لاتزال الشتائم والاتهامات قائمة على قدم وساق. تم ايراد بعض الاخبار عن قيام قوات قنديل بتهجير بعض سكان القرى العربية. بغض النظر عن صحة هذه الاخبار من عدم صحتها، ما يهمني أن اخراج داعش من اية بقعة سورية هو في مصلحة السوريين. تماما كإخراج قوات الأسد.
أوضحت هذه الزوبعة أننا كناشطين قبل أي شيئ آخر، لم نحسم خياراتنا الحقيقية بعد، نحو سورية دولة مدنية تعددية. تعددية ليس من باب الترف بل تعددية واقعا وثقافة وقيما كسويسرا على سبيل المثال لا الحصر. السبب الظاهر في إثارة تلك الزوبعة بعكس مدينة كوباني أو عين العرب، تل أبيض مدينة عربية كردية مختلطة وفيها أرمن أيضا. مدينة سورية وكل سكانها موجودين تاريخيا فيها. لكن المسألة الحقيقية تكمن في أن قيادة جبال قنديل، المتحالفة مع ملالي قم والاسد وتدور في فلكهما، سواء في إيران أو العراق او سورية، تعتبر هذه المدن والقرى في سورية سواء كانت عربية أم كردية والمتاخمة لتركيا، تعتبرها قاعدة لوجستية من أجل تقوية موقعها العسكري ضد تركيا.
هذه المسألة ليست وليدة الآن، بل تعود أساسا للحظة دخول حزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أوجلان لسورية وتحالفه مع الاسد1984، لهذا الحزب تاريخ حافل، باجهاض اي تحرك معارض للاسد في تلك المناطق. حتى انتفاضة 2004 الكردية ضد الاسد لم يشارك بها وأجهضها أيضاً، إضافة لقمع الأسد.
منذ بدء الثورة أعلن هذا الحزب موقفه الواضح مع الأسد وايران. كما أجهض انتفاضة (مهادباد) الكردية في إيران قبل شهر ونصف تقريبا. تحالفه السابق والحالي مع حكومة إيران في العراق ايضا. خروج صلاح الدين ديمرتاش بعد أن حقق حزبه حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا والمحسوب على قيادة قنديل. خروجه في أول مقابلة اعلامية مع قناة (المنار) الحزب اللاتية اللبنانية الإيرانية. حلفهم مع إيران والاسد، ليس بحاجة لكثير عناء لاثباته، لاتزال كما كانت أول الثورة قوات اليبي غي هي الوحيدة التي تحمل السلاح تحت راية الأسد في القامشلي الآن، وفي عفرين أول الثورة عندما قامت بقمع التظاهرات الكردية المناهضة للأسد.
كثيرة هي الشواهد على هذا الحلف. لكن مع ذلك كنا ممن ينظرون للأمر، بأن مظلومية الكرد في تركيا، تدفعهم لذلك، ونجد لهم مبررا لكن ليس إلى هذا الحد وممارساتهم بعد الثورة السورية. قبل داعش هاجمت قواته الجيش الحر وقبل الجيش الحر قمعت الكرد في المناطق الكردية لأنهم ضد الاسد. المخلوق داعش والمصنوع صناعة سريعة. لضرب الثورة السورية، كان مبررا واضحا لتلك القوات كي ترسخ الاسدية في تلك المناطق التي يسيطرون عليها، ومحصلة هذه السيطرة تماما كسيطرة داعش أنها في النهاية خارج سيطرة الثورة السورية. مع ذلك هم اقل خطرا من داعش على الثورة. ولا تقارن خطورتهم مع داعش. داعش رأس الحربة الاقليمي والدولي ضد ثورة شعبنا السوري. وقوات اليبي غي لا تخرج خارج مناطق الشمال السوري كردية ام عربية. من جهة أخرى للكرد في سورية قضية عادلة، يجب ألا تجعلنا قيادة قنديل وممارساتها، تحجب عنا هذه القضية التي هي جزء من سوريتنا ويجب أن تكون إذا كنا نريد سورية دولة حرية وكرامة لكل أبنائها.
أصدقائي الكرد: لم يصدح شعب لا في إيران ولا في العراق ولا في تركيا، بكلمة (آزادي) كما صدح وغنى بها الشعب السوري إذا كنت تذكرون بدايات الثورة، وفي حوران الآن يسمون ابنائهم وبناتهم (آزادي). المسألة تحتاج لمعرفة التحالفات السياسية ومن تخدم لكل قوة بمعزل عن عربيتها وكرديتها، ومحاولتها اثارة خطاب عنصري شوفيني. سورية لنا جميعا كتل ابيض.
التعليقات (12)