لندن ـ مراد مراد
قال مصدر بالحكومة البريطانية أمس ان لندن ستستقبل «عدة مئات إضافية» من اللاجئين السوريين الاكثر عرضة للخطر بعد ان صرح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأن لندن تتوسع في برنامج لإعادة توطين اللاجئين.
ووافقت بريطانيا في السابق على استقبال ما يصل الى 500 لاجئ سوري ممن يوصفون بأنهم الأكثر عرضة للخطر ويشمل ذلك النساء والأطفال في إطار برنامج مدته ثلاث سنوات بالتعاون مع مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
وأعلن كاميرون الذي كان يتحدث في مؤتمر أمني في سلوفاكيا امس انه سيقوم بتوسعة «محدودة» لبرنامج اعادة توطين اللاجئين الذين لا يمكن توفير الحماية الكافية لهم في الدول المجاورة لسوريا. وقال مصدر حكومي «على مدى العامين القادمين من البرنامج سنبحث استقبال عدد يتجاوز ما كان مخططا في البداية ببضع مئات«. وبدأ برنامج اعادة التوطين العام الماضي ولم يقبل سوى 187 شخصا حتى الآن. وكان يهدف في الاصل الى قبول ما يصل الى 500 شخص على مدار ثلاث سنوات. ومن المرجح أن يزيد هذا الرقم الان الى نحو 800 شخص.
كاميرون يطالب مسلمي بريطانيا بتحمل مسؤولية تطرف ابنائهم ونبذ افكار داعش.
في غضون ذلك، حض كاميرون امس الجالية المسلمة في بريطانيا بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه آفة التطرف التي تصيب شبانها وشاباتها وتدفعهم الى رمي انفسهم حطبا لنار الحرب الدائرة في سوريا والعراق.
ودعا العائلات البريطانية المسلمة الى الكف عن القاء اللوم على السلطات البريطانية في عدم قدرتها على منع ابنائهم من السفر الى سوريا، مشددا على ان مشكلة التطرف تبدأ عند الفرد وعلى كل عائلة تحمل مسؤوليتها التربوية تجاه ابنائها وتصحيح ميولهم في حال لمست لديهم نزعة تشددية، لأن الدولة مهما كانت قدراتها الامنية لن تتمكن من منع اشخاص مصممين بشتى السبل على الرحيل الى سوريا للقتال في صفوف تنظيم «داعش«.
جاء كلام كاميرون في خطاب القاه في مؤتمر دولي للسياسة الخارجية والامن القومي استضافته سلوفاكيا، وشدد فيه على ان «داعش يهزم فقط في حال تعاونت الجاليات الاسلامية وشركات توزيع الانترنت مع الحكومات لمنع ترويج الفكر الاسلامي المتطرف الذي يقول ان الغرب شرير وان الديموقراطية خطأ والنساء ادنى شأنا من الرجال«.
واضاف «نسمع غالبا مجادلات تلقي باللوم على الآخرين في تطرف جيل الشباب المسلم. ان القاء اللوم على الآخرين امر خاطئ وخطير في الآن نفسه، لأننا عندما نوجه اصابع الاتهام الى الوكالات والحكومات نكون نتجاهل عمدا ان التطرف يبدأ مع الفرد المعني«.
ودعا كاميرون العائلات المسلمة الى التنبه لعدم انجرار ابنائها وراء من يروجون بأن الغرب معاد للاسلام والسياسات الخارجية للحكومات الغربية تستهدف المسلمين. لأن السكوت عن مثل هذه الافكار معناه تبنيها وهذا ما سيدفع الشاب او الشابة الباحث عن هوية الى تطرف اكبر قد يؤدي في نهاية المطاف الى حد شرعنة العنف والسفر للانصمام الى الدولة الاسلامية المزعومة حيث تزوج الفتيات بعمر الـ9 سنوات وتجبر النساء على خدمة الجهاديين وتنفذ العمليات الانتحارية .
ويأتي خطاب كاميرون في وقت تمر الجالية المسلمة في بريطانيا في اوقات صعبة مع تقارير افادت بأن ثلاثة شقيقات سافرن برفقة اولادهن التسعة الى سوريا للانضمام الى «داعش» وان شابا مسلما بريطانيا فجر نفسه في علمية انتحارية للتنظيم الارهابي في العراق.
ويعتقد على نطاق واسع ان اكثر من 5000 بريطاني وبريطانية انتقلوا للقتال في سوريا والعراق ولا توجد ارقام رسمية بعدد العائدين منهم، لكن قوى الامن البريطانية تلقي القبض بشكل دوري على عدد من المشتبه بهم من الراغبين بالمغادرة او العائدين من اماكن الصراع. وما يزيد من خطورة الموقف اعتراف بعض النواب البريطانيين بعدم قدرتهم على اقناع بعض المسلمين المقيمين في دوائرهم الانتخابية بوجوب نبذ فكر «داعش» بشكل تام وعدم السماح له بالتغلغل وسط شباب الجالية. ويبدو ان التحدي الحقيقي يكمن في شبكة الانترنت التي قد برع الارهابيون، على ما يبدو في استخدامها، بغية تجنيد المزيد من الشبان المغرر بهم في صفوف «داعش«.
وتجدر الاشارة الى ان كاميرون ووزراء حكومته، كما في كل عام، توجهوا الى سائر المسلمين في بريطانيا والعالم بالتبريكات بحلول شهر رمضان الكريم.
التعليقات (4)