ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن دبلوماسي إيراني أن «روسيا تحاول أن تلعب على أكثر من مسار في الوقت الحالي، فهي تدعم الحكومة السورية وتحاول التأثير على المعارضة وتحضر لمستقبل بدون الأسد».
وترى الصحيفة أن زيارة محمد بن سلمان تترافق مع جهود الولايات المتحدة في دفع روسيا كي تدعم عملية نقل للسلطة بدون الأسد. ويلاحظ أن الملك سلمان لم يرسل ولي العهد الأمير محمد بن نايف ولا وزير الخارجية عادل الجبير القريبين من واشنطن برفقة الامير محمد بن سلمان في هذه الزيارة، وهو ما يدل على أن الرياض ربما تلعب على وتر ابتعادها عن واشنطن مؤخرا بالاقتراب من موسكو، خاصة وأن العلاقات شهدت فتورا كبيرا بين موسكو والرياض في فترة حكم الملك عبدالله.
والعلاقات السعودية ـ الأمريكية متوترة حول ملفين رئيسيين، الأول معارضة الرياض للاتفاق النووي مع طهران، والثاني أن السعودية مع فكرة إسقاط نظام الأسد خلافا للموقف الأمريكي الذي لا يزال مترددا بعد أربع سنوات من القتال.
ومن غير المستبعد ان تفتح الزيارة صفحات جديدة في بعض الملفات الإقليمية، خاصة عقب إنشاء المحور السني الإقليمي «الرياض ـ الدوحة ـ أنقرة» لمواجهة محور طهران ـ دمشق.
من جانبه، أكد بوتين أن روسيا ترحب بخادم الحرمين الشريفين في أي وقت، وقال إنه سيسعى لتلبية دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز. وأشار إلى العلاقات «التاريخية» التي تربط روسيا بالمملكة وقال إن حجم التبادل التجاري بين البلدين محدود حالياً، ولا يعكس قدراتهما ولا الإرادة لدى الطرفين لتطوير العلاقات، مؤكداً أهمية العمل في هذا الاتجاه.
وأوضح السفير السعودي في روسيا عبدالرحمن الرسي، أن هناك اتفاقاً بين المملكة وروسيا في شأن الحفاظ على شرعية الحكومة اليمنية، وأن لروسيا دوراً مهماً في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 في شأن اليمن. وأكد أن دور روسيا مهم تجاه إيران وتجاه العالم أجمع، مشيراً إلى «أن روسيا دولة عظمى في مجلس الأمن، ومهمة للحفاظ على استقرار الأمن في العالم».
وأعلن الرسي أن روسيا والمملكة تؤكدان على وحدة الأراضي السورية، موضحاً أن البلدين لهما نوايا إيجابية لحل هذا الملف في أسرع وقت ممكن.
وتزامنت المحادثات مع انتهاء جلسات اليوم الثاني من اجتماع مجلس الأعمال الروسي– السعودي الذي يحضره مسؤولون ورجال أعمال من الجانبين، ووقع الحضور عدداً من الوثائق الثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات مختلفة.
على المستوى الحكومي، وقعت روسيا والمملكة اتفاقاً بين الحكومتين حول التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وتم توقيع الوثيقة من قبل المدير العام للمؤسسة الحكومية الروسية «روس أتوم» سيرغي كيريينكو، ورئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبد الله يماني.
وكان الأمير محمد بن سلمان وصل في زيارة رسمية، بناءً على توجيه من الملك سلمان واستجابة لدعوة الحكومة الروسية. واستقبله في مطار بولكفا وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كريك ديميترياس، ورئيس الشؤون الخارجية لمدينة سان بطرسبورغ يفقمي قيري قورياف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا عبدالرحمن الرسي، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبدالرحمن البنيان، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار عبداللطيف العثمان، والرئيس التنفيذي للأنظمة وإجراءات الاستثمار في الهيئة العامة للاستثمار الأمير سعود بن خالد الفيصل، ورئيس مجلس الغرف السعودية عبدالرحمن الزامل، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» يوسف البنيان، والأمين العام للمدن الاقتصادية مهند هلال، ومدير إدارة التعاون العسكري الدولي اللواء ركن علي الفواز، والملحق العسكري السعودي في روسيا العقيد ركن محمد المطيري، وعدد من المسؤولين.
التعليقات (13)