحركة الوطنية اللبنانية" إلى جانب "كمال جنبلاط" في تلك الفترة، كما كان معروفاً بعلاقته القوية مع المقاومة الفلسطينية و"ياسر عرفات"، وأعلن مع "محسن إبراهيم" الأمين العام لمنظمة "العمل الشيوعي" إطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عام 1982، وقامت ميليشيا حزب الله والنظام السوري كما هو معروف باغتياله عام 2005 بعبوة ناسفة في سيارته.
وكانت ميليشيا حزب الله قد قامت في ثمانينات القرن الماضي، وبدعم مباشر من النظام السوري بمنع كافة التشكيلات اللبنانية الوطنية من المشاركة بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، بل وقامت الميليشيا باغتيال قادتهم الميدانيين لإجبارهم على التوقف عن المقاومة، ومن ضمنهم كوادر للحزب الشيوعي اللبناني، وقام النظام السوري بمصادرة أسلحة كافة الفصائل والأحزاب الوطنية اللبنانية.
وكان موقع "شفاف الشرق الأوسط" قد ذكر في تقرير له عقب اغتيال "جورج حاوي" أن الأخير كان مناوئاً للنظام السوري بشكل واضح، و أن جورج حاوي كان يشكّل حالة معارضة داخل الحزب الشيوعي، وأنه كان يعمل لبناء جبهة يسارية واسعة ومفتوحة لا يكون الحزب الشيوعي محورها، أي أنه كان ينشط ضد الجناح التابع للنظام السوري في الحزب.
وأضاف الموقع أن النظام السوري قال لقيادة "الحزب الشيوعي" لدى زيارة هذه القيادة لسوريا (قبل الإنسحاب من لبنان) أنه "يوجد عندنا أسلحة لكم، ويمكننا تسليمها لكم إذا أردتم"! وهذا الكلام يشير إلى السلاح الشرقي الذي كان السوريون وضعوا يدهم عليه، قبل سنوات، حينما قرّر النظام في سوريا أن تعطي "حزب الله" احتكار مقاومة إسرائيل.
حزب الله الشيوعي!
وكان حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله الطائفية قد دعا بشكل واضح لتشكيل مجموعات وعصابات جديدة لمشاركة عناصره في عدوانهم على سوريا بعد الهزائم الكبيرة التي مني بها... إلا أن أكثر ما يثير السخرية، في محاولة (حزب الله) المستميتة، لتوريط كل الأحزاب والقوى اللبنانية معه، أن الحزب الذي يتسمى باسم الله، ويرتدي أمينه العام لباس "رجال دين" يستنجد بحزب ليس يساري فقط، بل تقوم عقيدته على أنه لا وجود لله وأن الطبيعة خلقت نفسها بنفسها!!!
التعليقات (7)